براين دولي: الرجال وراء الستارة

جيوم لوران من فرونت لاين ديفندرز محتجا أمام السفارة البحرينية في لندن  5 فبراير 2018
جيوم لوران من فرونت لاين ديفندرز محتجا أمام السفارة البحرينية في لندن 5 فبراير 2018

براين دولي - موقع ذا ميديوم - 2018-02-08 - 4:46 ص

ترجمة مرآة البحرين

اليوم، انضممت إلى الاحتجاج الذي نظمته فرونت لاين ديفندرز أمام السّفارة البحرينية في لندن للدّعوة إلى الإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، السّجين الذي عُذِّب وحُكِم عليه بالسّجن مدى الحياة من قبل محكمة عسكرية منذ سبعة أعوام مضت.

لم يخرج أي أحد من السّفارة للتّحدث معنا، لكن الرّجال في الدّاخل كانوا يُحَدقون بنا من خلف السّتائر، مدركين أن الخواجة لم يُنسَ، وعالمين بأن هناك أفراد من جميع أرجاء العالم يدعون إلى الإفراج عنه.

منذ ثلاثين عامًا اعتدت الاحتجاج أمام سفارة جنوب أفريقيا في لندن، حيث كان الموظفون ينظرون إلينا ونحن نقف تحت المطر، ويسخرون منا من حين لآخر. وكما في البحرين اليوم، أردنا وضع حد للتّعذيب، ووقف الإعدامات، والإفراج عن النّشطاء المسجونين.

اعتاد طاقم سفارة جنوب أفريقيا السّخرية منّا، غير أن ضحكاتهم كانت مليئة بالتوتر. علمنا، وادّعوا أنّهم لا يعلمون، أنّ نظام الفصل العنصري سينهار يومًا ما. لم يستطع أي واحد منّا التنبؤ بزمن حدوث ذلك، أو تحديد مدى سرعة حلول ذلك الزّمن.

لكن عندما حصل الانهيار، كان مفاجئًا ومثيرًا، كما في الاتحاد السوفياتي. لقد شهدنا كل ذلك من قبل. وما لم تُجرِ الحكومة البحرينية إصلاحات جذرية، فإنها ستنهار فجأة، وسيحصل أمران في سفارتها في ساحة بلجريف.

أولًا، سيُذعَر الموظفون عندما يدركون أنّه قد أُطِح بالنّظام العنيف الذي كانوا يعملون لأجله. وسيندفعون بجنون باتجاه آلات تقطيع الورق لتدمير الأدلة التي تظهر دورهم في سنوات القمع.

ثانيًا، سيزعم الدبلوماسيون أنّه لم يكن لهم أي علاقة بالتّعذيب أو بأحكام الإعدام، أو بعمليات الإعدام أو الانتقام ضد عوائل النّشطاء، أو سجن المحتجين السّلميين، أو الاعتداءات على الكوادر الطبية، أو الفساد الحكومي، أو أي من انتهاكات حقوق الإنسان.

وسيقولون: "لقد كنا الرجال الجيدين، نعمل داخل النّظام، محاولين منع حصول الأمور السّيئة. كنا مصلحين هادئين. لم نعمل لصالح وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الوطني أو قوات دفاع البحرين، ولم نعذب أي أحد حتى الموت".

لقد سمعنا سابقًا كل هذه الحجج من دبلوماسيين في دكتاتوريات أخرى، أمضوا أعوامًا في نفي ممارستهم للعنف المنهجي. إنها [حجج] واهية وغير مقنعة. لن يُحاكم موظفو السفارة البحرينية على ما سيقولونه حينذاك، بل على ما يقومون به الآن.

لا يمكن حل كل مشاكل البحرين بين ليلة وضحاها". فالاقتصاد في  تدهور حاد، وسيحتاج الأمر إلى جيل [كامل] لمعالجة آثار أعوام الطائفية والانقسام. غير أنّه يمكن إصلاح بعض الأمور فورًا، وإن كان الرجال أو النّساء العاملون في السّفارة يريدون حماية سمعتهم المستقبلية، فعليهم أن يدعوا علنًا إلى الإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان ناجي فتيل ونبيل رجب وعبد الهادي الخواجة وكل المحتجين السّلميين الآخرين الذين أُرسِلوا بشكل خاطئ إلى السّجن. ليست هذه فقط الخطوة الجيدة للقيام بها، بل الخطوة الذكية للقيام بها أيضًا. وعليهم القيام بذلك اليوم. لا أحد يعلم كم ستبقى حكوماتهم، لكن، عندما تنهار الأنظمة الشمولية، فإنها تفعل ذلك بسرعة، وبشكل كامل.

في 7 أكتوبر / تشرين الأول 1989، احتفلت دكتاتورية ألمانيا الشّرقية بـ 40 عامًا من الحكم بمسيرات في برلين، مع مواكب على ضوء المشاعل، واستعراض للدبابات. وبعد مرور شهر على ذلك، انهار النّظام، وسارع المسؤولون إلى إحراق الملفات التي تظهر دورهم في القمع.

في جنوب أفريقيا، لم يكن الدعم من البيت الأبيض والحكومة البريطانية كافيًا لحماية حكومة الفصل العنصري، ولن يكون كافيًا لحماية العائلة الحاكمة في البحرين.

أنا أطلب من أولئك الذين يقفون وراء الستائر اليوم القلق لدقيقة بشأن ما سيحصل في حال أُطيح بامتيازاتهم ونفوذهم هذا العام، أو هذا الشهر. كفّوا عن الاختبار وراء الفبركات، كفوا عن الاعتذار باسم الجلادين، واخرجوا وأخبرونا بالحقيقة. مستقبلكم سيشكركم لقيامكم بذلك.

 

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus