"الإندبندنت" تنشر وثائق "سنودن" لأول مرة: قاعدة تجسس بريطانية على اتصالات الخليج والشرق الأوسط!

2013-08-23 - 6:14 م

مرآة البحرين (خاص): في أحدث تطورات فضيحة "إدوارد سنودن"، الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم بعض ما جاء في وثائقه المسرّبة لأول مرة، مشيرة إلى أنها وثائق غاية في السرية لمشروع تجسس بريطاني ضخم يختص بالشرق الأوسط (الخليج ودول الجوار).

وتشير وثائق سنودن إلى أن بريطانيا تدير قاعدة تجسس سرية في الشرق الأوسط تقوم بالتنصت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة الرسائل الالكترونية.

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة أن القاعدة، التي لم يحدد موقعها، تجمع المعلومات وترسلها إلى المركز الحكومي للاتصالات في بريطانيا، في حين تستطيع وكالة الأمن القومي الأمريكية الحصول على هذه المعلومات.

وبحسب الصحيفة فإن بريطانيا تدير هذه المحطة السرية لمراقبة الإنترنت في الشرق الأوسط، التي تتصل بكابلات الألياف البصرية تحت البحر في المنطقة، وتستطيع اعتراض الرسائل الالكترونية والاتصالات الهاتفية. 

وذكرت "الإندبندنت" أن "الغارديان" وافقت على تقييد نشر وثائق سنودن ومنع نشر أية وثائق تمس الأمن القومي البريطاني وأجبرت من قبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على إتلاف جهاز كومبيوتر احتوى على نسخ من ملفات سنودن، بدعوى خطورتها الشديدة على الأمن القومي.

وقد تعرضت السلطات البريطانية إلى انتقادات بعد احتجاز ديفيد ميراندا البرازيلي شريك صحافي "الغارديان" غلين غرينوالد الذي يعمل على تسريبات الأميركي الفار إدوارد سنودن.

وكان إدوارد سنودن، المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، قد سرب في وقت سابق من العام الجاري معلومات سرية كشفت وجود نظام مراقبة ضخم للولايات المتحدة وبريطانيا على العالم.

ويكيبيديا التجسس

من جانبه، أوضح الخبير الخليجي في أمن المعلومات "عبد الله العلي" أن نظام التجسس المذكور عبارة عن "ويكيبيديا" سرية لكل الاتصالات ونشاطات الإنترنت بدول الشرق الأوسط.

وقام العلي، وهو كويتي يعمل محققا جنائيا في جرائم الكمبيوتر،  بنشر بعض المقتطفات من تقرير "الإندبندنت" على حسابه في "تويتر". 

وجاء في الصحيفة أن وثائق سنودن كشفت عن مشروع بريطاني قاده وزير الخارجية (السابق)، لبناء محطة تجسس على الاتصالات والإنترنت بالشرق الأوسط وبتكلفة مليار ونصف دولار.

وبحسب ما أوضح "العلي" فإن المشروع يحتوي على أنظمة اعتراض ومراقبة لكابلات الإنترنت البحرية بدول الخليج، للتجسس على كل الاتصالات والإنترنت والإيميلات والبرامج، وهو يخضع فقط للاستخبارات البريطانية والأمريكية، ويتجسس على الأفراد والحكومات والسفارات والمنشآت العسكرية والبنوك الخليجية وغيرها.

ووصف العلي هذا النظام التجسسي بالخطير وقال نقلا عن الصحيفة إنه وضع للمساعدة في "الحرب على الإرهاب" والكشف عن "المرتزقة والجريمة المنظمة" وإن ذلك تم بعلم وموافقة الحكومات.

وأشار العلي إلى أن إدوارد سنودن أخذ أكثر من 50 ألف ملف من الاستخبارات البريطانية بخصوص هذا المشروع المسمى GC-Wiki والمصنف بـ"بالغ السرية"، وقال إن أسوأ ما في وثائق سنودن لم يرى النور بعد كما يبدو.

وكانت صحف مثل الغاريان وشبيغل الألمانية وواشنطن بوست قد كشفت قبل فترة، نقلا عن سنودن، مشاريع تجسس غاية بالخطورة، شملت حتى دول الاتحاد الأوروبي.

العلي: المسئولون العرب "طراطير"

وطالب "العلي" حكومات الشرق الأوسط بالكشف عن تفاصيل هذا المشروع لمخالفته الصريحة لكافة الدساتير ومخالفته للميثاق العربي لحقوق الإنسان، وسخر العلي من المسؤولين العرب ووصف أغلبهم بـ"طراطير" لايفقهون شيئا في الموضوع، كما لام الصحافة العربية على إغفاله "كأن الأمر لايعنينا".

مع ذلك، قال العلي إن مشروع التجسس هذا قاصر على إطلاع المخابرات البريطانية والأمريكية بكل شيء، وإن استعمال البرامج المشفرة يحمي المستخدمين منه.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus