ما الذي قد يتغير بعد وفاة خليفة بن سلمان؟

خليفة بن سلمان وإلى جانبه سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء (ارشيفية)
خليفة بن سلمان وإلى جانبه سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء (ارشيفية)

2020-11-15 - 12:20 م

مرآة البحرين (خاص): توفي رئيس وزراء البحرين منذ الاستقلال خليفة بن سلمان بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 85 عاماً قضى معظمه في سدّة الحكم ومواقع القرار.

عملياً فإن مرضه الأخير مهّد لخبر وفاته لاحقاً، لقد طالت فترة علاجه الأولى في ألمانيا وامتدت إلى 5 أشهر، أما سفرته العلاجية الثانية، والتي لم يعلن عنها بشكل رسمي، فقد استمرت لحوالي 3 أشهر حتى إعلان وفاته.

ومنذ مغادرته في المرة الأولى إلى ألمانيا للعلاج، كان سلمان بن حمد يرأس مجلس الوزراء، وهو ما ترجم الانتقال السريع للمنصب إليه دون أية عقبات بعد ساعات من وفاة عمه.

لكن ماذا يعني وفاة خليفة بن سلمان؟

لطالما كانت تنظر المعارضة إلى خليفة بن سلمان نظرة سلبية، نظراً للدور الذي لعبه في قمع المعارضة على طوال عقود، خصوصاً في حقبة أمن الدولة التي تحكم أثناءها في مفاصل السلطة.

عرفت المعارضة عن خليفة بن سلمان صفتين أساسيتين، حبه لقانون أمن الدولة وفساده المالي الذي لم يعرف حدوداً، لذلك فإن حقبته لم تكن مفروشة بالورود لمعظم المواطنين الذي قاسوا الأمرّين منه.

منذ وفاة شقيقه في 1999، عمل الحاكم الجديد، ابن أخيه، على تقليص صلاحياته، وتهميشه إلى أقصى حد ممكن. لقد عمل حمد بن عيسى منذ وصوله لسدة الحكم إلى نقل عدد كبير من صلاحيات رئيس الوزراء إلى الملك، أما مجلس التنمية الاقتصادية فكان عبارة عن مناكفة أخرى من قبل الملك وابنه سلمان، لرئيس الوزراء ومحاولة قفز على ما تبقى لديه من صلاحيات.

تُرجمت تلك المحاولات إلى حكاية أجنحة الحكم التي تم تداولها منذ مطلع الألفينات، لقد ضعف جناح رئيس الوزراء كثيراً، لكنه لم يمت، وبقي خليفة بن سلمان متشبثاً بكرسي رئاسة الوزراء حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

في حديث بعض جمهور المعارضة عن إيجابيات خليفة بن سلمان، دائما ما يتم ذكر الموضوع الطائفي، وكيف أن خليفة بن سلمان لم يكن يستخدم سلاح الطائفية لمواجهة المعارضة، وإنه كان يكتفي بمحاربتهم سياسياً، لكن ذلك الاعتقاد خاطئ. 

في العام 2011 كشّر خليفة بن سلمان عن أنيابه دفاعاً عن كرسيّه الذي بات مهدداً بشكل حقيقي (حاول سلمان بن حمد يومها الوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء من باب معارضة الشيعة لخليفة بن سلمان)، وأطلق العنان لعشرات المحسوبين عليه للتعبير عن سعار طائفي لم تشهده البحرين من قبل، ولم يكن خافياً على أحد أن ما سميت بـ "ساحة الشرفاء" في البسيتين كانت أحد ميادين جناح رئيس الوزراء الذي أصبح "رمزاً للسنة في قبال الشيعة الباحثين عن الحُكم" في 2011.

لقد اكتشفنا لاحقاً إن أشخاص مثل الإخواني محمد خالد، والعقيد السابق عادل فليفل وآخرين، هم ضمن جناح رئيس الوزراء، وهم من أكثر المحرضين ضد الطائفة الشيعية في البحرين، وأكثر الموالين استخداماً لسلاح الطائفية والخطاب الطائفي الذي يزدري الأغلبية الشيعية في البلاد.

ومع وفاة خليفة بن سلمان يعتقد أن ينتهي جناحه ويتلاشى شيئاً فشيئاً، ولا يتوقع أن يتمكن المحسوبون عليه من الانتقال إلى الضفة الأخرى من الحكم، خصوصاً بعد تخندقهم معه في حرب الدواوين التي وقعت في العامين الماضيين.