مراجعات مهمة تنجزها المعارضة: لا لكل هذه الشعارات

2011-05-31 - 11:26 ص



 

مرآة البحرين (خاص): أعاد بيان 30 مايو/ أيار لجمعية "الوفاق" دوزنة البوصلة السياسية في الشارع. هي عودة للساحات والميادين إذن ولكن عودة "محسوبة". السقف ذاته قبل 14 فبراير/ شباط، أثناءه وبعده. وهو ذاته سقف 1 و 3 يونيو/ حزيران، اليومين المرتقبين لتصعيد الاحتجاجات السلمية، اللا عنيفة، واستئناف ممارسة الضغط على السلطة: الملكية الدستورية، التداول السلمي للسلطة، والبرلمان كامل الصلاحية.
 
بالموازاة كان بيان "هبت رياح الجنة" السابق على الأول بيوم للفعالية الشبابية التي أطلقت على نفسها "شباب الأول من يونيو" يفعل الشيء نفسه. لا انزلاق مرة أخرى للسقف غير التوافقي. صار المطلب واضحاً: مملكة دستورية يرتضيها الشعب.

فيما بدا على أنها مراجعة "قاسية" تقوم بها المعارضة. وهي قاسية، لأنها تشق الطريق أمام فرز واضح بين "إخوة العمل". من يشتغل على التغيير على الأرضية الجامعة مع مكونات شعب البحرين الأخرى. إنما باختلاف التآويل، والممكن وغير الممكن. ومن يشتغل على التغيير على الأرضية "الجذرية".
 
وهي مراجعة (؟) لأنها تقطع بوضوح مع ألوان من الخطاب جرى رفعها غضون حركة 14 فبراير/ شباط المطلبية. وحسب بيان الوفاق، فإن المطلب هو "الشعب يريد إصلاح النظام" وليس "... إسقاط النظام". لا شعارات تهتف بالموت إلى العائلة المالكة. السلمية ومزيد من السلمية. لا دولة دينية أو دولة ولاية الفقيه بل دولة مدنية.

بدوره، يحرث بيان "شباب الأول من يونيو"، الذي استلهم إحدى العبارات التي أطلقها زعيم فلسطيني وقت حصار بيروت "هبت رياح الجنة" عنواناً لتحركه، على الأرض نفسها: السلمية. على رغم من تشديده على "الاستقلالية التامة عن كل التيارات السياسية" و"أننا نقف على مسافة واحدة منها جميعاً". في حين يحدد صيغة علاقته مع كافة القوى السياسية على الأرض ب "التعاون". فيما يمكن أن يمثل في المحصلة نضجاً شبابياً لافتاً يتم بموجبه تلافي أخطاء ما كان ينبغي أن تقع.

وفي حين امتنعت "الوفاق" عن حض أتباعها على العودة إلى موقع دوار اللؤلؤة الذي جرى هدمه.
واكتفت بدعوتهم إلى تنفيذ الفعاليات السريعة ذات الطابع الرمزي تفادياً للخسائر في الأرواح: "نتبنى أسلوب المسيرات والاعتصامات المؤقتة بدل التجمع في مكان واحد". مشددة في الوقت نفسه على مراعاة ما أسمتها "مصالح القطاع التجاري وحرية الآخرين وعدم تعطيل مصالح أي جهة".

في حين أن ذلك كذلك، فإن وصايا "شباب الأول من يونيو" للقطاعات الشبابية جاءت كالتالي: "العودة السلمية" و"التسلح بلثام العزة" بعد أن أظهرت الميديا وجهها الآخر، الكريه. حيث استغلت من جانب الأجهزة الأمنية وسيلة لمعاقبة المحتجين.

هي مراجعات إذن، تقوم بها المعارضة البحرينية بشقيها: الجمعيات، والقطاع الشبابي. في ضوء بعض السلبيات التي ظهرت غضون حركة 14 فبراير/ شباط المطلبية. وهي لذلك بالذات، تبقى مراجعات!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus