التعليق السياسي: ملك الانقلابات "وما خفي أعظم"

2018-03-06 - 4:57 ص

مرآة البحرين (خاص): تلاحق لعنة 14 فبراير ملك البحرين. في 14 فبراير2001 جاء بالميثاق  وفي 14 فبراير 2002 انقلب على الدستور العقدي وجاء بدستور جديد يمثله، دستور منحة  لا شرعية له عند الشعب، وفي 14 فبراير 2011 رد شعب البحرين على هذا الانقلاب بثورة شعبية لا مثيل لها بتاريخ البحرين. هذه المرة يأتي 14 فبراير بأثر رجعي لحادث يعود إلى 1996 سيُتوج فيه رأس الملك بعار إدارة خلية انقلاب ضد دولة شقيقة ذات سيادة واستقلال.

 يبدو في هذا التاريخ شيء من الغيب والسحر، كأنه يحمل أسرار التمائم والأقدار. يخبرنا أحد قادة خلية الانقلاب من الذين التقوا في اجتماعات التخطيط بحمد بن عيسى شخصيا حين كان وليا للعهد، أنه تقرر أن تكون إحدى ساعات 16 فبراير1996 ساعة الصفر، غير أن الخطة تتغير لاحقاً ليقرر القدر أن تكون ساعة الصفر هي من ساعات 14 فبراير وكأن هذا القدر يريد أن يؤكد أنه يومه، يوم خياناته وانقلاباته مع شعبه ومع جيرانه.

كان حمد بن عيسى أحد أعضاء اللجنة العليا لإدارة الانقلاب وعلى رأس غرفة عمليات قيادة الانقلاب في البحرين، وفي الغرفة الثانية بمدينة الخبر كان على رأسها  حمد بن جاسم بن حمد، قبل أن يتسلمها تنفيذيا الضابط السعودي سلطان العجمي، وكأن القدر ينتقم باختيار اليوم واختيار الاسم. 

يخبرنا جابر محمد الجلاب المري،  ضابط الشرطة المشارك في قيادة الانقلاب، أنه اجتمع مع سلطان بن عبدالعزيز بالسعودية وأنه أخبره أن لنا عيونا يقظة  ناعسة وأن القانون الدولي يحكمنا، لكنه سينسق مع حمد بن عيسى، هكذا بدا الأمر وكأنه يعهد بهذه المهمة القذرة إلى رجالها، خصوصا وأنه قبل عام تمت محاولة للقيام بعملية انقلاب بالاستعانة بمرتزقة.

يضيف الضابط المري الذي يروي شهادته من بيته الفاخر لا خلف شاشات وزارة الداخلية وأجهزة الأمن، أن حمد بن عيسى طلب ضابط اتصال قطري ليقيم بالبحرين لينسق معه، فأحضروا له ناصر المري، وأن ولي العهد حينها  قال لن نتحرك باسم دولنا، لكن باسم قوات درع الجزيرة! وهنا تحضر لعنة 14 فبراير مرة أخرى، فقد ارتبط هذا التاريخ بتدخل قوات درع الجزيرة بطلب من حمد بن عيسى نفسه، للانقلاب على مطالب شعبه المشروعة، وكلا الحدثين يشكلان انقلابا على ميثاق قانون قوات درع الجزيرة، فليس من بنوده قمع مطالب الشعوب الخليجية ولا قيادة انقلابات ضد أنظمة الممالك الخليجية.

يستحق حمد بن عيسى أن يكون ملك الانقلابات، من جهة أن نظامه أكثر الأنظمة اتهاماً لشعبه بتكوين خلايا انقلابية ضد عائلته، وكان آخرها كانت خلية 116 قبل أيام من كشف خليته، ومن جهة ثانية أنه كان قيادياً في أكبر خلية انقلاب خليجية ضد نظام خليجي مستقر.

يبدو ملك الانقلابات في أسوأ أدواره الدرامية أمام العالم وأمام الرأي العام الخليجي وأمام الشعب الذي تفنن في انتهاكه واتهامه والتشهير به. لقد تألمت كثيراً أسر ضحاياه المنتهكين وهي تتابع على شاشات تلفزيون البحرين وصحف البحرين الرسمية صور أبنائهم، وهم يقدمون اعترافات منتزعة تحت تعذيب سادي، يشاهدون أبناءهم وآثار القهر والتعذيب والإذلال تنطق أكثر مما تنطق ألسنتهم، حتى ملوا من مسلسلات الخلايا الكثيرة التي لا شيء فيها غير اعترافات الضحايا.

لقد جاء فيلم الجزيرة "وما خفي أعظم" ليفضح رداءة هذا المسلسل الطويل، وليقدم حقيقة رأس هذا النظام الذي يُعيد إنتاج هذا المسلسل يومياً بنسخ باهتة ومملة، ليخفي تورطه في أخطر خلية انقلاب تستهدف استقرار الخليج.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus