حصاد البحرين 2020: بريد هيلاري كلينتون يروي الكثير من التفاصيل عن دخول قوات درع الجزيرة ومشاركة حمد بن جاسم في مساع بالمنامة

بريد هيلاري كلينتون: حمد بن جاسم وسعود الفيصل كلاهما هنا (في المنامة) وهما في خلوة مع الملك وولي العهد ( فبراير2011)
بريد هيلاري كلينتون: حمد بن جاسم وسعود الفيصل كلاهما هنا (في المنامة) وهما في خلوة مع الملك وولي العهد ( فبراير2011)

2021-01-01 - 5:50 ص

مرآة البحرين (خاص): نشرت وزارة الخارجية الأمريكية (أكتوبر/ تشرين الأول 2020) البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والذي يتضمن مراسلات شملت الكثير من التفاصيل عن فترة انطلاق الحراك الشعبي في البحرين، والمواقف المختلفة التي تبعته. وتتطرق هذه المراسلات إلى طلب ملك البحرين التدخل السعودي في بلاده، وإصداره أوامر باستخدام القوة المفرطة، ومشاركة القوات السعودية في الهجوم الدامي على دوار اللؤلؤة في العام 2011. وترد في الإيميلات أيضًا تفاصيل تتعلق بدعوة ولي العهد للحوار، وتؤكد أن الملك طلب تدخل القوات السعودية قبل مبادرة ولي العهد، كما تؤكد على أن تدخل قطر كان بطلب من الأمريكيين.

وجاء في الوثيقة رقم "C05778464" المرسلة من مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان (13 مارس/ آذار 2011) "لقد أكد لي الآن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد أن الإمارات العربية المتحدة والسعودية سترسلان قوات عسكرية إلى البحرين بناءً على طلب الحكومة البحرينية. طلبت من السفير السعودي عادل الجبير أن يطلعني على التفسير السعودي لهذا الأمر أيضًا فأكد لي أن القوات موجودة الآن على الجسر المؤدي إلى البحرين وستدخلها". ويقول فيلتمان إنه سأل عبدالله بن زايد عن الإنجاز المتوقع من هذه الخطوة، فكان جوابه بشكل رئيس "إن الإمارات العربية المتحدة تستجيب لنداء يطلب إعادة إحلال النظام (...) وأن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى آخرين يتخذون من البحرين رهينة لهم".

وفي رسالة أخرى تحت رقم "C05787272" بتاريخ 16 مارس/ آذار 2011 تتطرق إلى حصول قوات درع الجزيرة على إذن من الملك البحريني باستخدام القوة المميتة. "في صباح يوم 16 مارس/ آذار 2011، وفقًا للأفراد الذين لديهم إمكانية الاتصال المباشر بقوات الأمن السعودية، أبلغت حكومة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بشكل خاص المستشارين العسكريين للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أنّه يجب أن  يطلق العناصر الأمنيون السعوديون الألف، الذين دخلوا إلى البحرين في 13 مارس/ آذار النار بهدف القتل، إذا استلزم الأمر ذلك، لمساعدة قوات الأمن البحرينية الغارقة في تفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة". كما تشير إلى تعداد القوة الإماراتية "سترسل دولة الإمارات العربية المتحدة 500 ضابط شرطة لدعم هذه العملية الخليجية".

وبحسب رسالة صنفت سرية (14 مارس/ آذار 2011) وهي صادرة عن السفارة البحرينية في المنامة تحت رقم C05778571 فإن "قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي، التي تضم حاليًّا عناصر سعوديين فقط، غادرت مدينة الملك خالد العسكرية الموجودة شمال شرق المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى كتيبة مكافحة الشغب الثالثة التابعة للحرس الوطني السعودي، وهم الآن يعبرون جسر الملك فهد باتجاه البحرين. وأكّدت القنصلية العامة في الظهران إن الجسر مغلق حاليًا أمام حركة المرور العادية".

 وفي رسالة أخرى في اليوم نفسه تحت رقم C05778586 تؤكد بأن "موجة ثانية من الآليات العسكرية دخلت البحرين عبر الجسر، بما في ذلك آليات مدرعة، ومقطورات همفي للسحب، وشاحنات ذات 18 عجلة، وشاحنات للوقود، وعدد من المركبات المختلفة توجهت إلى منطقة التدريب جنوب قاعدة الشيخ عيسى الجوية".

وفي رسالة "C05778573" لجيفري فيلتمان بتاريخ 14 مارس/ آذار 2020 جاء فيها "القوات السعودية هنا، والقوات الإماراتية والكويتية قادمة".

وفي رسالة أخرى تحت رقم C05778736 من جوزيف لوبارون إلى جيفري فيلتمان (15 مارس/ آذار 2020) يتحدث فيها عن المشاركة القطرية. "أكّد أحد كبار العسكريين في الحكومة القطرية اليوم أن فرق قوات درع الجزيرة التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي انطلقت من المملكة العربية السعودية إلى البحرين تتضمن قوات قطرية تكون عادة متمركزة في السعودية كجزء من قوات درع الجزيرة. وأفاد المصدر أن قطر تمتلك نحو 100 جندي في قوات درع الجزيرة [لكن] لا يتضح بعد ما إذا تم نشر الجنود المائة كلهم في البحرين".

وبشأن المساعي التي كانت تبذل في غضون هذه الفترة يتحدث جيفري فيلتمان في وثيقة تحت رقم "C05778611" بتاريخ 14 مارس/ آذار 2011 "حمد بن جاسم وسعود الفيصل كلاهما هنا، وهما في خلوة مع الملك وولي العهد. لدي مكالمة مع حمد بن جاسم". لكنه يقول "لا يبدو أن زعماء الوفاق بمن فيهم  [الشيخ] علي سلمان يفهمون أن الوضع قد تغير بشكل جذري، مع دخول دول مجلس التعاون الخليجي. ما زالوا يتحدثون عما يحتاجون إليه للموافقة على عرض الحوار الذي قدّمه ولي العهد. جلسنا معهم لمدة ساعتين، وكانت المحادثة نفسها التي أجريناها سابقًا". ويضيف "وزيرة الخارجية [هيلاري كلينتون] تقول إنها ستقابل ولي العهد غدًا. لدينا بعض الأفكار حول المبادئ العامة لتقليل التوترات، وسنتشاركها معه".

لكن في رسالة بتاريخ 17 مارس/ آذار 2011 تحت رقم "C05777682" تحدثت فيها موظفة في السفارة الأمريكية عن تجاهل الحكومة البحرينية لهم. وتقول جانيت ساندرسون في الرسالة الموجهة إلى جيفري فيلتمان "حاولَتْ التواصل مع وزير الخارجية بشكل طارئ (تواصلت مع فريقه) لكنه لم يُعِد الاتصال بها. كما أن محاولات التواصل مع وزارة الداخلية والمخابرات لم تنجح أيضًا. وتُشكِّك بكونهم يتجنبون الحديث معها. إضافةً إلى أن السفير البريطاني لم يتمكن من التواصل مع أي من المسؤولين البارزين منذ اتصال سابق أجراه ليلة أمس مع وزير الداخلية".