ساعة الصفر: أحلام التغيير المستأنفة تحت مرمى "الحرس الوطني"

2011-06-01 - 2:25 م



مرآة البحرين (خاص):
أجواء ترقب تسود شوارع البحرين اليوم الأربعاء 1 يونيو/ حزيران، بانتظار ما ستسفر عنه الساعات القليلة المقبلة. استنفار أمني واسع في مختلف مناطق المملكة استعداداً لموعد بدء التظاهرات في ال 4 عصراً.

ساحة الدانة المحاذية لميدان اللؤلؤة التي كانت قد أخليت أمس فقط من آليات الجيش، عادت آليات الحرس الوطني لتحل محلها. الطائرة العمودية التي كانت ترابط في الأجواء بمعدل 24 ساعة في اليوم، قبل أن يتم استبدالها بطائرات الأباتشي، وأحياناً بال "إف 16" (!) منذ لحظة إعلان السلامة الوطنية، عادت كي تحلق في الأجواء. كما عاد "كابتينها" ليتصدر شخصيات "النكتة الساخرة" على شفاه الناس.

في الشوارع، سُمعت لأول مرة منذ شهرين ونصف، رنة بوق السيارات: تن تن ترن. كاسرة لحاجز الخوف الذي استحكم ومواصلة الرغبة في التحدي.
كان يُنتظر أن يسهم خطاب الملك يوم أمس في تخفيف حال التوتر. على العكس كان. وقد جوبهت رغبات الناس، وتوقهم إلى مخرج سياسي مضمون، بالصد مرة أخرى.

ليس ذلك فقط، بل أضيف عليه استدعاء أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان ورفاقه. الشيء الذي تم الرد عليه سريعاً بالمسيرات والاعتصامات التي نفذت في غير منطقة وقرية مساء أمس، وقد هوجم عدد منها. وكادت أن تتطور، لولا إخلاء سبيلهم حوالي الساعة 9 ونصف.

في هذا الإطار، علمت "مرآة البحرين" أن النيابة العسكرية وجهت للأخير، ورفاقه، في التحقيق الذي استمر نحو 5 ساعات، تهم "المسئولية عن المسيرات التي ستخرج اليوم" و"التحريض على كراهية النظام" و"الدعوة إلى تغيير الدستور" و"توهين الجيش والمؤسسة العسكرية".

نفذ الملك السيناريوهات التي سبق لوزير الخارجية ورئيس البرلمان أن أشار لها في غير تصريح لهما، وضغط في اتجاهها تجمع الوحدة الوطنية في لقائه بالملك يوم أمس الأول مدعوماً بالغطاء السعودي: الحوار فقط "عبر السلطتين التنفيذية والتشريعية"، السير "في الانتخابات التكيلية" ولا جديد بشأن "المعتقلين وأحكام الإعدام". طقم الإحباط المعتاد في مواجهة المطالبات بالديمقراطية.

بدورها، واصلت الإدارة الأميركية نفاقها فرحبت ب"الحوار" الذي يعرف مبعوثوها الذين تكثفت زياراتهم إلى البحرين خلال الأسابيع الأخيرة أنه ليس سوى "حوار السلطة ونفسها". وأن أحداً من المعارضة لن يقبل به.

نظر البعض إلى الأمر كما لو كان السيناريو نفسه ما قبل 14 فبراير/ شباط. يومذاك كان المطلب هو إطلاق سراح المعتقلين. رُفض الطلب، فكان ما كان، ملحمة شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار التي راح ضحيتها 28 شهيداً ومئات الجرحي، في حين لا تزال تلقي بظلالها على المشهد إلى الآن.

الإحباط والرغبة في التحدي هما اللغة السائدة يوم 14 فبراير/ شباط، وهي نفسها السائدة اليوم 1 يونيو/ حزيران. بعث الإعلان أمس عن إطلاق فضائية تحت مسمى "اللؤلوة" ارتياحاً كبيراً. وحسب مصادر "فإنها قناة سيتم تكريسها للتعبير عن الطرح المعارض تحت سقف الملكية الدستورية" فيما يمكن أن تعد خطوة إلى الأمام على درب "حرفنة" الإعلام المعارض.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus