ناصر قنديل في "حديث المنامة": البحرين تتجه للحل السياسي قبل نهاية 2014 على الطريقة الأردنية

2014-04-24 - 8:13 م

مرآة البحرين: قال رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية الأستاذ ناصر قنديل إن البحرين تتجه للحل السياسي قبل نهاية العام 2014، مشيرا إلى أنه لا يخشى من انشقاق الشارع المعارض مع وصول المعارضة السياسية إلى تسوية على قاعدة الثقة بأن السلم يمكن صعوده درجة درجة.

وبيّن خلال برنامج حديث المنامة الذي تبثه قناة اللؤلؤة إن المرحلية لم تكن يوماً مشكلة المعارضة البحرينية. بل مشكلة النظام الذي يدرك بأن النهاية معروفة إذا كانت البداية معروفة، وأنه إذا بدأنا من صلاحية10% لحكومة منتخبة سوف ينتهي هو وعائلته بمجرد ديكور في المراسم وهذا سياق طبيعي.

وأشار إلى أن أميركا تبنت نموذجا مقاربا للأردن لتطبيقه في البحرين، ويتكون من ملك ومجلس نواب وهيئة أعيان فكانت القوانين كلهاتقر عبر مجلس النواب لكن بعضها لا يصبح سارياً دون تصديق مجلس الأعيان المعين من قبل الملك ويكون للملك حق للفيتو وهنا يصبح التفاوض حول ما هي القوانين التي يجب أن يُعطى الملك ضمناً حق الفيتو عليها..

وأوضح "هنا إحدى الأدوار التي قيل أنها طُرحت لرئيس الوزارة هي أن يكون رئيس مجلس الأعيان أو أن يكون هو رئيس الديوان الملكي الذي يتقاسم مع الحكومة صلاحيات الوزارات السيادية، مشيرا إلى أن إصرار المعارضة على أن يكون هناك رئيس حكومة تفرزه انتخابات أجبر الغرب على تقديم النموذج الأردني... وفيما يلي نص الحوار:

حديث المنامة: بدايةً تكلمت في نشرة توب نيوز الإخبارية حول ثورة البحرين ووصفتها بأنها ربيعٌ يتيم، لماذا؟

ناصر قنديل: أعتقد أن المفهوم الذي جرى التعامل من خلاله مع ما سمّي بالربيع العربي قدّم مجموعة عناصر لا تنطبق على أي من أشكال الحراك التي شهدناها في كل البلدان التي مُنِحت وصف الربيع العربي باستثناء البحرين، لا يمكن أن نواصل الحديث عن السلمية ونحن نتحدث مثلاً عن حمل السلاح في سوريا والمجيء بالمسلحين من كلّ حدبٍ وصوب، عما يجري في ليبيا من إرهاب وقتل، عما تتعرض له تونس من خطر الذهاب إلى الحرب الأهلية، عما تعيشه مصر من حرب أهلية فعلية مفتوحة، عما يعيشه اليمن من حالة تشتّت وتمزق وتقسيم في ظل الإحتراب الأهلي، الحالة اليتيمة التي يمكن الحديث فيها عن السلمية هي حالة البحرين..البُعد الثاني هو البعد الإصلاحي بمعنى عندما نتحدث عن ربيع عربي جرى الحديث دائماً عن حراك شعبي نخبوي يهدف لإصلاح بنية النظام وإشراك القاعدة الشعبية في إدارة شؤون الحكم، في الواقع نحن لم نشهد في أي من التجارب الأخرى رؤية واضحة ومحددة يمكن أن يُشار إليها بالأصبع بصفتها تعبير عن قذف المجتمع إلى الأمام في شكل إدارة الحكم، والذي حدث هو استبدال نخبة تمارس التسلط بنخبة أخرى تمارس التسلط، مفهوم الدمقرطة بمعناه العميق كان حاضراً في أطروحات الحركة البحرينية بمكوناتها المختلفة، فإذاً بُعد السلمية وبُعد الوضوح السياسي بمعنى الإصلاح الدستوري لشكل نظام الحكم بما يُتيح مشاركة أغلب شرائح المجتمع، من خلال هذين البعدين أستطيع أن أقول بمسؤولية علميّة بأن الربيع العربي اليتيم هو الربيع البحريني.

حديث المنامة

حديث المنامة: أشرت مسبقا إلى أن القمع كان ضرورة أمنية، لماذا؟

ناصر قنديل: المشكلة التي تواجه الشعب في البحرين هي أنهم من حيث لا يدرون يشتبكون بنظام إقليمي عالمي يجعل، هذه الحركة البريئة التي تنطلق من خلال حسابات بحرينية صرفة والتي لا تريد أن تقرأ نفسها جزءاً من تحالفات إقليمية ودولية إلا بقدر التضامن معها كحركة شعبية، المعارضة البحرينية مصرّة، رغم الانتباه ورغم الإدراك، بألّا تقدّم نفسها جزءاً من تحالف دولي إقليمي يخوض اشتباكاً ومعركةً مع تحالفٍ دولي إقليمي آخر، المعارضة البحرينية مدركة بأنها في جغرافيا حساسة وخطيرة، مدركة بأنّ ما يمكن انتزاعه لشعب البحرين هو مؤشر ونموذج ومعلّم لشعوب بلدان الخليج الأخرى، وبالتالي ما يمكن أن يترتّب من فاتورة على النظام الحاكم في البحرين أمام الحركة الشعبية هو بالمقابل نموذج لما سيترتب على الأنظمة المشابهة الأكثر تشبثاً بالحكم وممارسةً للقمع، وبالتالي يخوض البحرينيون معركة كل شعوب الخليج وحركاتها التحررية، وبالنيابة عن هذا الخوض هم في قلب معركة كبرى في العالم، الخليج هو خزان النفط العالمي وموقع استراتيجي في جغرافيا الممرات البحرية المائية والمعارضة البحرينية هي مدركة لهذه المعادلة وترد على كل هذا بطول النفس.

حديث المنامة: في هذه النقطة الضرورة الأمنية تتجاوز حتى دول الخليج؟

ناصر قنديل: الاهتمام الغربي بالخليج ينطلق من يقين الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بأنه هو من وضع هذه السلة من الثروات بيد هذه العائلات الحاكمة وهو قادر على التحكم بتوظيف هذه الثروات من خلال هذه العائلات الحاكمة، بمعنى أنه اليوم وفقاً للأنظمة المالية المعمول بها في دول الغرب ومستوى نضج الرأي العام لا يملك الحاكم في الغرب حرية استخدام المال العام لتمرير الأنشطة السرية الاستخباراتية، لذلك هو يقوم بتموليها من مال الخليج، بهذا المعنى لن تترك أمريكا هذا الخليج وثرواته للعبته المحلية بل هو ضرورة أمنية لها.

حديث المنامة: من يتحمل المسؤولية في عدم تحرك المسألة البحرينية إلى الأمام؟

ناصر قنديل: عندما أُخذ قرار نشر درع الجزيرة في البحرين كان هذا تعبيراً عن قرار سعودة الملف البحريني، من الزاوية الأخلاقية والأدبية الملك هو من يتحمل المسؤولية، أما من الزاوية السياسية فالملك وضع البيض البحريني في السلة السعودية وهو سلّم أمره أن تكون السعودية هي صاحبة القرار، وهناك معلومات في حصيلة زيارة أوباما للسعودية مضمونها واضح بأن الملك البحريني سلّم الأمر للملك السعودي وينتظر منه الإشارة هل يذهب إلى التفاوض أو لا يذهب...نظام الملك في البحرين هو مجرد واجهة لحكم سعودي كامل السلطة وكامل الصلاحيات..ليس من باب المصادفة أن ما سمي بالربيع العربي اجتاح الأنظمة التي ولدت في الخمسينات على كتف حركة التحرر العربي بغض النظر عن مآخذنا على هذه الأنظمة، لكن شرعية هذه الأنظمة جاءت من خلال الحركة التي قامت بها الجيوش العربية لتصحيح مسار الأنظمة الملكية والإطاحة بأنظمة الحكم الملكية في كل من سورية ومصر وليبيا لتقوم النخب العسكرية بإدارة شؤون البلاد تحت عنوان قومي عربي إستقلالي كان عنوانه الأبرز هو معركة جمال عبد الناصر في الـ 56.. والذي جرى أنه فيما تتداعى أحجار أنظمة الحكم العسكري في ظل الربيع العربي المدعوم والمغطّى إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً من الأنظمة الملكية، فجأةً طُرحت منظومة ملكية للمنطقة، هذا لم يكن صدفة، وهذا إعادة استنهاض المنظومة الملكية لتكون هي المنظومة التي تقود البلاد العربية.. لذلك لا يمكن لهذه اللؤلؤة في هذا العقد – أي البحرين – أن يُترك لها أن تغرّد خارج السرب.

حديث المنامة: هنا يُطرح سؤال بأن هناك استثناء في المنطقة الخليجية عن التحول الديمقراطي أو ما سمّي بالخصوصية، هناك أنظمة ريعية والشعوب متقبلة هذا الأمر فلماذا الدفع بالدول الخليجية نحو أتون ما سمّي بالربيع العربي أو بالتحول الديمقراطي؟

ناصر قنديل: إذا انطلقنا من التسليم العلمي والموضوعي بأن الذي جرى في البلاد العربية لم يكن بفعل النخب الديمقراطية ولم يكن هناك وجود للتيارات الليبرالية أو الديمقراطية في طليعة الحراك، واقع الحال نحن كنا أمام حالة انتفاض حالة هبّة زخّمت، حدث شيء حتى الآن لا يملك تفسيراً موضوعياً بمعنى دور الجيوش في المنطقة العربية، أين كانت هذه الجيوش التي ربّتها هذه الأنظمة وولدت منها، والتجربة المصرية كانت الأكثر وضوحاً...الربيع العربي قادته أنظمة الخليج فكيف يمكن أن ينتقل إليها، من صنّع هذا الشيء لغيره وهو يعرفه سم لن يتذوقه، المطلوب أن يخاطب شعوبه بلغةٍ أخرى، أن يقول أن هناك نظام ريعي، الشعوب مرتاحة لوضعها، الأموال تتدفق ويجري تداولها بين أيدي الناس فلماذا تنقلون ما يجري من عذاب ومن خراب إلى بلادكم..هذا الخطاب هو تتمة الربيع العربي..الربيع العربي هو عملة بوجهين، وجهها الأول يتمثل بتداعي حجارة أنظمة العسكر الموروثة على ظهر أنظمة ملكية وانتقاماً تاريخياً من سقوط الملكيات والوجه الثاني تعزيز وتدعيم الأنظمة الملكية ببنى أمنية قادرة على التدخل وببنى ثقافية تسخّف فكرة الديمقراطية وتدعو إلى التلهّي بتداول المال المحجوب بكل الأحوال عن الفقراء. لذلك أنا اعتقد أنه جرى إعداد منظومة فكرية أمنية ثقافية متكاملة للمنطقة وهذه المنظومة البحرين حالة شاذه فيها، وبرأيي أن البحرين وسوريا غيّرتا مجرى الاحداث..البحرين لعبت دوراً على مستوى المنطقة، الوقع الذي تملكه ثورة البحرين والشعب البحريني لا ينقله الإعلام، يكاد لا يُعقد لقاء ويجري فيه الحديث عن الربيع العربي إلا وتوجه فيه التحية لثلاث: للثورة في البحرين، لشعب فلسطين وللمقاومة في لبنان.

حديث المنامة: حاول القطريون تقديم نموذج يمكن ترويجه في المنطقة الخليجية أي يمكن الحديث عن ربيع ولكن ربيع مختلف؟

ناصر قنديل: المرحلة التي نتحدث عنها هي مرحلة الإخوان المسلمين، القطري في المرحلة الأولى للربيع العربي كان من تولى إدارة غرفة العمليات، مُنحت قطر دوراً على حساب السعودية وحاولت أن تشتري هذا الدور بمجموعة من الماكياج الذي يريد أن يقول نحن نذهب إلى انتخابات وإلى نظام حكم مبستر ولكن من يقرأ الدستور القطري يستطيع أن يرى أنّه أشد تصلباً في عملية التوريث والصلاحيات الممنوحة للأمير المورّث قياساً بمفهوم الملكية الدستورية، بمعنى أنّه نموذج شكلي ممسرح أكثر مما هو نموذج يمكن تسويقه إصلاحياً ضمن دول الخليج.

هناك نموذج قابل للنقاش وهو النموذج الكويتي، الذي يجري الآن هو أن مرحلة الاخوان المسلمين انتهت في المنطقة اميركياً ومع نهايتها انتهى الحمدان الكبير والصغير.. عندما أرادت السعودية في ظل مناخ تقارب أمريكي إيراني، الخليج مرتبك، أنظمة الخليج بدأت تنفك من حول السعودية، البحرين منضبط بحكم الحاجة، اليمن حرب أهلية مفتوحة، عندما طرحت السعودية أول عملية جس نبض بتحويل مجلس التعاون إلى اتحاد يشبه صلاحيات ونمط الإتحاد الأوروبي وانتفض عليها نظام الحكم الخليجي كان الرد السعودي هو بأن تؤدب عبر قطر كل محاولة تمرّد بين الأنظمة الخليجية، أي أن تقول تنصاعون خلفي وإذا كان من مفاوضات مع إيران أنا أفاوض باسم الجميع، ممنوع إقامة العلاقات المباشرة المباشرة. أحد أهداف المعركة القطرية السعودية هو إعادة ضبط المنظومة الخليجية وراء السعودية عبر تأديب النموذج القطري.

ناصر قنديل

ناصر قنديل

حديث المنامة: البعض يقول أن حل المسألة البحرينية اليوم ليس في داخل البحرين لأنها تحولت إلى ملف إقليمي، ما هي التحولات التي يمكن أن تحدث في المرحلة القادمة بناءً على ما سمّي بالمهادنة الإقليمية والتسويات القائمة؟

ناصر قنديل: نحن نتحدث عن مرحلتين المرحلة الأولى هي تداعي أنظمة الحكم العسكرية، المرحلة الثانية صعود المنظومة الملكية والآن نحن في مرحلة سقوط المنظومة الملكية.. الغرب ما يعنيه في كل هذه اللعبة أنه أعطى الضوء الأخضر للمنظومة الملكية في المرحلتين أي قال لهم أشعلوا النيران في طرف الثوب التونسي والليبي والمصري واليمني لتصلوا إلى الثوب السوري، لأنه إذا أسقطتم سوريا تستحقون أن تديروا المنطقة، لأن قدس الأقداس في العقل الغربي هو أمن إسرائيل..كان المطلوب من المعارضة البحرينية في المرحلتين الصمود فقط وأنا برأيي هي اجتازت الإمتحان بجدارة.. الأمريكي بدأ يهندس ويعيد رسم خارطة الخليج على قاعدة معادلات الحكم الدستوري والتي سيكون للبحرين فيها نموذجاً مقبولاً من الغرب بل ومحبّذاً لأنه ضامن طويل المدى للإستقرار.

حديث المنامة: هل يمكن القبول بفرض المعطيات الخارجية حتى على عطاءات ونضالات الشعوب؟

ناصر قنديل: هل يمكن الحديث عن مستقبل اشتباك بين الشعب البحريني وبين نظام الحكم خارج إطار فهم التوازنات الإقليمية والدولية المحيطة بهذا الاشتباك؟ إذا قلنا بأنّ هناك مناخ دولي إقليمي أكثر مؤاتاةً هذا لا يعني بأن الشعب البحريني يقاتل لحساب أحد في الخارج، بل هذا يعني بأن الشعب البحريني منتبه لما يدور حوله ومنتبه للتوقيت ومنتبه أنه في مرحلة ثلاث سنوات لم تذهب تضحياته هدراً لأن المعارضة أدركت عدم الإنجرار إلى العسكرة وأدركت أهمية التحمل والصبر وبقاء الصوت عالياً لأن ثمة مرحلة من الصمود لا بد أن تمر حتى يحين أوان القطاف، وأوان القطاف هو أن سيّد اللعبة الخليجية - وهو الأمريكي - لن يتحمل عدم الإستقرار المستدام في منطقة الخليج، لن يتحمل أن تنتقل العدوى البحرينية وتتسع امتداداتها إلى دول خليجية جاهزة للتلقي والتلقف.. كان الرهان أنه إذا انتصرت المنظومة الملكية فسوف تملك قوة فائضة تسمح لها بأن تسحق المعارضة البحرينية.

حديث المنامة: هنا في هذه النقطة قيل أن أوباما قال للملك السعودي عليكم أن تستعدوا لتغييرات حتى في النظام الملكي؟

ناصر قنديل: السعودية أعطيت فرصة بأن تتفادى الوصفة الديمقراطية من خلال أن تتمكن من إنجاح المنظومة الملكية بتأمين أمن اسرائيل عبر البوابة السورية بمعنى أنه إذا أسقطتم نظام الأسد وأعطيتم إسرائيل صكاً لأمنها عبر بوابة سوريا فيكون نظام حكمكم معفي من الإصلاحات لمدة 20 سنة وأكثر، بهذا المعنى يكون استقرار أنظمة الحكم في الخليج محوره السعودية ومع فشل المهمة السعودية المتمثلة بإسقاط سوريا جاء أوباما ليقول انتهت اللعبة.

 حديث المنامة: هناك قوة إقليمية ضاربة هي إيران، صحيفة السفير أشارت إلى جهوزية أمريكية للضغط على ملك البحرين للقبول بشروط المعارضة ولكن رُبط هذا العرض بتوطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم لكن الإيرانيون رفضوا.

ناصر قنديل: الملف النووي لم يكن عقدة بيوم من الأيام بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران ولكن العقدة كانت هي هل ترتضي ايران أن تقايض مكاسب في الملف النووي بالضغط على حلفائها في الخارج، هذه كانت القضية كلها وأنا أؤكد أنه في العام 2008 وصل عرض لإيران بالتخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية ونحن نضمن لكم الأمبراطورية في أفغانستان والعراق ومياه الخليج والملف النووي، ولكن ليس لدى ايران تطلعات استعمارية وهذه مشكلة لدى الكثير من المحللين الذين يقولون بأن الوضع في المنطقة سيحل بعد التفاهم الايراني الاميركي وكأننا مجرد بيادق وكأن إيران هي مجرد دولة من طراز فرنسا وبريطانيا، إيران لم تملي على المقاومة بلبنان في يوم من الأيام مطلباً يتصل بملفات تخصها، وكذلك الحال في البحرين، حق شعب البحرين تشهد له إيران والسؤال أنه إذا طلب من ايران أنه من اجل ملفها النووي عليها ان تضغط على المعارضة البحرينية من أجل وقف التحرك وترك النظام يرتب أموره لا المعارضة البحرينية تقبل بذلك وليست ايران من النوع الذي يضغط...إن مفردة المواجهة في البحرين هي مفردة إقليمية دولية من زاوية الامتداد العضوي لنظام الحكم في البحرين وليس من زاوية المعارضة، من زاوية المعارضة هي بحرينية بحرينية بحرينية، بالمقابل هي إقليمية دولية لأن الحاكم رهنها للمحور الاقليمي الدولي.. عندما يعود الحاكم بحرينياً أنا أجزم لك بأن إيران لن تمد يدها ولن تطلب مطلباً ولا أي مبادرة لتكون شريكة في حل المسألة في البحرين..كل دول العالم لها صوت في البحرين ولكن إذا قالت إيران أنصفوا الشعب في البحرين يعتبرونه تدخلاً في الشؤون البحرينية، هذا معيب، إيران أقرب للبحرين وأكثر أهلية لمساعدة البحرينيين على إقامة حوارٍ جديٍّ ومنتج.. لماذا لا يقال للنظام بأنك تعطل فرصة الإستقرار في البحرين  لأنك امتداد لنفوذ أمريكي سعودي يرفض منح شعب البحرين حقوقه.

حديث المنامة: في إحدى مقالاتك تحدثت عن قمة أوباما ومغرن والبحرين تربح.

ناصر قنديل: هناك ثلاثة خيارات نوقشت اميركياً في الحالة البحرينية وتم انتخاب إحداها التي طرحها أوباما خلال زيارته للسعودية وهو يدرك بأن الذي يطرحه للبحرين سيثير الحساسية السعودية لأنه هو غد السعودية، يعني حاضر البحرين هو الغد السعودي، الصيغة الأولى تتحدث عن الصيغة البريطانية النموذج المتقدم للملكية الدستورية حيث لا يملك الملك إلا بعض الامتيازات المعنوية والعائدات المادية لكن لا يتدخل في شؤون الحكم إلا في بعض الأمور الشكلية وهذا الشكل غير مناسب للدول الخليجية..

المستوى الثاني الذي كان جرى التداول فيه هو المستوى الذي كان يبشّر به أمير قطر والذي كان يحاول أن يُبستر الإصلاحات بمعنى أن يمتص الزبدة منها ليجعلها خالية من الدسم فيقدّم سلة شكلية فيها مجموعة من الكلمات الكبيرة: مجلس شورى ومجلس نيابي منتخب وحكومة وما إلى ذلك من تلاعب للإبقاء على الحكم الملكي أو الأميري..

النموذج الثالث والذي تبناه أوباما هو النموذج الأردني قبل نسخته الراهنة المكون من ملك ومجلس نواب وهيئة اعيان فكانت القوانين كلها تقر عبر مجلس النواب لكن بعضها لا يصبح سارياً دون تصديق مجلس الأعيان المعين من قبل الملك ويكون للملك حق للفيتو وهنا يصبح التفاوض حول ما هي القوانين التي يجب أن يُعطى الملك ضمناً حق الفيتو عليها..هنا إحدى الأدوار التي قيل أنها طُرحت لرئيس الوزارة هي أن يكون رئيس مجلس الأعيان أو أن يكون هو رئيس الديوان الملكي الذي يتقاسم مع الحكومة صلاحيات الوزارات السيادية، إصرار المعارضة على أن يكون هناك رئيس حكومة تفرزه انتخابات أجبر الغرب على تقديم النموذج الأردني.

حديث المنامة: إذا ذهبت المعارضة إلى تسوية مع النظام والأطراف الدولية، هل تستطيع المعارضة أن تضبط الشارع الذي مازال يريد تغيير النظام السياسي؟

ناصر قنديل: نحن أمام جسم ناضج في الحقيقة أكثر مما نحن أمام حالة تطغى عليها المراهقة السياسية، أتحدث عن جسم المعارضة ليس القيادي فقط لأنه لو المسألة فقط في الجسم القيادي لكنّا شهدنا التسلح والعسكرة، أنا أقول أن الذي تمكن وهو يُقتل ويُذبح من أن يعصم نفسه عن حمل السلاح لأنه يريد أن يحمي هذه الثورة بعنوانها الكبير بسلميتها باجتياحها للرأي العام العالمي، هذا المستوى من النضج لا يقلقني إذا تمكنت القيادة السياسية للمعارضة من الوصول إلى تسوية على قاعدة الثقة بأن السلم يمكن صعوده درجة درجة..المشكلة في المرحلية لم تكن يوماً مشكلة المعارضة البحرينية كانت مشكلة النظام الذي يدرك بأن النهاية معروفة إذا كانت البداية معروفة وأنه إذا بدأنا من صلاحية 10% لحكومة منتخبة سوف ينتهي هو وعائلته بمجرد ديكور في المراسم وهذا سياق طبيعي لا يمكن التفلت منه وبالتالي ما يدركه الملك يدركه الشعب، لا أخشى على الشعب في البحرين من انشقاقات تحت عنوان هذا يكفي وهذا لا يكفي.

حديث المنامة: البعض يشير أنه ثمة مخاوف في المرحلة القادمة هذا موجود عند جماعات في الطائفة السنية الكريمة من أنه سيكون هناك حكومة شعبية ويغيب فيها رئيس الوزراء ويكون للأغلبية دور كبير ويستحضرون النموذج العراقي حيث هناك استبدادية الأكثرية؟

ناصر قنديل: هذه المخاوف يجب أن تناقش وأعتقد أن تغييبها يترك التباسات تعيق الوصول إلى حل سياسي، أعتقد أن التجربة البحرينية أقرب للتجربة اللبنانية منها إلى التجربة العراقية حيث هناك مجموعة من العناصر الخاصة جداً جداً غير قابلة للقياس سواء من مرحلة صدام وما رافقها وما بعدها من التفاهمات مع الإحتلال ولكن المعارضة البحرينية حتى اليوم لا يمكن لأحد إلا أن يشهد لها بأنها اكثر وطنية من نظام الحكم وأثبتت انها أحرص على الإستقلال الوطني الذي لم تساوم عليه لحظة...نخب أهل السنة الليبرالية المتنورة في البحرين تشهد بالبعد الجمعي لمشروع المعارضة، وانفكاكها عن هذا المشروع ناتج عن حسابات موازين قوى وليس عن حسابات أخلاقية أي أنها تعتبر أنه ليس هناك جدوى حيث أن الخليج محكوم إلى أبد الآبدين في هذه المعادلة..عندما يبدو في الأفق أن هناك صيغة لدمقرطة النظام في البحرين ستشهد تنافس وتسابق وتزاحم من شرائح نخب أهل السنة الذين كان لك معهم تاريخاً مشتركاً في الماضي ليقولوا لك نحن شركاء، وانا أعتقد أن نباهة وحكمة قيادة الشيعة ضمانة بأنها ستكون جاهزة لفتح الذراعين ومد الأيادي لأن العقل الحاكم لهذه المعارضة خصوصاً في جناحها الديني الشيعي هو عقل جمعي وستقول أنه ليس هناك مشروع شيعي لممارسة الغلبة، الشيعة يريدون الإندماج في أنظمة حكم وطنية تقيم العدل بين المواطنين على أساس القانون..

أنا أقول أنه قبل نهاية عام 2014 سوف نكون أمام مشهد أن البحرين دخل حيّز الحل السياسي، أنّ لبنان دخل حيّز رئاسة هي الأقرب للمقاومة، أن سوريا تكرّس فيها حكم نظام الأسد، أن الخليج تكرّست فيه قوة إيران كقوة ناعمة، نحن لا نراهن نحن نقرأ.

حديث المنامة: كلمة أخيرة للشعب البحريني.

ناصر قنديل: أقول لشعب البحرين أنا أعرب عن إعجابي لعظمة هذا الصمود وهذه البطولة، هذه الإرادة وهذا الوعي ، هذا النضج، هذه الحكمة، هذا المستوى من التحمل لأن أصعب الأشياء ليست أن تطلق النار عندما تُطلق عليك النار أصعب الأشياء هي ألّا تطلق النار وأنت تُطلق عليك النار، أنا أقول من حمى سمعة ع العرب من عار ما سمّي بالربيع العربي هو الربيع العربي الذي أطلقه شعب البحرين وما سيحمي الأمة ويعصمها من خطر الفتنة المذهبية هو أنه في مكان يمكن للشيعة المتهمين بأنهم أصحاب مشروع يشكّلون أغلبية يقدّمون نموذجاً أنهم لا يريدون أن يكونوا بحكم الأغلبية وأنهم حكم الأغلبية الديمقراطية الشعبية وليس حكم الأغلبية الطائفية المذهبية، لهذا عبء ومسؤولية المعارضة والشعب في البحرين وقيامها ونهوضها بهذا العبء وهذه المسؤولية يستحقان منا أن نقول وفقكم الله وكان الله معكم، قلوبنا معكم دعاؤنا معكم ولن نقصّر في خدمتكم.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus