حكومة هادي تبدأ محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين

الالاف من أنصار الانفصاليين الجنوبيين خلال مسيرة في عدن يوم الخميس (15 أغسطس 2019) - رويترز
الالاف من أنصار الانفصاليين الجنوبيين خلال مسيرة في عدن يوم الخميس (15 أغسطس 2019) - رويترز

2019-09-05 - 10:00 ص

مرآة البحرين (رويترز): قال مسؤول في حكومة عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء إن مسؤولين من الحكومة المدعومة سعودياً بدأوا محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات في مدينة جدة السعودية بهدف إنهاء القتال في عدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن.

وفتح الاقتتال على الجنوب جبهة جديدة في الحرب متعددة الأطراف مما ينذر بتفاقم الانقسام في اليمن ويعقد جهود إنهاء صراع راح ضحيته عشرات الآلاف ودفع بالبلاد إلى شفا المجاعة.

وحكومة هادي والقوات الانفصالية جزء من تحالف تقوده السعودية وتدخل في اليمن في مارس آذار 2015 لقتال جماعة أنصار الله (الحوثيون) المتحالفة مع إيران بعد أن أخرجت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء عام 2014.

لكن الانفصاليين الذين يسعون لإعادة جمهورية اليمن الجنوبي السابقة سيطروا على مدينة عدن الساحلية الجنوبية وقالوا إن سلطات حكومة صنعاء غير مرغوب بها في الجنوب.

وقال مسؤول كبير في حكومة هادي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "بدأت محادثات غير مباشرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الجانب السعودي، الموقف صعب للغاية ومعقد لكننا نتمنى تحقيق بعض التقدم".

كانت الإمارات، أكبر شريك للسعودية في التحالف، نفذت ضربات جوية الأسبوع الماضي على قوات هادي دعما للانفصاليين في المجلس الانتقالي الجنوبي مع استعادة قوات المجلس السيطرة على مدينة عدن مما أجبر القوات الحكومية على التقهقر.

وكان مسؤول إماراتي صرح في وقت سابق بأن بلده على ثقة في أن اجتماع جدة سينجح.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على تويتر "نتطلع بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي، وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية".

* دعوة لعقد قمة

ودعت السعودية إلى قمة في جدة لنزع فتيل التوتر. ووصل عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى المدينة السعودية هذا الأسبوع.

غير أن حكومة هادي انتقدت الإمارات مجددا يوم الأربعاء لدعمها الانفصاليين وأكدت أنها لا تجري أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين. وفي يونيو حزيران سحبت الإمارات بعض قواتها وعتادها العسكري من المنطقة لكن لا تزال تحتفظ بنفوذها هناك عبر عشرات الألوف من المقاتلين الجنوبيين الذين وفرت لهم السلاح والتدريب.

ونقلت وكالة سبأ اليمنية عن راجح بادي الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية قوله إنه لا يوجد "أي شكل من أشكال الحوار حتى الآن مع ما يسمى المجلس الانتقالي".

كما أكدت وزارة الخارجية اليمنية عبر حسابها على تويتر "ضرورة أن يتم الوقوف أولا أمام انحراف دور الإمارات في التحالف بكل جدية وشفافية وأن ذلك هو الطريق الصحيح تجاه إنجاح أي حوار".

وتسعى السعودية للحفاظ على التحالف منذ أن دب الخلاف بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي مما أدى إلى تأزم التحالف بين الرياض وأبوظبي.

وقال البلدان إن تحالفهما لا يزال قويا. وقال محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات "الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة".

وأضاف على تويتر يوم الأربعاء "الهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة".

وينذر الشقاق الداخلي بتصدع التحالف بين السعودية والإمارات والتأثير على جهود دبلوماسية تبذلها الأمم المتحدة بهدف وضع حد لحرب تعتبر إلى حد بعيد صراعا بالوكالة بين السعودية وإيران على الهيمنة في المنطقة.

وجنوب اليمن هو المنطقة الوحيدة التي سيطر عليها التحالف خلال حرب اليمن غير أن نفوذ السعودية فيها أضعف من نفوذ الإمارات. ويسيطر الحوثيون على معظم المراكز الحضرية التي تشمل صنعاء وميناء الحديدة الرئيسي في غرب البلاد.