سارة حيدر: إلى شباب البحرين؛ رسالة حب
سارة حيدر - 2017-02-15 - 5:56 ص
إنّها قصّة حبّ تتجذّر من ثورة شعب، احتلّ قلوبنا ومشاعرنا.
إلى جمع من الشباب والشابات وقفوا متّحدين: نحن نحبّكم. إلى الشباب بقلوبهم التي تنبض بغضب وحميّة دفاعًا عن وطنهم، وإلى الشابات اللواتي تسمع صرخاتهنّ كل العالم: نحن نحبّكم.
منذ 6 سنين تعلّمنا معكم تعريفًا جديدًا للحب، حب غير مشروط، لا ينكسر أبدا رغم القيد والحصار. لقد ابتكرتم ضربًا جديدًا من الحب تجاوز معاني تضحية الأم من أجل طفلها. ولهذا، نحن نحبّكم.
رأينا كيف محوتم أيّ أثر للاستسلام في تعريف البشر، وعلّمتمونا كم أنّكم مستعدّون أن تدافعوا عن هويّتكم وأن ترفعوا أنفسكم مقامًا يعلو بإرادتكم الحرّة أمام العالم أجمع.
لقد علّمتمونا أنّ المخاطرة، في قصّة حبّكم، ليست مغامرة أو سذاجة، بل من الشجاعة والروعة أن ترى أناسا يضحّون بذواتهم، ويدوسون على أناهم، لإنقاذ سلالة من البشر والأخلاق عزّ وجودها في هذا العالم المظلم والقاسي.
على مدى 6 أعوام، نمى حبّنا لكم، وذرفنا الدموع لأجلكم، واحترقت قلوبنا عليكم، وكان يملؤنا الخجل. لقد أعدتم هندسة فكرة "قوّة الشباب" الّتي لطالما أحبط تفسيرها في نضال المجتمعات لعقود من الزمن.
ليس من الضروريّ أن نكون بحرينيين لنشعر بكم وبألمكم، يكفي أنّنا بشر واعون.
لكي تقفوا، سدّوا الطريق عليكم بالجدران، فمشيتم خلالها، حاصروكم بالمدرّعات فسلكتم من بينها طريق الإقدام والعزيمة. مع كل قطرة دم تسقط، كان يولد شريان جديد يضخ فيكم كل معنى الانتماء للأرض والوطن والشعب.
بكيتم على وطنكم الحبيب كما بكي الثوّار الّذين صنعت مساعيهم السلميّة التاريخ، ورغم أن نضالكم الطويل لم يصل بعد ليوم انتصاره، إلّا أنّه قد دخل التاريخ، وسيخطّ بأصواته عزم الشباب جيلا بعد جيل.
إلى شباب البحرين الأحبة، قِفوا صامدين. أصواتنا وكلماتنا وأقلامنا معكم، لتدافع عنكم حتّى آخر رمق، وحتى تنهض ثورتكم السلميّة من تحت الرماد والقهر، وتنتصر، وحتى نراكم تعيشون حياة كرامة وحريّة وسلام، مهما كلّف الأمر.
* مترجمة لبنانية