كتاب «من هو البحريني؟» لـ«علي الديري» يصدر في بيروت عن مركز أوال للدراسات والتوثيق
2017-12-07 - 4:36 ص
مرآة البحرين (خاص): صدر عن مركز أوال للدراسات والتوثيق كتاب «من هو البحريني؟»، أحدث مؤلّفات الناقد والباحث البحريني الدكتور علي الديري، وهو أول إصدار بحثي يقوم على مرجعية سجلات البحرين في أرشيف الوثائق البريطانية، في نسختها المترجمة الكاملة والصادرة عن المركز ذاته.
يثير الكتاب جدلية الهوية البحرينية من منظور تاريخي يدرس انبثاق هذه الهوية في التاريخ الحديث، وكيف كانت إشكالية أرادت الدولة الحديثة التي أسّس لها البريطانيون في البحرين حلّها وتجاوزها. معتمدا على الوقائع التاريخية التي وثّقها البريطانيون، يخوض الكاتب نقاش هذه الجدلية بحذر، ساردا الصراعات السياسية التي أنتجت هذه الهوية في شكلها الأخير المتوافق عليه، ومسائلا الانعطافة الكبيرة في تعامل السلطات مع هذه الهوية باستخدامها إسقاط الجنسية عقابا للمعارضين.
«تعريف البحريني بصاحب الجواز الأحمر لم يجد طريقه إلا بعد مخاضات تاريخية عسيرة، أي بعد عمليات تحول تاريخي كبيرة جدًا، جعلت من هذه الإجابة اليوم عصية على الحقيقة... بلا مواربة، تمتلك السلطة الحاكمة كل أدوات تعريف البحريني السياسية، السلطة الحاكمة هي من يحدد اليوم من هو البحريني، لا الحقيقة التاريخية والديمغرافية» يقول الديري.
يقوم كتاب «من هو البحريني» على فهم الأساس التاريخي الذي ولد منه «البحريني» المعترف به من «الدولة» والقوى الكبرى في العالم، ومعرفة سياقاته، امتداداته، ومآلاته «إنها إشكالية (الاعتراف) الرسمي من الدولة بمن هو (بحريني) تتعلق هذه الإشكالية بتاريخ هذا الاعتراف، وتأثره بتشكّل الدولة وتغيّر نظام حكمها، وتبعاته المتلاحقة على الصراع السياسي في البحرين حتى اليوم» يقول الديري في مدخله إلى سؤال الكتاب.
سيكون مخاض هذه الولادة، وتجاوزها لعقدة «الاعتراف»، والتوافق التاريخي عليها بين الجماعات السياسية برعاية السلطة البريطانية، المدخل التلقائي للكتاب، ليقرأ تاريخ تأسيس الدولة في البحرين، الدولة التي شكّلت في وجهها الحديث بعد عزل البريطانيين حاكم البحرين عيسى بن علي 1923، الإطار الجامع الذي أمكن منه أن يولد هذا البحريني، تحت قبّته.
لماذا كانت تلك الدولة قبل مائة عام أكثر حداثة وتقدّما من شكل الدولة اليوم و«لماذا بات يسهل اليوم كسر المواطنة البحرينية؟» يتساءل الديري في كتابه الجديد.
يقدّم الديري قراءة روائية لأحداث الربع الأول من القرن العشرين، ويعيد سردها بشكل ممتع، معتمدا في الأساس على روايات تاريخية تخرج إلى النور للمرة الأولى، عن أرشيف الوثائق البريطانية.
فضلا عن الأرشيف، يعضّد الكتاب روايته المتماسكة، بكتابين لمؤرّخين عاصرا هذه المرحلة وكان لأحدهما دور فيها، وهما: ناصر الخيري، صاحب كتاب قلائد النحرين في تاريخ البحرين، ومحمد علي التاجر صاحب كتاب عقد اللآل في تاريخ أوال.
يتزامن صدور كتاب «من هو البحريني» مع صدور المجلدات الست الأولى من الترجمة العربية لسجل البحرين في أرشيف الوثائق البريطانية، والتي كانت مصدر الكتاب وراويته، بحكم اطّلاع المؤلّف عليها قبل صدورها «لقد جرى تغييب هذا الأرشيف من التاريخ الوطني، ومازالت هذه الوثائق محظورة، وهي عرضة للاجتزاء والتوظيف المغلوط والتزوير، وما كان لهذه الدراسة أن تكون لولا أن توافر لها لأول مرة ترجمة كاملة لهذه الوثائق عبر مشروع مركز أوال للدراسات والتوثيق».
علي الديري، وهو مؤلّف بحريني يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وأحد 480 مواطنا أسقطت السلطات الجنسية عنهم في السنوات الأخيرة إثر مواقفهم السياسية المعارضة، أهدى الكتاب إلى المؤرّخ البحريني ناصر الخيري «أول من حلم بالدولة المدنية»، وإلى أحمد بن خميس أول من قاد نضالات العشرينيات من أجل تأسيس دولة تعترف بجميع مواطنيها، وإلى القيادي بهيئة الاتحاد الوطني عبدالرحمن الباكر، ومؤسس جمعية وعد عبد الرحمن النعيمي، وكذلك رئيسها السابق المعارض السياسي البارز إبراهيم شريف، وأخيرا إلى الشيخ علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق وزعيم المعارضة البحرينية الذي يقبع خلف القضبان منذ 3 سنوات.
«لقد شغلني سؤال من هو البحريني؟ بقدر ما شغَلَتْ نضالاتكم تاريخ البحرين وذاكرتها...» الديري في إهداء الكتاب.
ويتوفّر الإصدار في جناح المركز بمعرض بيروت الدولي للكتاب 61، والذي يقام في العاصمة اللبنانية، من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 13 ديسمبر/كانون الأول.
- 2024-11-11رابطة الصحافة البحرينية: "إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية" أصبحت أداة ترهيب وتقييد مباشر لحرية التعبير
- 2024-11-08(الخليج ضد التطبيع) يستنكر الاستثمارات الخليجية في شركة أمريكية متورطة في دعم الإبادة في غزة
- 2024-11-08العلامة الغريفي: لا خلاص للبشرية إلا في ظل الإسلام
- 2024-11-07الوفاق توثق 355 تظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان خلال عام: تعكس اهتمام شعب البحرين بقضايا الأمة المركزية
- 2024-11-06الحكومة تقول أنها تدعم توظيف 700 بحريني من الكوادر الصحية في بروباغندا للاحتفال بيوم الطبيب البحريني