الصحف العربية: «تمرد» تشل البلاد: قطع للطرقات وقمع للتظاهرات... والسلمية تربك السلطات

2013-08-15 - 5:14 م

مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية على الفعاليات السلمية التي دعت إليها "تمرد البحرين" وفيما أشار بعض الصحف إلى أن الفعاليات السلمية شلت البلاد وأن هناك استجابة لدعوة التمرد تمثلت بعدد كبير من التظاهرات قمع بعضها، حاولت صحف أخرى مؤيدة للنظام الحاكم في البحرين التقليل من أهمية هذه التحركات ونقلت مواقف لمسؤولين رسميين تعتبر "يوم التمرد" يوماً عادياً والتركيز على ان المعارضة تمارس العنف!

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية عن بدء فعاليات "التمرد" السلمية وقالت :"في الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال البحرين، بدأ البحرينيون، أمس، تمردهم على السلطة الحاكمة مطالبين بالديموقراطية وبالمشاركة في صنع القرار وفي تقرير المصير، وذلك عبر إعلان النفير العام والدعوة إلى العصيان المدني التدريجي. ومع انتهاء المرحلة الأولى، أعلنت حملة "تمرّد البحرين" اعتبار العاصمة المنامة هدفا دائما للاحتجاجات السلمية، داعية إلى المشاركة اليوم وغداً في مسيرات احتجاجية واسعة في كافة المناطق.

واعتبرت الصحيفة "أن التحركات الاحتجاجية لم تنجح بشكل فعلي على الأرض نظراً للاستعدادات الأمنية والعسكرية المكثفة التي تبنتها السلطة منذ عدة أيام، إلا أنّ الحركة الاقتصادية شُلّت في الكثير من المناطق ومنها العاصمة المنامة، وذلك بعد استجابة أصحاب المحلات والباعة لنداء حملة "تمرّد البحرين" لإغلاق المحال التجارية، فخلت الشوارع من المارة ومن المشترين، كما شهدت الكثير من الدوائر الحكومية هدوءا بعد امتناع الكثيرين عن تخليص معاملاتهم المالية والحكومية، في استجابة للعصيان المدني التدريجي الذي دعت إليه الحملة.

تظاهرات واغلاق المحال التجارية

وأشارت كل من "القبس" الكويتية و"الراية" القطرية و"الأخبار" اللبنانية إلى شلل في الشوارع البحرينية وإلى قيام تظاهرات في العديد من المناطق وقالت "الاخبار":..."غلقت المحال التجارية على طول الشوارع، فيما سجلت دوائر حكومية انخفاض أعداد المراجعين، وكانت الحركة المرورية معدومة، ولا أثر سوى لحركة دوريات الشرطة التي تقطع صمت "التمرّد" بسرعة، وبأعداد لا تقل عن 5 مركبات عند كل مدخل من مداخل القرى المضطربة.

ولفتت "الأخبار" إلى أن خدمات الاتصال بالإنترنت في البحرين تعرضت إلى قطع جزئي في بعض المناطق وبشكل انتقائي لأجهزة المواطنين الشخصية، فيما أكد شهود إغلاق خدمة "واتس آب" في عدة شبكات اتصال. ورأت مصادر في المعارضة أن ذلك يأتي ضمن سلسلة إجراءات لمنع حق التعبير عن الرأي وحجب صوت الشعب البحريني عن الوصول إلى العالم".

وفي العاصمة المنامة، تمركزت المدرعات وسيارات الشرطة بكثافة كبيرة عند مدخل القلعة في قمّة تأهبها، مع شلل كامل في حركة السوق التي تضج بكل أشكال الحياة في العادة. وعلى الشارع العام المقابل لمنطقة البلاد القديم، غرب العاصمة المنامة، انتشرت قوات الأمن راجلة وشاهرة أسلحتها في حركة تأهبية ونظرات متوثبة تراقب حتى من هم في داخل السيارات.

وفي جزيرة سترة، جنوب شرق العاصمة، حيث كل أشكال الحياة متوقفة، تمركزت قوات الأمن والمدرعات بكثافة عند مركز الشرطة فيها، ووضعت الحواجز الأسمنتية، فيما بقي الداخل يسيطر عليه هدوء ما قبل العاصفة.

وانتشرت عند مدخل منطقة النويدرات جرافات وسيارات دفاع مدني إضافة إلى الدوريات لإزالة الحواجز التي وضعها الأهالي.

وكانت القوات الأمنية والعسكرية قد بدأت منذ الصباح عملية إعادة انتشار واسعة في محيط العاصمة المنامة والبلدات ذات الغالبية المعارضة، وقامت الأجهزة الأمنية بوضع أسوار حديدية لعزل البلدات والقرى البحرينية عن الشوارع الرئيسة، وذلك للسيطرة على حركة المتظاهرين ومحاصرتهم ومنعهم من الوصول إلى الشارع العام.

وأشارت "السفير" إلى أن "السفارة الأميركية أغلقت أبوابها في العاصمة المنامة بعد إشاعات بنية للتظاهر بالقرب من مبناها. كما حذرت رعاياها من التواجد في المناطق التي من المتوقع أن تشهد احتجاجات".

كما عرضت "السفير" بيان حركة "تمرد" و"الراية" القطرية و"القبس" الكويتية بيان جمعية "الوفاق" الذي عرض التحركات والتظاهرات.

الشرق الاوسط: يوم مر بسلام

من ناحيتها، حاولت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية المؤيدة بشدة للنظام ان تقلل من اهمية الفعاليات الاحتجاجية وقالت نقلاً عن وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة سميرة رجب  أن "البحرين عاشت يومًا عاديًا في كافة مؤسساتها العامة والخاصة"، واضافت "جميع المؤسسات عملت بكامل طاقتها وكأنها كانت في حالة تحدٍ لدعاة الفتنة والإرهاب". وقالت رجب انه لم يكن أي وجود للحشد الذي جرى الترويج له خلال الفترة الماضية، مشيرة الى ان الدعاية المعارضة لم تفلح في التأثير على المواطن البحريني وفق تعبيرها!

وشددت على ان "حكومة البحرين تعي حجم التحديات التي يمثلها الإرهاب"، وأكدت ان "تحدي الإرهاب لا يزال موجودا، وستظل الجهات الامنية تحاربه ولن تسمح له بالتسلل إلى بيوت المواطنين".

واعتبرت رجب الترويج الذي حدث ليوم تمرد 14 أغسطس "ظاهرة صوتية" لم تثمر اي شيء سوى اغلاق شوارع داخلية تمكن الأمن من اعادة فتحها في وقت وجيز، وقالت "كانت الدعوات والحشد لهذا اليوم للاستهلاك الإعلامي فقط".

وتابعت صحيفة "الشرق الاوسط" أنه من الناحية الأمنية قال مصدر أمني في وزارة الداخلية ان يوم أمس مر بسلام وبشكل عادي وذلك بفضل الخطة الأمنية التي اتخذها الأمن البحريني لتأمين المناطق والشوارع لتأمين حركة خروج الموظفين والعمال إلى اعمالهم.

وقال المصدر الأمني ان بعض القرى شهدت تجمعات لجماعات خارجة عن القانون، كما قامت بالقاء قنابل المولوتوف، وفي بعض القرى تم اقامة حواجز لإغلاق الشوارع من قبل الجماعات الخارجة على القانون لإرهاب الموظفين لمنعهم من الذهاب إلى اعمالهم. ووصف المصدر الأمني الاستجابة لحركة تمرد المعارضة بأنها كانت ضعيفة ولم تكن بالمستوى الذي جرى الترويج له. وقال ان "حضور الموظفين إلى اعمالهم كان عالٍ جدًا"، وكان المشاركون في المسيرات بالعشرات وكانت في قرى محدودة".

ووصف الوضع الأمني بأنه مستتب ولكنه نبه إلى ان الاجهزة الأمنية جاهزة لأي حدث وتضع في حساباتها كافة الاحتمالات.

وإلى ذلك اشارت كل من "الرياض" السعودية و"القبس" و"الخليج" الاماراتية إلى استهداف عامل آسيوي نقلاً عن وزارة الداخلية البحرينية التي قالت ان "مجموعة من الارهابيين قامت بتنفيذ عمل إرهابي تمثل باستهداف حياة عامل آسيوي بقنابل المولوتوف وإصابته بإصابة بالغة اثناء قيامه بإزالة الحواجز التي وضعوها لترهيب المواطنين ومنعهم من مزاولة أعمالهم"، وذلك في منطقة النويدرات جنوب المنامة.

هذا واشارت صحيفة "السفير" إلى أن ولي عهد البحرين سلمان بن حمد زار رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث أكدا أن "الجهود مستمرة لتكون البحرين دائماً بيئة مناسبة لاستتباب الأمن وتحقيق الأمان في كافة مناحي الحياة".

كما قام رئيس هيئة الأركان في "قوة دفاع البحرين" اللواء دعيج بن سلمان آل خليفة بزيارة وزير الداخلية راشد بن عبد الله آل خليفة. وأعرب وزير الداخلية عن تقديره لحرص رئيس الأركان على "دعم رجال الشرطة والتقدير لجهودهم في حفظ الأمن والنظام العام".

صيد الصحافيين مستمرّ في البحرين

إلى ذلك سلطت صحيفة "السفير" الضوء على معاناة الصحافيين في البحرين في مقالة تحت عنوان "صيد الصحافيين مستمرّ في البحرين" للكاتب محمد  قليط قال فيهأنه "تزامناً مع صعود حركة "تمرد" في البحرين، قامت السلطات بموجة من الاعتقالات للمشاركين في التظاهرات من مدنيين وناشطين وصحافيين. وقد اعتقل حفنة من الصحافيين خلال ممارستهم عملهم في تغطية التظاهرات، وكان آخرهم المدوّن محمد حسن والمصورين حسن حبيل وقاسم زين الدين، بسبب نيتهم تغطية أحداث يوم "تمرد" البحريني، وقد هددت الحكومة باعتقال المزيد من الصحافيين إذا ما أصروا على تغطية التظاهرات.

وعرض الكاتب سجل البحرين في حرية التعبير حسب تصنيفات مراسلون بلا حدود للعام 2013 وقال: "تعتبر البحرين من أسوأ البلدان في قمعها للصحافيين، حيث احتلت المرتبة 165 من أصل 179 على لائحة "مراسلون بلا حدود"لحريّة الصحافة للعام 2013. وتشهد البلاد اعتقالات بالجملة لناشطين وصحافيين منذ اندلاع الثورة قبل عامين. وتشير بيانات رابطة الصحافة البحرينية إلى أن هناك أكثر من 135 صحافيا وإعلاميا تعرضوا للانتهاكات الحقوقية وسوء المعاملة، "لأنهم يقومون بما تعتبره السلطة البحرينية نوعا من التحدي والتي تحاول الأخيرة إظهار أن لا شيء يحصل في البحرين". ويشمل ذلك صحافيين من قناة "الجزيرة" القطرية، ووكالة أنباء "رويترز"، و"فرانس برس".

كما اشار المكاتب إلى إن  أمس، وبالتزامن مع تظاهرات "تمرّد" منع الصحافيين الأجانب من دخول البحرين. لكنّ العديد من المواطنين قاموا بتسجيل الانتهاكات وتصوير قمع السلطة، بغية إثبات فشل الدولة في ترهيب الصحافيين، بحسب نائب رئيس «مركز البحرين لحقوق الإنسان"، يوسف المحافظة».


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus