هكذا وقعت البحرين اتفاق التطبيع مع إسرائيل دون معرفة التفاصيل
2020-09-17 - 12:11 ص
مرآة البحرين (خاص): قضي الأمر ووقعت البحرين على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية على الرغم من الرفض الشعبي الواسع. قررت السلطة المضي في قرارها دون مباركة شعبية، كما كانت تفعل دائماً في مناسبات عديدة.
اتفقت الإمارات والبحرين على أن يمثلهما وزيرا خارجيتي البلدين عبدالله بن زايد وعبداللطيف الزياني، لتوقيع الاتفاق رسمياً في العاصمة الأمريكية واشنطن.
بالفعل غادر الزياني (وهو بالمناسبة حديث عهد على هذا المنصب الذي كان حكراً على أبناء الأسرة الحاكمة قبله) يرافقه وكيل الوزارة للشؤون الدولية عبدالله بن أحمد بن عبدالله آل خليفة وعدد محدود من موظفي الوزارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن قبل يوم من موعد توقيع الاتفاق المشؤوم، الذي لم تعلن تفاصيله بعد، لكن المفاجأة كانت في أن الحكومة البحرينية أيضاً لم تكن تعلم تفاصيل الاتفاق الذي ستوقعه في البيت الأبيض.
أثناء تحليق طائرة الوزير الزياني في الجو، أعلن مسؤولون إسرائيليون في السفارة الإسرائيلية بواشنطن إن البحرين ستوقع "إعلان تأييد للسلام"، بينما الإمارات العربية المتحدة ستوقع "اتفاقية سلام"، موضحين إن "تفاصيل الاتفاقات مع الإمارات والبحرين سيتم الكشف عنها غداً (الثلاثاء) في الحفل الذي سيقام بالبيت الأبيض"، وفي المساء (عند 6 مساء من يوم 14 سبتمبر 2020) نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن الجميع سيوقعون على "اتفاق إبراهام"، وبعد ذلك سيتم توقيع اتفاقات منفردة (واحد مع الإمارات والثاني مع البحرين).
وصل الزياني إلى واشنطن قبل يوم من توقيع الاتفاقية، وكان من المزمع أن يتوجه إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الثلاثاء (عند العاشرة صباحاً لمدة 20 دقيقة وفق ما أعلن البيت الأبيض)، والمفاجأة كانت في اليوم التالي وتحديداً قبل ساعة من لقاء الزياني بترامب، حين نشرت مراسلة هآرتس في واشنطن نوا لانداو أن البعثة البحرينية تحاول أن تعرف من مسؤولين أمريكيين عن فحوى الاتفاق الذي سيوقعه وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني.
وقالت ما نصه "يحدث في الفندق الآن، أعضاء في البعثة البحرينية، بعضهم يعيشون معنا هنا (تقصد أنهم من السفارة البحرينية في واشنطن) يتباحثون مع ممثل للحكومة الأمريكية حول النسخة التي سيقوم وزير الخارجية (البحريني) بتوقيعها في البيت الأبيض. دعونا نقول إن كل التفاصيل مُبهمة".
لا أحد يعلم هل استطاع الوفد البحريني الحصول على أية تفاصيل قبل توجهه إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي، أما شاشات التلفزة فقد أظهرت ارتباكاً وتوتراً لدى الوزيرين البحريني والإماراتي.
تحدث ترامب من المنصة المخصصة وعلى يساره نتنياهو، عبدالله بن زايد وعبداللطيف الزياني. انتهى ترامب ليبدأ نتنياهو، وانتهى الأخير ليبدأ بن زايد، فضل الحديث بلغته العربية وإن كانت ركيكة. تبعه الزياني الذي أصر على توجيه كلمته بلغة إنجليزية ركيكة. انتهت الخطابات وحان موعد النزول من شرفة البيت الأبيض لتوقيع الاتفاقية في الحديقة.
تقدم ترامب وسار خلفه نتنياهو وهو يتبادل أطراف الحديث مع عبدالله بن زايد، فيما سار الزياني خلفهم وحيداً يوزع الابتسامات، انتبه ترامب إلى أن أحد ضيوفه يسير وحيداً، توقف فجأة وجامله ببعض الكلمات، ليسير الأربعة معاً إلى طاولة توقيع الاتفاقية.
على الطاولة جلس أقصى اليمين عبدالله بن زايد، بعده ترامب، ونتنياهو، والزياني. تم جلب اتفاقية الإمارات لتوقيعها من الأطراف الثلاثة بثلاث نسخ (عربية، إنجليزية وعبرية)، أعطي عبدالله بن زايد النسخة العبرية ولم يعرف أين يوقع، سأل ترامب الذي لم يعرف هو الآخر العبرية، لينتهي به الأمر إلى سؤال نتنياهو، الذي أشار إليه على اسمه ومكان توقيعه. بعد ذلك أعطي نتنياهو نسخة عربية من الاتفاق مع الإمارات، فسأل الزياني مباشرة، أين علي أن أوقع، سارع الزياني لمساعدته مسرورا.
بعد ذلك تم توقيع 3 نسخ من الاتفاق البحريني أيضاً باللغات الثلاث، ثم تم جلب اتفاقية إبراهام للسلام التي وقعت عليها الدول الأربع وكانت أربع نسخ (اثنتان باللغة العربية، واحدة إنجليزية وأخرى عبرية). انتهى الحفل وسط تصفيق الحضور، وبعد ذلك قام الرئيس الأمريكي متقدما ضيوفه للصعود مرة أخرى إلى شرفة البيت الأبيض. سارع نتنياهو للسير إلى جانبه، فيما سار الوزيران الخليجيان كل واحد بمفرده، ولينتهي اليوم باستضافة ترامب لضيوفه الثلاثة على مأدبة غداء، احتفالاً بالاتفاق الذي لم يعرف الخليجيون فحواه بعد.
- 2024-11-30 “احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي
- 2024-11-29رسول الجشي.. المشكوك في كونه بعثياً
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟