التعليق السياسي: لماذا تريدون لإحياء عاشوراء أن يكون منازلة؟

2020-08-13 - 10:57 ص

مرآة البحرين (خاص): أسئلة تحتاج إلى إجابة: لماذا هذا الإصرار غير المفهوم على منع الأنشطة الدينية، لماذا التهديد الجاف الغليظ لإدارات المآتم والحسينيات؟، لماذا يعاد استخدام الإعلام من جديد للتحريض وتبخيس الكرامة الدينية للناس؟، لماذا تريدون جرّ الشعب للصدام؟
لماذا اللجوء للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي لا يملك لا صلاحية شرعية أو قانونية ليفصل في مسألة مثل مسألة إحياء شهر محرم؟ لماذا الطلب من كَتبتكم المستأجرين الكتابة ضد إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع)، لماذا تستغلون موضوعاً مثل وباء كورونا وهو ملف صحي تعاني منه كل البشرية الآن، تستغلونه في فرض مزيد من الاستبداد والإجراءات الأمنية القمعية؟
منذ 9 مايو الماضي أصدرت جمعية الوفاق بياناً قالت فيه إن«الاولوية اليوم هي لمواجهة هذا الوباء ورص الصفوف وتوجيه الجهود باتجاه مواجهة الوباء والحفاظ على سلامة وصحة أبناء وطننا ورعاية شؤونهم».
هو بيان واضح يعطي للهدوء مجالاً، وللبلاد نَفَساً من الأزمة السياسية الحادة المستمرة منذ العام 2011، لكن السلطات لا يبدو أنها تريد وضع حدٍّ لعداوتها مع المعارضة وبيئتها الاجتماعية.
ما الذي تريده السلطة من المواطنين الشيعة؟، فهم بشهادة أهم المؤسسات الحقوقية في العالم محرومون من أبسط حقوقهم، تم اعتقال أبنائهم ونسائهم بل تم الاعتداء على بعضهم، لقد عملت السلطة بمنتهى الفجور في العداوة معهم ولم ترقب فيهم إلّآً ولا ذمّة، فماذا تريد منهم بعد؟
لماذا تصر السلطة على الاعتداء على كرامتهم الدينية، واعتبارهم «لا شيء»، لماذا توظّف كل مؤسساتها وإعلامها، كل هذا لإرضاء غرور من؟
إنّ تحركات وزارة الداخلية وحالة الطوارىء والاستدعاءات وتحريك الإعلام الرسمي ضد مراسم دينية قال المواطنون إنهم يريدون إحياءها بعدما قررت الحكومة فتح البلاد من جديد للنشاط الاقتصادي والتجاري والرياضي، وتم فتح المطار على مصراعيه للخارجين والداخلين، فلماذا فقط المساجد والحسينيات ممنوعة من استئناف نشاطها؟
لماذا لا تبادرون بالطلب من الجهات الصحية بوضع بروتوكول صحي وإجراءات تلتزم بها المساجد والحسينيات كما فعلتم مع بقية القطاعات؟.
لماذا تبحثون عن منازلة لا أحد يريدها أصلاً؟
لماذا لا تعملون بشيء اسمه شرف الخصومة؟، لماذا لا تؤمنون بالعقل السياسي بدل القمع الأمني، لماذا لا تتواصلون وتحاورون بدل ترك الأمور في يد ضبّاط الأمن.
أخيراً، لماذا لا تطبّقون المادة 22 من الدستور التي تقول: "حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دُور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد؟".
ليس باسم كورونا تمنعون الشعائر الحسينية، وتقمعون الحريات الدينية، بل هي كورونا الاستبداد الذي لا تريد السلطة الشفاء منه.