التعليق السياسي: البحرين والكورونا: هل سيبدأ رئيس الوزراء عامه الأول بجثث معارضين تخرج من سجن جو؟

ولي العهد البحريني رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة
ولي العهد البحريني رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة

2021-03-26 - 11:20 ص

مرآة البحرين (خاص): قد لا يكون الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء البحريني، راغباً في تلطيخ عهده. لكنّ اللطخة الأولى قد بدأت فعلاً. كان قرار البرلمان الأوروبي بإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين بإجماع أعضائه في 11 مارس/ آذار الجاري هي هذه اللطخة الأولى لعهده الذي بدأ للتوّ.

أما اللطخة الثانية فهي تلك الجاري "اختمارها"، حالياً، في سجن جو المركزي مع الأنباء الواردة عن انتشار فيروس «كورونا» في صفوف المعتقلين السياسيين. لقد تسترت وزارة الداخلية على الأمر؛ فهي لم تعترف حتى الساعة إلا بثلاث إصابات. لكنّ "الداتا" الرسمية تشير إلى رقم أكبر من ذلك. وقد تمكن أهالي المعتقلين من توثيق 10 حالات قائمة على الأقل من خلال خدمة التحقق بواسطة الرقم الشخصي في موقع وزارة الصحة. 7 حالات لم تعلن عنها وزارة الداخلية فيما الأنباء المتسارعة تشير إلى أضعاف هذا الرقم وسط تكتّم مسئولي السجن ورفضهم «المريب» الرد على اتصالات عوائل المعتقلين.

كيف سيتطور هذا الملف؟ الأيام القادمة ستخبرنا. وهي ستخبرنا الكثير ليس عن مصير مصابي «كورونا» في سجن جو وحدهم. بل عن مصير عهدٍ بالكاد وقف على رجليه. حتى أسابيع قليلة مضت كان رئيس الوزراء الشاب يحدثنا بتفاؤل عن الاستفادة من تجربة السجون المفتوحة والإيعاز إلى المسؤولين بتفعيل قانون العقوبات البديلة. إلا أنّ شيئاً من هذا لم يحصل.

بدلاً من ذلك فقد أصبحنا أمام «كارثة» إنسانيّة بصدد التحقق في سجن جوّ. حيث الآلاف يقضون منذ 2011 أحكاماً بالسجن لمدد طويلة على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات السلميّة وتعبيرهم عن الرأي. وحيث فيروس قاتل صار بين ظهرانيهم الآن. هذه لطخة ثانية في طور التشكل. هل سيبدأ رئيس الوزراء عامه الأول بمشهد جثث معارضين تخرج من سجن جو؟ نأمل أن لا تكون الإجابة: نعم.

لقد ابتعد رئيس الوزراء الجديد عن ملامسة "الجرح" السياسي المتقيح منذ عشر سنوات خلال المائة يوم الأولى من تسنّمه منصبه. بدا متفائلاً بأن يتمكن من تحقيق وعود اقتصاديّة و"صحيّة" تتعلق بمحاربة «كورونا» بمنأى عن هذا الملف النازف والذي طال أمده. لكنه لن يلبث طويلاً قبل أن يكتشف بأنّ هذا مستحيل. فلا الدين العام تمت السيطرة عليه؛ حيث توقع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع استمرار العجز المزدوج في البحرين على المدى المتوسط، مع ارتفاع الدَّين العام إلى 155% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2026. ولا احترازات «كورونا» قد تمكنت من احتواء الوباء مع تزايد الإصابات في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك الوفيات. وهذا الأسبوع صرنا نعرف أن سجن جوّ أصبح مركزاً للوباء!

إذا أراد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مفتاحاً سحرياً لعهد ناجح فليتأمل جيّداً قرار البرلمان الأوروبي حول البحرين في الأسبوع الماضي وليبدأ بمعالجة أسبابه. أما إذا أراد البناء على «الموجود» فليتحضر جيّداً للإبحار في محيط من الفشل. وأفشل العهود تلك التي تبدأ بلطخة!