مهدي أبوديب... الثمن الباهظ

2016-04-28 - 8:20 م

مرآة البحرين (خاص): تعيد "مرآة البحرين" في ملف كامل نشر سلسلة الحوارات التي أجرتها مع رئيس جمعية المعلمين البحرينية مهدي أبوديب وأسرته، لإعادة التذكير بالمواقف والأحداث التي جرت خلال ٥ سنوات من سجنه.

ويتضمن الملف مواقف دول ومنظمات دانت اعتقال أبوديب وكررت مطالب بالإفراج عنه، وأخرى منحته جوائز تقديرا لدوره في مجال الدفاع عن حقوق المعلمين، إلى جانب مواقف أعلنها هو من سجنه:

لتحميل الملف PDF

مهدي أبوديب: ما بين 7 ابريل/ نيسان 2011 و4 أبريل/ نيسان 2016

انفتح الصراع بينه وبين السلطة منذ 14 فبراير/شباط 2011، بانفتاح شهيتها على الانتقام ممن حملوا الورود لدوار اللؤلؤة؛ ليقولوا "إن القبيلة لا يمكن أن تكون دولة، وإن شعبا في الجزيرة الصغيرة يتوق للحرية".   

سحقت السلطة الورود وقتلت واختطفت حامليها. كان أحد أؤلئك الذين رغبت بالانتقام منهم تحديدا. اعتقلته فرقة من الملثمين، ومن أسفل منزلٍ كان فيه خاطبوا آخرا تمكن من "اعتقال الهدف": ألقِ به من  فوق السطح.

يقول رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب "لم أصدق أن ذلك يمكن أن يحدث (...) لكنه حدث فعلا"، قام مقنعان اثنان برميه من أعلى السطح إلى الأرض، وعند سقطوطه قامت مجموعة متواجدة في الأسفل بركله بأحذيتهم على كل أجزاء جسمه دون هوادة.

من التعذيب الوحشي في الشارع إلى الغرف المغلقة في مبنى التحقيقات الجنائية يعاني أبوديب بعد 5 سنوات من السجن مشاكل في الرقبة والعمود الفقري وتراجع بصره، لكنه يقول اليوم: "الأهم أن روحي لم يتم إخضاعها".

حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 10 سنوات، لدعوته لإضراب عام، قبل أن تقوم أخرى مدنية بتخفيفها للنصف. كان عقابا للمعلمين في شخصه كما يراه. "لقد قام المعلمون بدور كبير في ثورة 14 فبراير (...) دور لم تكن السلطة تتوقعه".

كررت حكومات ومنظمات دولية طلبات بالإفراج عنه، وقالت منظمة العفو الدولية إن "البحرين لم تبرز حتى نصف دليل يدين  أبو ديب، وإن الحكم بسجنه 5 سنوات يعد مثالاً على الثمن الباهظ الذي يدفعه منتقدو الحكومة".

هل توجد قضية تستحق هذا الثمن الباهظ؟ يعلّق أبوديب "الوطن يستحق. أبناؤنا يستحقون. الشعب يستحق ما قدمناه"، إنه غير نادم على مواقفه: "الجمعية قامت بما يتوجب عليها وبما يرتضيه ضميرها وضمير المعلمين بشأن الأحداث الصعبة التي كانت تمر بها البلاد".

ظل اسمه يتردد في كل المحافل، في البحرين تقول ابنته مريم "شعرت بالفخر حينما ذكر اسم بابا "مريم مهدي عيسى أبوديب" في حفل تخرجي من "بوليتكنك" بحضور نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة ووزير التربية ماجد النعيمي، وجميع وكلاء وزارة التربية".

وبقدر شعور مريم بالفخر شعر الوزير النعيمي بالغيظ، للتو ذُكر اسم خصمه اللدود أبوديب. فمنذ تأسيس جمعية المعلمين كان النعيمي يرغب في لحظة يمكنه أن يُجهز فيها على الجمعية، ولا أنسب من حفلة الزار التي مرت بها البحرين في مارس/آذار2011: اعتقال أبوديب وحل الجمعية.

ما بين 7 أبريل/ نيسان 2011 و4 أبريل/ نيسان 2016 تفاصيل كثيرة في قصة أبوديب وعائلته، نعيد ترتيبها كما بدت: سلطة طبعت وجهها على الهمجية وشعب يدفع أثمانا باهظة من أجل حريته.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus