قناة العربية تواجه احتمال حجب بثّها في بريطانيا على خلفية مقابلة مع حسن مشيمع أجريت تحت التهديد

2017-04-26 - 2:07 ص

 مرآة البحرين: قال موقع ميدل إيست آي إن قناة العربية السعودية تواجه احتمال الإغلاق في المملكة المتّحدة بعد ارتكابها انتهاكا "خطيرا" لقواعد البث البريطانية ببثّها مقابلة مع سجين بحريني من ضحايا التعذيب، هو المعارض السياسي البارز حسن مشيمع.

يأتي ذلك بعد أن وجدت هيئة تنظيم شؤون البث التلفزيوني والراديو في المملكة المتحدة أوفكوم (OFCOM) أنّ قناة العربية تعدّت على خصوصية القيادي المعارض المعتقل حسن مشيمع، الذي تعرض للتعذيب، حينما بثّت لقطات له تمّ تسجيلها في السجن أثناء احتجازه التعسفي.

وقال الموقع إن  مستقبل قناة العربية في بريطانيا أصبح معلّقا.      

وتنظر الهيئة المختصة (أوفكوم) حاليًا في تحديد طبيعة العقوبة التي ستتّخذها بحق قناة العربية الإخبارية. ومن المحتمل أن تتراوح العقوبة بين فرض غرامة مالية باهظة والتهديد بتعليق رخصتها، أو اتّخاذ قرار أقل ضررًا بالطلب منها الاعتذار على الهواء، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء بعد أن قدّمت مجموعة حقوقية مقرّها الولايات المتحدة شكوى ضدها بالنيابة عن مشيمع.

وتأتي هذه القضية عقب قرار مشابه اتّخذته أوفكوم عام 2012 أدّى إلى تجريد قناة "برس تي في" الفضائية الإيرانية الرسمية من رخصتها للبث في المملكة المتّحدة.

ومشيمع، الذى وصفته منظمة العفو الدولية بـ "سجين رأي"، هو من مؤسّسي أكبر مجموعة سياسية معارضة فى البحرين، جمعية الوفاق، التي تمّ حلّها، كما أنّه زعيم حركة حق السياسية المعارضة المنشقة عن الوفاق، وكان مشيمع قد اعتُقل عام 2011 خلال انتفاضة 14 فبراير المطالبة بالديمقراطية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة من قبل محكمة عسكرية على خلفية دوره القيادي في الاحتجاجات المناوئة للنظام.

وبثّت قناة العربية الإخبارية في 27 فبراير/شباط 2016، مقطعا من برنامج حول احتجاجات عام 2011 المؤيّدة للديمقراطية في البحرين، تضمن ما تبيّن أنّه مقابلة أجريت مع مشيمع.

وقال مشيمع إنّ المقابلة جرت تحت تهديد التعذيب، وهو ادّعاء أيّدته أوفكوم في حكمها على الأمر الاثنين.

وقال مشيمع أيضًا إنّ التصريحات التي طالب فيها بتحويل البحرين إلى "جمهورية إسلامية على الطريقة الإيرانية" أدلى بها بالإكراه بعد أن تعرّض للتعذيب.

وصرّحت متحدثة باسم أوفكوم للميدل إيست آي قائلة: "قبلنا الشكوى ضد قناة العربية الإخبارية، نظرًا لمعاملتها غير العادلة وتعدّيها غير المبرر على الخصوصية. وتُعد هذه انتهاكات خطيرة تجعلنا ننظر في فرض عقوبة قانونية عليها".

وتأتي مقابلة مشيمع في السجن، التي يوجد جدل حول ما إذا كان توقيتها في 2011 أو 2012، في أعقاب اعتقال مشيمع الأوّل الذي تعرّض خلاله للتعذيب، وفقًا لنتائج تقرير بحريني مستقل. وقد نشر التقرير الذي صدر عن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (BICI) وأيّدته لجنة الإجراءات الخاصّة للأمم المتّحدة، تفاصيل التعذيب الذي تعرّض له، من ضربات مباشرة على الجسم، والحرمان من النوم، والغمر في الماء البارد، والتهديدات ضد عائلته.

وفي حكمها، وجدت أوفكوم أنّه تمّ إظهار اعتراف القيادي المعارض المعتقل وكأنّه شهادة طوعية، ولهذا اعتُبر انتهاكًا لحق مشيمع في الخصوصية.

ورأت أوفكوم أنّ قناة العربية الإخبارية فشلت أيضًا في الإيضاح أنّ مشيمع ثبت على براءته من التهم، والإشارة إلى وجود ادّعاءات تعذيب موثّقة بصورة جيّدة ضد السلطات البحرينية، ومنها ما توصّلت إليه اللجنة البحرينية المستقلة والإجراءات الخاصة للأمم المتّحدة.

كما فشلت قناة العربية  في إتاحة الفرصة له للرد بشكل حُر على المزاعم التي وردت في حقّه.

وفي معرض دفاع قناة العربية عن نفسها، احتجّت بأنّ المقابلة جرت في عام 2012 على يد صحفي مستقل تمّ منحه إذن لمقابلة مشيمع من قبل السلطات البحرينية.

وجادلت بأنّ نتيجة تحقيق اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي تقول إنّه تعرّض للتعذيب مرتبطة بأحداث عام 2011 وبالتالي التعذيب الذي تعرّض له مشيمع لا ينطبق على عام 2012. ولم تعلّق أوفكوم على توقيت المقابلة، ولكنّ مشيمع قال إنّه لم تُجر له أي مقابلة إعلامية عام 2012.

وعلى الرغم من ذلك، رفضت أوفكوم حجّة العربية وخلصت إلى أنّه: "نظرًا لطبيعة هذه الأحداث الرفيعة المستوى والمعلن عنها إلى حد كبير، فإن أوفكوم ترى أن العربية الإخبارية كانت على علم، أو كان ينبغي أن تكون على علم، على الأقل من تاريخ البث (27 فبراير/شباط 2016) بأنّ التصريحات التي أدلى بها السيد مشيمع في اللقطات التي تم تصويرها في أوائل عام 2012 قد لا تمثل وصفًا دقيقًا أو عادلا لحقيقة الأحداث التي عايشها".

من جانبه قال علي مشيمع، نجل حسن مشيمع، لموقع ميدل إيست آي إنه "لا يوجد شيء أكثر ألمًا لقلبي من معرفة تفاصيل التعذيب الذي تعرض له والدي داخل السجن. إنّ برنامج العربية المشين يُظهر والدي في أكثر لحظاته ضعفًا، وقد سبّب لنا كعائلة ألمًا غائرًا".

وقال المدير التنفيذي لمنظمة أمريكيّون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) وممثل حسن مشيمع في الشكوى، حسين عبد الله، إنّه "في حين يتعرّض المزيد من سجناء الرأي للتعذيب في سجون البحرين كل يوم، يتم إعطاء العربية- الناطقة بلسان الحكومة السعودية- الحرية في دعم رواية كاذبة تربط نشاطا مشروعا مؤيّدا للديمقراطية بالإرهاب. وحتّى الآن، نرحّب بقرار أوفكوم السليم في هذه القضية ونتوقّع صدور عقوبة تناسب مستوى الانتهاكات التي ارتكبت".

موقع ميدل إيست آي أشار إلى أن مشيمع، البالغ من العمر 69 عامًا، مصاب بمرض سرطان الغدد الليمفاوية "يقضي الآن حكمًا بالسجن مدى الحياة في سجن جو السيء السمعة في البحرين، حيث يتعرض السجناء للتعذيب والحرمان التعسفي من الرعاية الطبية، على حد قول منظمات حقوقية".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus