افتتاحية: اللحظة التي لا يمكن أن تضيع: لحظة 14 فبراير

2015-02-14 - 9:42 ص

"وهل يتنازل هكذا شعب عن مطالبه لمجرد استعمال القوة؟ لمجرد استعراض القوة؟ لو كان هذا الشعب شاكاً في مطالبه متردداً في شرعية حقوقه، لوكان كذلك لربما تنازل وتراجع أما و الحال أنه في أتم القناعة بأهدافه، فالتنازل لن يكون"

شيخ عبدالأمير الجمري

مرآة البحرين (خاص): تأتي لحظة 14 فبراير كل عام وكأنها تصويت على الثورة، لكنه تصويت لا يأتي في شكل صناديق اقتراع، بل يأتي في صيغة ساحات عامة يخرج فيها الناس مباشرة عن أنفسهم من غير ممثلين، تحرير الساحات طريق لتحرير صناديق الاقتراع، الشعب البحريني يناضل منذ العشرينيات لتحرير ساحاته، تحسم الساحات أكثر مما تحسم الصناديق، لا يمكن التلاعب بالساحات، لكن يمكن التلاعب بالصناديق. إن الشارع ضمانة للصندوق.

ماذا تقول ميادين 14 فبراير؟

تقول خرجنا لحظة 14 فبراير، ومازلنا في الطريق، لن نعود لبيوتنا، ونحن في سنتنا الرابعة نؤمن بصحة حراكنا ونضالنا، لا مجال للتشكيك في ثورتنا، لنكن أربع سنوات أخرى، ومثلها إن أراد الطغيان تجريبنا. صراعنا مع السلطة لا يمكن أن يرجع لنقطة الصفر، لأن ذلك يعني العبودية المطلقة يعني أن نضيع حريتنا. لقد جعلنا من 14 فبراير انعطافة كبرى، على مستوى السياسة حيث قطعنا مع زيف مؤسسات السلطة التشريعية والتنفيذية ومع أعراف الحكم، وعلى مستوى التاريخ حيث كتبنا تاريخا جديدا، وعلى مستوى السايكولجيا حيث انكسر حاجز الخوف.

لحظة 14 فبراير، لا يمكن أن تضيع، إنها اللحظة التي تحدث عنها الشاعر الانجليزي، صاحب الأمل العنيد بيرسي بيش شيلي "إن ما يضيعه الإنسان من اللحظة لا يعيده إليه الزمن إلى الأبد"

كشفت لحظة 14 فبراير مرض القبيلة البدوية المزمن، وهو الاستفراد والأنانية "البدوي كائن فردي النزعة مفرط الأنانية" يقلع عيون من يتطلع لمشاركته، يظن أنه لا يمكن أن يترجل عن عرشه، لذلك لا يتزحزح عن عرشه حتى لحظة الموت، يكفر بمقولة بيرسي شيلي " ألا إن القفزة من عرش الملك إلى قشرة الأرض شي يسير وكأنها إبدال ثوب بثوب"

إنها (القفزة)  لحظة خاطفة وعظيمة، سيبدو 14 فبراير في التاريخ كقفزة من العرش إلى القشرة، طويلة تبدو هذه القفزة لكنها في التاريخ ستكون كلحظة خاطفة، أو إبدال يسير.يتوفر شعب 14 فبراير على هذا الأمل العنيد الذي يكسر به واقعه المر ومعادلات الجغرافيا العنيدة، وكأنهم يقابلون عنادها بعنادهم.

الشباب الذين كانوا يتقافزون في الشوارع والكبار الذين كانت تسيل الدماء من وجوههم والنساء اللاتي ترفعن أصواتهن بإسقاط حمد، كل صورهم تحكي هذه اللحظة التي لا يمكن أن تضيع.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus