طرفا حرب اليمن يتفقان على وقف إطلاق النار بالحديدة ومنح دور للأمم المتحدة

محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين (إلى اليمين) يصافح وزير خارجية اليمن خالد اليماني وفي المنتصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش خلال مفاوضات السويد 13 ديسمبر 2018 - رويترز
محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين (إلى اليمين) يصافح وزير خارجية اليمن خالد اليماني وفي المنتصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش خلال مفاوضات السويد 13 ديسمبر 2018 - رويترز

2018-12-14 - 2:56 م

مرآة البحرين (رويترز): وافق طرفا الحرب في اليمن يوم الخميس على وقف القتال على مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وسحب القوات منها وذلك في أول تقدم كبير لجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستعر منذ خمسة أعوام.

وفي ختام أسبوع من المحادثات بالسويد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه سيجري بحث إطار سياسي لمفاوضات السلام في الجولة المقبلة من المحادثات في نهاية يناير كانون الثاني بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران.

وضغطت دول غربية، بعضها يزود التحالف الذي تقوده السعودية بالسلاح ومعلومات المخابرات، على طرفي الحرب للاتفاق على اتخاذ خطوات لبناء الثقة تمهد الطريق لهدنة أوسع ولعملية سياسية تنهي الحرب التي أودت بحياة آلاف الناس.

ودفعت الحرب اليمن إلى شفا المجاعة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن اتفاق الحديدة يمثل دفعة مطلوبة بشدة لمهامه المرتبطة بتوفير الطعام لنحو 12 مليون يمني يعانون من نقص شديد في الغذاء.

ويسيطر الحوثيون على معظم المناطق المأهولة بما في ذلك العاصمة صنعاء التي أخرجت الحركة حكومة هادي منها في عام 2014، وتتخذ الحكومة حاليا من مدينة عدن في الجنوب مقرا لها.

وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي في ريمبو على مشارف ستوكهولم " توصلنا إلى اتفاق بشأن ميناء ومدينة الحديدة. سنشهد إعادة نشر قوات محايدة في الميناء والمدينة وتطبيق وقف لإطلاق النار على مستوى المحافظة".

وأضاف "الأمم المتحدة ستلعب دورا رئيسيا في الميناء".

ورحبت الولايات المتحدة التي تقدم دعما عسكريا للحملة التي تقودها السعودية في اليمن بالاتفاق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن في حين يتعين الاتفاق على الكثير من التفاصيل فإن المحادثات تمثل خطوة أولى رئيسية وأضاف في بيان "بينما نمضي قدما ينبغي أن يستمر الجميع في التواصل وعدم تصعيد التوتر ووقف الأعمال القتالية الجارية".

وفيما يمثل توبيخا رمزيا للرئيس دونالد ترامب أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يوم الخميس لإنهاء الدعم العسكري للحرب في اليمن. ومن غير المرجح أن يتحول إلى قانون.

* انسحاب سريع

وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إن الوحدات المسلحة من كلا الطرفين ستنسحب "خلال أيام" من ميناء الحديدة الذي يعد نقطة الدخول الرئيسية لمعظم الواردات التجارية والمساعدات ثم في وقت لاحق من المدينة التي تحتشد على مشارفها قوات التحالف.

وسيشمل الانسحاب أيضا ميناءي الصليف الخاص بالحبوب ورأس عيسى الخاص بالنفط وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين. وستذهب إيرادات الموانئ الثلاثة إلى فرع البنك المركزي في الحديدة.

ونص الاتفاق على إشراف "لجنة تنسيق إعادة الانتشار"، التي تضم أعضاء من الطرفين، على وقف إطلاق النار والانسحاب. وسيرأس اللجنة الأمم المتحدة، وسترفع تقريرا أسبوعيا إلى مجلس الأمن الدولي.

وسيتم نشر مراقبين دوليين في مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة، وستنسحب كل الوحدات المسلحة خلال 21 يوما من موعد بدء تطبيق وقف إطلاق النار.

وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد الجابر لتلفزيون العربية إن تطبيق الإجراءات الخاصة بالحديدة سيبدأ غدا الجمعة.

وستتولى لجنة مشتركة أخرى تشرف عليها الأمم المتحدة مهام إقامة ممرات إنسانية إلى تعز ثالث أكبر مدن اليمن.

وقالت إليزابيث ديكنسون المحللة لشؤون شبه الجزيرة العربية بمجموعة الأزمات الدولية "هذه انفراجة محدودة. لقد نجحوا في تحقيق أكثر مما توقع أي أحد".

وأضافت "لقد اتخذت السعودية موقفا حازما مع حكومة هادي التي بدورها كانت أكثر تعاونا".

ومضت تقول "المهمة الكبيرة هي إطار العمل السياسي الذي سيمهد الطريق لمفاوضات سلام حقيقية".

* السعودية تتعرض لضغوط

وتواجه الرياض تدقيقا متزايدا من الغرب بشأن أنشطتها في المنطقة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول في أكتوبر تشرين الأول.

وتدخل التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة هادي إلى السلطة لكنه يواجه جمودا عسكريا منذ سنوات، ويرغب في الخروج من الحرب المكلفة.

وقال السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان إن الاتفاق سيضمن الأمن بالبحر الأحمر أحد أهم ممرات نقل النفط في العالم.

وأرجع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش التقدم إلى ضغط قوات التحالف على الحوثيين في هجوم الحديدة.

وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة ستمضي قدما في بحث قضايا لم تتطرق إليها المحادثات منها إعادة فتح مطار صنعاء ودعم البنك المركزي.