ساحة الشرفاء: خطابات الكراهية (6-6)

2011-12-04 - 10:30 ص


مرآة البحرين (خاص): يفتتح محمد خالد ساحة الشرفاء يوم 8 يوليو 2011 بقوله"أيها الاخوة والأخوات في ساحة الشرفاء، بالأمس كُشف عن الرسالة التي وجهتها الوفاق لجلالة الملك، التي وضعت شروطها في الحوار وكأنها هي التي تحكم البلاد، وتطالب بحكومة منتخبة، وتقرير المصير مرة أخرى وكأننا في دولة أفريقية، أو في جزر الواقواق، وتحرك الوفاق الشارع اليوم، باعتصام هناك للمطالبة بماذا؟ بحكومة منتخبة، والوفاق والقيادات الخونة في وطننا يا إخواني لم يرفعوا سقفهم مرة أخرى، إلا حينما شاهدوا انهيار القانون في مملكة القانون، حينما لم يطبق شرع الله عز وجل في القصاص كما طبقه الرسول على الخونة (...) خل نكون صادقين، لو إنهم فعلاً استلموا الحكومة في البحرين، شيسوون فينا إحنا أهل السنة والجماعة؟ شبيسوون في الشرفاء؟ السفارة الأمريكية عليها اللعنات، تتدخل في إطلاق سراح بعض الخونة بحجة أنهم سجناء رأي. نقول لهم: تبت يداكم وخسئتم يا عباد الصليب الحاقدين. والله يا إخوان وأخوات، إذا سكتنا ورضينا بهذه التنازلات، أن تتدخل السفارة الحقيرة الأمريكية، مع أتباع ولاية الفقيه، ستطالب بإزالة رمز السنة، خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، لأن الخاين ما يعيش إلا مع الخونة"(1).

بهذه الخطابات المعجونة بالكراهية والتخوين والقذف والتحريض، بهذا الخطاب الذي انقضى زمنه وانتهت فترة صلاحيته التاريخية، بهذه اللغة المشحونة بكيل السباب واللعنات والبذاءات، بهذا كله تنتعش ساحة الشرفاء وتشتد حماستها. كلما أعلت حنجرة من صوت كراهيتها وبذاءتها، ضجت هتافات التكبير والتهليل بقوة وحماس. لا يجتمع حشد عند هذه الساحة إلا حين تكون هناك إشارة ما، أن الحكم قد يستجيب لضغط خارجي، من أجل حلحلة مقطع صغير من تداعيات الأزمة، لا من أجل حلحلة شيء من الأزمة ذاتها. الأزمة التي يرى إليها الشرفاء(!) أنها يجب أن تبقى وتستمر وتنفجر أكثر، لأن بقاءهم مرهون ببقائها، وحل الأزمة يعني حلّ وجودهم. فهم موجودون من أجل هذا، تحويل أزمة الشعب مع النظام، إلى أزمة بين مكوّنين مختلفين عقائدياً. وأي محاولة لحل مشكلة الشعب مع النظام يعني نهاية المهمة غير الشريفة.

•    رمز الطائفة

في الحلقة السابقة، استعرضنا نماذج للوحات الكراهية التي أغرقت عددا من الشوارع الرئيسية بعد 16 مارس بدءاً من ساحة البسيتين وليس انتهاء بمنطقة الرفاع، تتصدرها مشانق الكراهية وسيوفها. في هذه الحلقة الأخيرة، سنستعرض نماذج لنمط الخطابات التي ألقيت في هذه الساحة، لنكمل بذلك مشهداً يرينا كيف تعُبّأ الكراهية بين الشعب ضد بعضه.

هكذا إذن يقدم الشرفاء مفهومهم للوطن، الوطن هو الطائفة، وخارج طائفة (الشرفاء!) أنت خائن، ولا حوار معك، ولا مكان لك، ولا حرية لك. يزبد محمد خالد بصوته حتى تظن أن حنجرته ستخرج من فمه "لا حوار مع الظالم، مع الخائن، في البحرين رأس الخيانة هي جمعية الوفاق وجمعية وعد، رأس الفتنة هو مرجعية الوفاق عيسى قاسم، ليش الحكومة ما صادتهم وليش ما قبضت عليهم؟"(2)
هكذا أيضاً، يستنكر الشرفاء على أمريكا أن تدعو إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي من السجون،  وتستنكر على المعارضة أن تطالب بحكومة منتخبة، يستنكر محمد خالد عليها أن ترفع سقف مطالبها الوطنية (إلى هذا الحد؟)، يتساءل محذراً طائفته، ماذا لو أن المعارضة استلمت الحكومة، "ماذا سيفعلون بأهل السنة والجماعة؟ ماذا سيفعلون بالشرفاء؟" ثم يحذر أكثر: "سيطالبون بإزالة رمز السنة في البحرين خليفة بن سلمان".

وهكذا أيضاً، يقدم الشرفاء مفهومهم للرمز الوطني، إنه ليس رمزاً للعدالة، ولا رمزاً للديمقراطية، ولا رمزاً للوقوف في وجه السرقة والفساد والنهب والظلم والاستبداد والفئوية، بل رمزاً للطائفة. يفضح محمد خالد حقيقة تجمع الفاتح والبسيتين، إنه الدفاع عن رمز السنّة، لا رمز الوطن. في عرف شرفاء البسيتين، يسقط الوطن وتعيش الطائفة، ويعيش الحكم الذي يمثل الطائفة، الحكم الذي يعد الطائفة بالإثرة وبالخصوصية. 

وبينما يناضل (رمز الوطن) من أجل تحقيق المساواة للجميع دون تمييز، ويقارع الفئوية والقبلية والطائفية والاستبداد والتسلط والاستئثار، يكفي (رمز الطائفة) أن يلم الطائفة تحت عباءته ليقول لهم "أنتم  جزء مني"، ويصور نفسه أنه حامي الطائفة والمدافع عنها، هذه هي كل معادلة الشرف التي يعرفها شرفاء البسيتين.

•    "نحن الأمة"

المطالبة بحكومة ديمقراطية منتخبة تصير جريمة مستنكرة تستحق القصاص، هكذا يكشف محمد خالد عورته الطائفية المتهالكة. سيقف بين عشرات يجتمعون تحت اسم " نحن الأمة"، يدّعون أنهم يمثلون أهل السنّة في البحرين، فيما هم يمثلون سدنة النظام. وسيُسقط هؤلاء لعناتهم الغليظة ضد الديمقراطية ويسبحون باسم الاستبداد، مع ذلك سينتظر هؤلاء من العالم أن ينظر إليهم وإلى خطابهم الذي تجاوزته عصور الظلام والاستعباد والاسترقاق والفئوية، أن يعترف بجمع طائفي معزول، لا يزال يصرخ أمام العالم: نحن السنّة.. نحن الأمة. هذه الـ(نحن) بما تحويه من إقصاء مفرط للمكون الآخر في المجتمع. وأيضاً الـ(نحن) بما تحويه من عقدة طلب الاعتراف من قبل سيدتهم السلطة (3).

وبالعقدة ذاتها التي تطلب كسب رضا سيدها ليعترف بها، سيكمل محمد خالد خطبته: "نذكر الوفاق وعلى سلمان وعيسى قاسم وكل جماعتهم، نذكرهم إن السنّة وخليفة بن سلمان كتلة وحدة. (تنطلق صيحات التكبير من المجتمعين)، واللي يطالب برحيل خليفة بن سلمان يطالب برحيل السنة، وكرامة خليفة بن سلمان كرامتنا، واحترام خليفة بن سلمان احترامنا (تكبير، ثم هتاف الشعب يريد خليفة بن سلمان)، لذلك نقولها بصراحة للخونة، خليفة خط أحمر واذا انشال فإن الدم الأحمر سينسال. نحن أبناء السنة أتباع النبي عدنان (ص)، الله يقول لنبيه: "يا أيها النبي جاهد المنافقين والكفار وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير". تذكر يا جلالة الملك أن الفاروق ما قضى على الفتنة إلا بشدته. ولن تستطيع أن تقضى على فتنة الوفاق وأتباع ولاية الفقيه إلا بالشدة. طبق شرع الله في المجرمين"(4).


سيكون هذا التسميم الطائفي، والتحريض على القتل، والتهديد العلني بإسالة الدم، مسموحاً به في دولة (رمز الطائفة)، وله الحق أن يرفع صوته جهاراً نهاراً دون حياء أو منع من أحد. وسيحظى بدعم وتشجيع (رمز الطائفة) الذي سيزور هذه الساحة مرة ثانية في 18 نوفمبر 2011، فيما هم يجتمعون من أجل كتابة عريضة شعبية لمنع مراسم العزاء في شهر محرم هذا العام. وسيؤكد لهم : كلنا وياكم.

•    "حكومة منتخبة"


في اليوم نفسه، التوقيت نفسه، الجمعة 8 يوليو، في الطرف الآخر، هناك في ساحة كرانة، عشرات الألوف تحتشد في مهرجان تنظمه جمعية الوفاق المعارضة يحمل عنوان " نريد حكومة منتخبة"، هناك ستسمع خطاب آخر، وجمع آخر، ومطالب أخرى، خليل المرزوق يلقي كلمة الوفاق «الناس تريد وطناً يشترك فيه كل أبنائه في إدارة شئونه لا يُقصى فيه أحد ولا يُستأثر فيه أحد، ولا يتحالف فيه أحد ضد أحد، نريد أن يكون الكل مواطنين من درجة واحدة». يؤكد على أهمية أن تبقى مكونات هذا المجتمع جميعها حاضرة في المشهد دون تهميش لأي منها، يضيف: «الحكومة المنتخبة بإرادة شعبية، وبلحاظ التركيبة السكانية البحرينية، لا يمكن إلا أن تستوعب الجميع، ويستحيل أن تهمش أي مكون، فلا داعي لبث الخوف المصطنع، لا نريد إلغاء أحد، ولن نقبل أن يلغينا أحد بعد اليوم». ويشدّد أن "التحرك من أجل جميع البحرينيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، وأن الحكومة المنتخبة من أجل الجميع».

 لا ينسى هذا التجمع أن يرسل تحيته إلى التجمع الآخر المختلف معه سياسياً، نوجه التحية إلى شباب ونساء ورجال تجمع الفاتح، فنحن إخوانكم في الوطن، ولسنا نريد أي شر بكم كما يسوق لكم الإعلام». يضيف «نحن نريد خيرنا وخيركم، عزتنا وعزتكم، كرامتنا وكرامتكم، نريد وطناً يجمعنا لا يفرقنا، وطناً نتعايش فيه، نتزاوج، نتزاور، نحبكم وتحبوننا، ندافع عنكم وتدافعوا عنا، نحترمكم وتحترموننا، إخوان يجمعنا الدين والوطن والإنسانية»(5). وهو نموذج لخطاب من يسميهم محمد خالد وأتباعه برأس الخيانة ورأس الفتنة.
 
•    عقدة حجر الزاوية

ستبقى عقدة الاعتراف تلاحق هذا التجمع منذ ساحة الفاتح وحتى ساحة البسيتين. حتى بعد أن قمع الجيش الحركة الاحتجاجية وفعل كل ما فعل في المحتجين من تنكيل وانتقام وتعذيب وقتل وفصل من أعمالهم وقطع أرزاقهم، وبعد أن بارك هذا التجمع كل هذا وحرض عليه وساهم فيه، لكن العقدة لم تنحل. العقدة لا تنفرط بقمع الآخر، بل بضمان الخلاص منه والقضاء عليه، وبضمان الحصول على المكاسب والغنائم. إنه ثمن الوقوف مع الحكم من أجل أن يبقى. سوف لن يمل هذا التجمع من تكرار المنة تلو المنة على الحكم مذكراً إياه في كل مرة بأننا نحن من ثبتناك بعد أن كدت تسقط، وسوف يطلب من الحكم مرة بعد مرة أن يخصه بالغنائم والمكاسب. عبد الله هاشم، ذيل المارد، الذيل المتقلب في كل اتجاه وفي كل صوب ومع كل أحد (6)، سيجد في هذا التجمع فرصته ليظهر في هذا المكان، مادام نفس الكراهية والتحشيد ضد الشيعة هو لب خطابه.

 في تجمع سابق في الساحة نفسها بتاريخ 17 مايو، سيلقي هذا الذيل خطابه: "تجمعنا في الفاتح انتهى بانتهاء التجمهر، لم يستقبلنا إلا شيخ خليفة بن سلمان (تكبير). الشيخ خليفة بن سلمان هو الذي قال اننا نحن من حفظنا الحكم. غيره محد استقبلنا كتجمع. لذلك إحنا نبي الاشارة وإشارة مهمة إلى من يجب أن يُعترف به في البلد الحين. إحنا نقول: إحنا شركاء في هذا الوطن. إحنا أصحاب الرأي الفاصل في هذا الوطن. عندما اهتز الكيان وقفنا إحنا. لذلك كل من يجب أن يعرف في هذا البلد إن إحنا الفيصل وحجر الزاوية في تثبيت النظام هذي. ثبتنا الشرعية عليهم إن يسمعونا عليهم أن يعترفو بنا. اليوم إحنا اللي بنحدد مسار هذي البلد"(7)

•    جماهير التلقين

بعده مباشرة، سيلقي آخر محمد رفيق الحسيني، كلمته اللاهبة والمدوية بالكراهية، "اليوم قبل قليل سُئلت: هل هذا التجمع مرخص؟ أنا أقول: هل نحن نحتاج إلى ترخيص؟ قبل ما يوقفونا ويطالبون بترخيص خل يوقفون هؤلاء الخونة، من تأجيل إلى تأجيل ومن استئناف إلى استئناف، لمتى؟ في أحد يبي البراءة؟، يسأل الحشد، يصرخ المتجمهرون: لا. يسألهم مرة أخرى: شنو مطالبنا؟ يجيب هؤلاء: الإعدااااااااام. يلقنهم: القصاص. يرددون وراءه: القصاااااص. يكرر ويكررون وراءه. ثم يكمل: يبدو أنهم ما فهموا إن الشارع السني لن يسكت. يلقن مرة أخرى: الشارع السني ماذا؟ يرددون: لن يسكت.  يصيح: لن نسكت. يرددون وراءه: "لن نسكت لن نسكت لن نسكت لن نسكت.

ستردد الجماهير المحتشده كل ما يتم تلقينها إياه بما يشبه طرق التلقين المدرسية القديمة التي يجري الآن العمل على التخلص منها نهائياً في مدارس وزارة التربية والتعليم في البحرين، لكن الجماهير ستستجيب للتلقين كأنها تجلس في مدرسة بدائية، وستستجيب للشحن كأطفال تحكمها غريزة الغضب لا التعقل.
 
سيكمل هذا تحريضه، وقد بح صوته من شدّة الصراخ: لدينا رسالة ثانية، نريد أن تصل رسالة واضحة، يا شباب إذا إنتو ما وقفتوا، خلاص ما للسنة من بعد هذا قيام، عندكم حالتين، إما الموت شجعان شهداء، أو الموت تحت رحمة إيران. أنا واحد كلمني، قال لي ليش تسوون نقاط تفتيش، وليش تسوون لجان شعبية، الناس تخاف. أنا قلت له الجواب: لا بد على الآخر أن يخاف. الله سبحانه يقول: ترهبون به عدو الله.أليسو أعداء الله؟ بل أعداء الشعوب وأعداء المسلمين"(8).

لن تلبث هذه الأمسية التحشيدية أن تنتهي، حتى تفلت مجموعة من الحاضرين ممن شحنتهم الكراهية بسيوفها، متجهة إلى أسواق24 ساعة، يمتلكها تاجر شيعي، لتقوم بتكسيرها وتخريبها وسرقتها.

•    ساحة غير الشرفاء


ستظل هذه الساحة مكاناً لقوى التطرف الديني والعقائدي والسياسي أيضاً، وستغذيها العناصر المسعورة طائفياً والمعروفة بشراهيتها للكراهية، أحد هذه العناصر هو العقيد عادل فليفل، ذو التاريخ الأسود والمخزي، هرب إلى استراليا في 2001 فيما هو مطلوب بما قيمته 12 مليون دينار للمصارف المحلية، ومطلوب أيضا لمواطنين بالقدر نفسه، ومطلوب لعائلتي البابطين والمسند بمئة مليون دولار استرالي، وهو المعروف فوق كل هذا بصنوف تعذيبه للمعتقلين السياسيين، ورغم هذا التاريخ غير الشريف، سمحت له الدولة بالعودة في 2003، ليمارس وظيفته بشكل آخر ويلعب دوراً غير شريف في التحريض وعسكرة الشارع السني ضد الشيعي، ويشرف على تدريب ميليشيات مسلحة يتم إعدادها لأعمال عنف ضد الشيعة بعلم الدولة ورعايتها.

ساحة الكراهية سيغذيها أيضاً كل من محمد خالد وجاسم السعيدي المعروفان بطائفيتهما المقيتة وحقدها الدفين ضد الشيعة، والمعرفان بتحينهما الفرصة للضرب في الشيعة، حتى قبل أن تبدأ الحركة الاحتجاجية. مثل هؤلاء وجدوا ضالتهم في ساحة الشرفاء، ووجدوها مكاناً آمناً للتنفيس عن شحنات كراهيتهم وأحقادهم التي لم يكن مسموحاً لهم (اجتماعياً) إظهارها بكل هذا السفور النزق قبل هذه الأحداث، لكنها اليوم في أوج فرصتها التاريخية لنشر الكراهية. ستحظى هذه الساحة بنماذج تشبه هؤلاء، ونماذج أخرى نفعية همها التكسب من السلطة بالسير في المخطط الذي تباركه السلطة وتتبناه.

•    الشرف المفقود

لكن رغم كل هذا التخطيط الذي هيأ كل أجواء الحرب الأهلية، وحشد لها نماذج التكفيرين، والسلاح والعصابات المدربة والمسلحة، والتضليل الإعلامي الذي مارسته السلطة وأدواتها من أجل تفتيت كل ما هو جميل بين شقي هذا الوطن، ورغم الشرخ الطائفي الذي حدث بالفعل، والقلوب التي أُوغرت حتى ما عادت تُعرف، رغم كل ذلك، تبقى البحرين أرضية غير خصبة للفكر المتطرف، وغير سالكة بالعنف، ويبقى الشارع السنى، قابلاً للشحن والتغرير والتعبئة، لكنه غير مهيأ للعنف، وغير مهيأ للإفراط في الكراهية، لهذا سوف لن يفاجئنا تناقص أعداد المتجمهرين في هذه الساحة في كل مرة تحشد فيها لفعاليتها، ولن يفاجئنا العدد الضئيل لتجمع الفاتح الأخير بتاريخ 25 نوفمبر، ولن نفاجأ أنه عند زيارة خليفة الأخيرة لهذه الساحة في 18 نوفمبر، لم يكن في استقباله غير عدد لم يتجاوز 15 (شريفاً) فقط.

لهذا قلنا في أول عبارة تصدرنا بها ملفنا عن ساحة الشرفاء، أن " الشرف لا يجب أن يُكتسب، بل يجب فقط ألا يُفقد" الشرف لن تُكسبك إياه ساحة تعاني نقصاً في الاعتراف، وزيادةً في الكراهية، ليس أحد بحاجة لأن يدّعي الشرف، بل فقط  عليه أن يحافظ عليه، الشرف هو ألا تفقد أن تكون وطنياً مسؤولاً محباً جامعاً مهذباً مسالماً مدافعاً عن حقوق الجميع وعن حاجة الجميع وعن دين الجميع وطائفة الجميع وإنسانية الجميع ووجود الجميع دون تفريق أو تمييز بين طائفة وأخرى أو حق وآخر، ويبقى الشرف (الحقيقي) هو أن تكون رفيعاً بالأخلاق، وفيما تحفظ للآخرين من حقوق إنسانية وديمقراطية، ويبقى الشرف (المزيف) فيما تمنع عنهم من كل ذلك وتستنكرها عليهم، أجل طائفتك ومصلحتك الخاصة.

هوامش:
  1. كلمة محمد خالد في ساحة البسيتين 8 يوليو.
  2. محمد خالد في كلمة أخرى في البسيتين بتاريخ 1 يوليو.
  3. كلمة الوفاق يلقيها خليل المرزوق في لقاء كرانة 8 يوليو.
  4. كلمة محمد خالد في ساحة البسيتين 8 يوليو.
  5. انظر مرآة البحرين: الحاجة إلى الاعتراف: عقدة تجمع الفاتح.
  6. يوتيوب كلمة عبدالله هاشم كلمة عبدالله هاشم 17مايو في ساحة الشرفاء.
  7.  كلمة عبدالله هاشم 17مايو في ساحة الشرفاء.
  8. كلمة محمد رفيق الحسيني، تجمع 17 مايو.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus