افتتاحية الواشنطن بوست: ترامب يسمح بتدهور حقوق الإنسان والبحرين هي العرض الأول

صحيفة الواشنطن بوست - 2017-03-14 - 10:52 م

ترجمة مرآة البحرين

إن كان هناك عرض لكيفية تأثير صعود إدارة ترامب على تدهور حقوق الإنسان في دول أخرى، فهو في البحرين -وهي جزيرة في الخليج تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس. منذ العام 2011، عندما ثارت غالبية شيعية خلال الرّبيع العربي، خاض النّظام الملكي سلسلة من حملات القمع، تخللها بعض حركات التّحرير الهادفة إلى كسب رضا الولايات المتحدة الأمريكية البحرين -وهي جزيرة في الخليج تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس. منذ العام 2011، عندما ثارت غالبية شيعية خلال الرّبيع العربي، خاض النّظام الملكي سلسلة من حملات القمع، تخللها بعض اللّفتات التي توحي رفع القيود وتهدف إلى كسب رضا الولايات المتحدة الأمريكية.

في سبتمبر/أيلول، وبعد أن ضاقت ذرعًا بتراجع البحرين على خلفية سجنها المعارضين  ورفضها الالتزام مع جماعات المعارضة السّلمية، اشترطت إدارة  أوباما، لبيع طائرات إف 16 إلى البحرين قائمة خاصة من التّنازلات في مجال حقوق الإنسان. وكان هناك خطوات اعتقد المسؤولون الأمريكيون أنّه يمكن للبحرين الالتزام بها من دون خطر -مثل الإفراج عن المدافع البارز عن حقوق الإنسان نبيل رجب.

لم يلتزم بها نظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة. بدلًا من ذلك، انتظر نتائج الانتخابات الرّئاسية الأمريكية. وعند فوز دونالد ترامب، استأنف مبيعات طائرات الإف 16 من دون شروط -وفي غضون ذلك، شنّ حملة قمع جديدة على المعارضين في البلاد. في الأسابيع القليلة الماضية، اتّجهت الحكومة [البحرينية] إلى حل جمعية معارضة علمانية معتدلة، وأعادت سلطة القيام باعتقالات إلى جهاز الأمن الوطني، ودفعت باتجاه إجراء في البرلمان للسّماح بمحاكمة المدنيين عسكريًا.

وعلى الرّغم من هذه الإجراءات الوقحة -التي يعكس الإجراءان الأخيران منها خطوات إصلاحية قامت بها البحرين في السّابق ردًا على انتقادات الولايات المتحدة- تَظهَر إدارة ترامب وكأنّها تستعد للمُضي قُدُمًا بمبيعات طائرات الإف 16. وقالت مصادر في الكونغرس إنّها تعتقد أنّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدّفاع جيم ماتيس وافقا على الفصل بين الشّروط السّياسية والتّعاون العسكري فيما يتعلق بالبحرين وغيرها من الحلفاء الخليجيين، وأنّ الخارجية الأمريكية قد ترسل قريبًا إشعارًا عن طائرات الإف 16 إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس. وقد يُسِر هذا الأمر رئيس اللّجنة بوب كوركر، الذي دعا علنًا إلى المُضي قُدُمًا بالصّفقة من دون شروط.

أعضاء آخرون في اللّجنة، من كلا الحزبين، ما يزالون منزعجين من سلوك البحرين ومن احتمال صفقة مبيعات من دون شروط. وقد أثار بنجامين كاردين، وهو عضو بارز في الحزب الدّيمقراطي، القضية في اتصال هاتفي مع السّيد تيلرسون. إنّهم مُحِقون: للولايات المتحدة نفوذ كبير على الممالك الخليجية، وهي مخطئة في عدم استخدامها له للتّحقق من انتهاكات حقوق الإنسان. المشكلة ليست فقط أخلاقية؛ الانتهاكات البحرينية قد تؤدي إلى المزيد من انعدام الاستقرار في البلاد وإثارة صراع طائفي، يمكن لإيران القريبة استغلاله.

من الصّعب على الكونغرس وقف مبيعات الأسلحة- عليه تمرير قرار خلال ثلاثين يومًا من الإخطار الرّسمي. لكنّ على السّيد كاردين وغيره من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية الإصرار قبل المُضي قُدُمًا بالصّفقة البحرينية، على الإدارة الأمريكية إيجاد استراتيجية لعكس القمع المستمر. يجب الإفراج عن السّيد رجب وغيره من المعارضين غير العنيفين، والسّماح بتنظيم الجماعات السّياسية المعارضة. وفي حال أرسلت إدارة ترامب مؤشرات عن تسامحها مع حملة القمع، فإنها ستخون بذلك الإصلاحيين اللّيبراليين في أرجاء المنطقة.

 

النّص الأصلي    

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus