هكذا أصابت «ضربة بقيق» الاقتصاد البحريني في مقتل... حديث عن مصفاة بابكو والنفط

2019-09-17 - 12:15 م

مرآة البحرين (خاص): لا يتعلق الأمر فقط بنطاق العربية السعودية عندما يتوقف نصف إنتاج شركة أرامكو. ويمكن فهم جزء من تلك التأثيرات عندما يقول الرئيس الأمريكي إنه سمح باستخدام المخزون الاستراتيجي من النفط.

إذا كانت تلك الهجمات قد أثرت على أمريكا البلد المنتج، فما الآثار التي ترتبت على البحرين منذ فجر السبت، حيث استطاعت طائرات مسيرة تعطيل نصف القدرة الإنتاجية لعملاق الطاقة السعودي؟
لقد أبلغ أحد المطلّعين «مرآة البحرين» بأن «الخسائر في قطاعي النفط والغاز قد تكون أكبر مما نتصور».
لقد أغلقت السعودية خط أنابيب لنقل الخام من أرامكو السعودية لمصفاة البحرين. أكثر من 220 ألف برميل كانت تتدفق يوميا على المصفاة التي توقفت منذ يوم السبت.
خط الأنابيب الواصل بين ضفتي اليابسة بين شرق السعودية وغرب البحرين والمعروف ب AB Line توقف عن العمل. بذلك فقدت البحرين ما نسبته 88٪ من النفط الذي تكرره مصفاتها.
إن قطع إمدادات النفط عن مصفاة البحرين يكلّف الميزانية العامة حوالي 15% من الإيرادات العامة الحكومية وهي صافي مبيعات المصفاة. ووفقا للميزانية المعتمدة للعام الماضي فإنه من المرجح أن (بابكو) ستخسر أكثر من ٣٠ مليون دينار يوميا على أقل تقدير.
وأشار مصدر قريب من عمليات الإنتاج إن «بابكو أوقفت فعلا العمل في وحدات صغيرة وخفّضت الطاقة التشغيلية لوحدات أخرى تبعاً لإجراءات التشغيل والسلامة».
واستبعد المصدر أن تنجح البحرين في مساعيها لإتاحة سفن لجلب نحو مليوني برميل من الخام السعودي، موضحا «السعودية الآن تعطي الأولوية إلى الوفاء بالتزاماتها مع كبار المستوردين كالصين».
وأضاف «من المستبعد أن تستخدم السعودية مخزونها لتوريد الخام العربي لمصفاة البحرين».
وقال وزير الطاقة السعودي إن «الانفجارات أدّت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل (...) الشركة ستعوض جزءا من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات».
وعن خيار استيراد النفط من دول أخرى قال «الحديث عن تعويض الإمدادات النفطية لمصفاة البحرين باستبدال النفط السعودي يدلل على أن وقف الإمدادات قد يستغرق وقتا ليس بالقليل».
ويتابع «ورغم ذلك هناك صعوبات فنية، لأن المصفاة مصممة على التزوّد بالأنابيب الممتدة عن طريق البحر لخزانات الخام بالمصفاة. يبدو من الصعب تعويضها بالسفن عن طريق مرفأ بابكو، فالمرفأ مصمم فعلياً لتصدير منتجات المصفاة وليس لإمداد المصفاة بالخام وعملية عكس الاتجاة تتطلب الكثير من الجهد».
ويضيف«إلى جانب التعقيدات المتعلقة بالتوريد، هناك تعقيدات أخرى تتعلق بالتشغيل»، موضحا «مصفاة بابكو مصممة على نوع محدد من النفط الخام، واستيراد نوعية مختلفة من الخام سوف يتسبب في العديد من المشاكل الفنية في وحدات التكرير».
وأوضح «ستكون هناك صعوبة على مستوى التشغيل أو الحصول على نفس جودة المنتجات النفطية التي تنتجها المصفاة من الخام السعودي».
ولا تتوقف الخسائر عند هذا الحد، فالمصفاة تنتج حوالي أكثر من 40 منتجا من خلال عمليات التكرير، وبتوقف الخام ستتوقف كل عمليات الإنتاج المتتابعة. ولم يستبعد المصدر أن يؤثر توقف الإنتاج على الصناعات البتروكيماوية وشركة ألبا التي تعتمد على الغاز لتشغيل المصهر أو حتى قطاع الكهرباء والماء.
وقال إن المسؤولين يحاولون حصر المشكلات التي يتعين عليهم مواجهتها جرّاء توقف الإمدادات. الأمر لا يتعلق فقط بالأمور الفنية، إنما يتعلق بأحد مصادر الإيرادات الرئيسية لميزانية الدولة، كما يتصل بقطاعات رئيسية كالطاقة والمحروقات.
إن كل يوم تتأخر فيه السعودية في إعادة عملية الإنتاج إلى وضعها الطبيعي يعني بقاء خط الأنابيب مقطوعاً. لقد باتت الأوضاع المالية لاقتصاد البحرين في خطر حقيقي، فالبلاد التي تغرقها الديون لم تكن تنقصها هذه الأزمة، بلد مرهونة للدائنين، وباتت مربوطة من عنقها بكل أزمات المنطقة.