لويس هاميلتون والصراع من أجل مكانة الفورمولا 1 في الخليج

الرئيس السابق للفورمولا 1 بيرني إيكلستون مع ولي العهد في سباق العام 2012 في البحرين
الرئيس السابق للفورمولا 1 بيرني إيكلستون مع ولي العهد في سباق العام 2012 في البحرين

أوسكار ريكيت - موقع ميدل إيست آي - 2021-03-28 - 10:21 م

ترجمة مرآة البحرين

يستذكر بيرني إيكلستون، الرجل الذي تولى إدارة الفورمولا 1 على مدى أربعة عقود، الصفقة التي نقلت رياضة السيارات إلى البحرين في العام 2004.

وقال رجل الأعمال البريطاني البالغ من العمر 90 عامًا لموقع ميدل إيست آي إنه "عندما ذهبنا إلى هناك للمرة الأولى، واجهنا بعض المشاكل مع السكان المحليين، الذين كانوا مستائين مما اعتقدوا أن الحكام كانوا يفعلونه"".

وأضاف أنه "في النهاية، قابلت جميع المحتجين وجلست معهم وتحدثت إليهم. قلت لهم في ذلك الوقت: "ما تبحثون عنه هو ثورة، حقًا". هذا ما يحدث عادة. ثم تهاجمون العائلة المالكة وتستولون على البلاد. قلت إنّ هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنكم القيام به ".

مع ذلك، لم يكن إيكلستون يتوقع اقتحام حواجز البحرين: "ذكرتُ أن هذا هو ما سيحدث عادةً عندما تحدث هذه الأشياء، مع العلم جيدًا أنّه لا توجد طريقة في العالم يمكن أن يحصل بها ذلك لأنهم لن يكونوا قادرين على فعل ذلك أبدًا."

متحدثًا من منزله في منتجع غشتاد في جبال الألب السويسرية، قال إكليستون إنه اعتاد السفر إلى البحرين "من دون كلّ ما يسمى بالحراس الشخصيين"، وكان يلتقي بجماعات المعارضة وحكام المملكة في فندقه.

انبثقت فكرة تنظيم السباق من المملكة الجزيرة. أصبح سلمان بن حمد آل خليفة، الذي تلقى تعليمه في كامبريدج، وليًا للعهد في البحرين في العام 1999، قبل شهور قليلة من عيد مولده الثلاثين.

تواصل سلمان مع إيكلستون، الذي وجد في سليل العائلة المالكة "شخصًا شديد اللّطف" و"قائدًا جيدًا جدًا".

ويقول إيكلستون إنّه "كان وراء ذلك تمامًا لأنه أدرك أنه سيكون أفضل أمر يمكن أن يحدث للبلد. لقد كانت مثالًا على ما هو الأفضل للجميع".

سباق الجائزة الكبرى في البحرين

اتحدت أسرة خليفة الحاكمة في البحرين وفريق الفورمولا 1 في هذا المجال. فباستضافتها سباق الجائزة الكبرى، ستحظى البحرين بالشهرة وتُفسح المجال أمام الاستثمار الأجنبي وتصبح وجهة أكثر جاذبية للسياح.

بالنسبة لرياضة السيارات، كان ذلك يعني تدفقات جديدة للإيرادات في أعقاب فقدان رعاية شركات التبغ، والتوسع في منطقة الشرق الأوسط، التي لم تستضف أبدًا أي سباق.

ويقول إيكلستون إنّه "كنا نطلق على أنفسنا لقب بطولة العالم لسنوات، في حين كُنّا بطولة في أوروبا. اعتقدتُ أن البحرين ستكون رائعة. إنها جزء آخر من العالم. عادة لا يوجد سبب لدى الناس للذهاب إليها. لذلك فتحنا الباب أمام الأشخاص الذين يمارسون الأعمال ... استخدام الرياضة لفتح الأبواب التي لم تكن على الأرجح لتُفتح أبدًا".

بدأ بناء حلبة البحرين الدولية في الصخير  في العام 2002 بكلفة بلغت 150 مليون دولار. أقيم السباق الأول في 4 أبريل / نيسان 2004 وفاز به مايكل شوماخر، الذي كان يقود سيارة فيراري.

يقول إيكلستون إنّه "لم يعتقد أحد أنه سيكون هناك سباق في هذا الجزء من العالم.  كان لدى البحرين لديها الشجاعة للقيام بذلك. قلت لولي العهد - لقد فتح الباب أمام دول الشرق الأوسط - لن نتسابق في أي مكان من دون مباركتك. لذلك عندما كان علينا مقابلة المسؤولين في أبوظبي لمناقشة كل شيء هناك، قلت لهم يجب أن تحصلوا على موافقة البحرين".

بحلول مايو / أيار 2007، كانت أبو ظبي تبني مضمار السباق الخاص بها. بلغت تكلفة حلبة مرسى ياس مارينا 1.3 مليار دولار، وتضمنت إنشاء جزيرة، من صنع الإنسان. وكما الحلبة في البحرين، يقول المطلعون على الفورمولا 1، إنها الأفضل على الإطلاق،  وهي كاملة، لها مرافق على أعلى مستوى.

تأثر إيكلستون بشدة عندما التقى للمرة الأولى الأمير "الساحر" محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، الذي بدأ محادثات بشأن جلب الفورمولا 1 إلى الإمارة. تناول الرجلان العشاء في مطعم في الهواء الطلق مع اثنين آخرين، قال إيكلستون إنهما "اليد اليمنى" لبن زايد و "شخص ما". ولم يكن هناك حراس شخصيون.

وأضاف أنّه "عندما غادرنا المطعم مشينا إلى سيارة ، قاد محمد بن زايد السيارة بنفسه وكان شخصًا عاديًا جدًا ولطيفًا للغاية، ولا يحاول إقناع أي شخص؛ وهذا ما أعجبني أكثر من أي شيء آخر".

وأخبر رئيس الفورمولا 1 بن زايد أنه سيكون من الصعب للغاية إجراء سباق شوارع في أبو ظبي بسبب نظام المدينة، المبنية على الطراز الأمريكي.

قال بن زايد لإيكلستون ألا يقلق، وأنهم سيبنون منطقة كبيرة بما يكفي لوضع مضمار سباق فيها. ورددتُ عليه "جيد، سيكون هذا رائعًا لكنك تفهم مدى صعوبة ذلك - وماذا فعلوا؟ بنوا الجزيرة. إذا قال لك أحدهم ذلك، فستفكر على الأرجح: "ما الذي يتحدثون عنه؟"

ما أثار إعجاب رجل الفورمولا 1 هو الطريقة التي نفّذ بها الحكام في البحرين وأبوظبي بالضبط ما قالوا إنهم سيفعلونه. يعترف إيكلستون بسعادة بأنّه يعتقد أنّ إحدى مشكلات أوروبا الكبرى هي "الكثير من الديمقراطية". وهو صديق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يصفه بأنه "شخص لطيف، لطيف جدًا"، فضلاً عن كونه زعيمًا رائعًا.

ويقول إيكلستون "إنه شخص آخر من هؤلاء الأشخاص الذين يفعلون بالضبط ما يقولون إنهم سيفعلونه"، ويرسم رابطًا مباشرًا بين بوتين وممالك الخليج. إنهم لا يغيرون رأيهم في منتصف الطريق. إنهم يجعلون الأمر يعمل".

في الوقت ذاته الذي كان يتم فيه إنشاء حلبة أبو ظبي، في العام 2008، اشترى الشيخ منصور بن زايد،  أحد أفراد العائلة المالكة الإماراتية، نادي مانشستر سيتي لكرة القدم. يقول إيكلستون إنّهم "فهموا حقيقة الرياضة، واستطاعوا أن يدركوا أنّ الفورمولا 1 كانت جيدة بالنسبة لهم، ويمكنهم أن يروا الصلة" مضيفًا ""لقد أصبحوا جزءًا كبيرًا جدًا من العالم الآن، بينما كانوا في السابق معزولين للغاية."

بالنسبة لإيكلستون، كان الوضع مربحًا للطّرفين. يقول إنّه "من الناحية المالية، يقدر الأشخاص الذين نتعامل معهم في هذا الجزء من العالم الأشياء بشكل مختلف عن الأشخاص الذين كانوا منذ سنوات".

تجني الرياضة أموالًا من السباقات في الشرق الأوسط أكثر بكثير مما تفعل من السباقات في حلبات مثل موناكو وسيلفرستون، المعروفة في جميع أنحاء العالم والتي تحمل مساراتها تاريخ السباقات في أعماق مدرجاتها.

وفي حديثه عن الفورمولا 1 وحكام المملكة الخليجية، يقول إيكلستون إنّ "هذا ما أردت القيام به، لاستخدام العلامة التجارية للترويج للبلاد، وهو ما أرادوا فعله بوضوح. كان يناسبنا ويناسبهم. عليك أن تدفع ثمن ذلك. لقد أدركوا أنها كانت رخيصة على أي حال مقابل كمية الدعاية التي حصلوا عليها. كلنا نعرف بالضبط ما كنا نفعله. ولحسن الحظ ، أعتقد أن الأمر سار على ما يرام".

هذا الموسم سيشهد أول سباق للجائزة الكبرى في السعودية. إنها الصفقة الأولى التي لا يبرمها إيكلستون، لكن من دون تلك العشاءات في الفنادق في البحرين وأبو ظبي، ما كان الأمر ليحدث أبدًا.

افتتاح الموسم في البحرين

سيقام سباق الجائزة الكبرى الافتتاحي للموسم يوم الأحد في البحرين بعد  مرور عقد على إلغاء الفورمولا 1 للسباق في العام 2011، في أعقاب سحق الحكومة للاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب الربيع العربي.

إنه الحدث الأبرز في النقاش بشأن "الغسيل الرياضي"، أو استخدام الأحداث الرياضية من قبل الحكومات والشركات الكبيرة لتلميع علامتها، وبناء القوة الناعمة وصرف الانتباه عن جميع أنواع الانتهاكات.

بالعودة إلى العام 2011، قُتل عشرات المتظاهرين الذين طالبوا بتغيير ديمقراطي، بما في ذلك رئيس وزراء منتخب ونظام ملكي دستوري، واعتُقِل الآلاف. وكان من بينهم سيد أحمد الوداعي، الذي يشغل الآن منصب مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية.

عادت الفورمولا 1 إلى البحرين في العام التالي، لكن  الاحتجاجات الشعبية ضد السباق استمرت. يقول الوداعي إنّه ​​"في محاولة يائسة لإبراز صورة الحياة الطبيعية للعالم، قمعت شرطة البحرين بشكل روتيني هذه الاحتجاجات بالعنف".

الاعتداء والتعذيب والسجن

في العام 2012 ، قُتل صلاح عباس برصاص الشرطة في تظاهرة عشية سباق الجائزة الكبرى. في العام ذاته، قال الوداعي إنه أصيب برصاص الشرطة بالخرطوش والغاز المسيل للدموع لانضمامه إلى احتجاجات مماثلة ضد الفورمولا 1.  غادر البحرين وأصبح لاجئًا في المملكة المتحدة. بعد ثلاث سنوات، سُحبت جنسيته البحرينية، ولا يزال الناشط الحقوقي عديم الجنسية حتى اليوم.

وكالوداعي، حظيت نجاح يوسف بتجربة شخصية للعلاقة المباشرة بين الطبقة الحاكمة في البحرين والفورمولا 1. في العام 2017، انتقدت الموظفة في الخدمة المدنية آنذاك والأم لأربعة أطفال الفورمولا 1 والحكومة البحرينية في منشور على موقع فايسبوك، مع حكم ضدّها من المحكمة ضد قولها إنها كتبت أن سباق الجائزة الكبرى "لم يكن أكثر من مجرد وسيلة لعائلة آل خليفة لتبييض سجلهم الجنائي وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان ".

وتقول يوسف إنها تعرضت للاعتداء والتعذيب والسجن لمدة ثلاث سنوات بعد هذا المنشور، حيث ضربها ضباط في مركز شرطة المحرق وهددوا باغتصابها إلى أنْ وقعت على اعتراف قد أُعِدَّ سابقًا.

وقالت الناشطة البحرينية في مؤتمر صحفي افتراضي نظمه معهد البحرين للحقوق والديمقراطية إنه بفضل الضغط الدولي، أُطلِق سراحها في أغسطس / آب 2019، وبعد فترة وجيزة، أعلنت الأمم المتحدة أنّ احتجازها تعسفي، وطالبت بأن يتم تعويضها.

وتقول نجاح يوسف إن "جرمي الوحيد كان نشر انتقادات ضد الفورمولا 1 على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي البحرين، يكفي ذلك لكي تعذب وتلقى في السجن لسنوات".

وتؤكد أنه في حين وعدت الفورمولا 1 بمساعدتها، إلا أنهم لم يفعلوا شيئًا وتقول إنه ""ما زلت أتعرض للمضايقات من حكومة البحرين لأنني أرفض التزام الصمت بشأن محنتي".

بالإضافة إلى ذلك، اعتُقِل كميل جمعة حسن، نجل نجاح يوسف عندما كان عمره 16 عامًا فقط لمشاركته في تظاهرات المعارضة، ويواجه الآن ما يصل إلى 27 عامًا في السجن. ووصفت منظمة العفو الدولية اعتقاله بأنه "انتقام منه وضد أسرته بعد أن رفض هو ووالدته أن يصبحا مخبرِيَن وبعد حديث والدته إلى الصحافة الدولية".

وتقول نجاح يوسف إنه "منذ أن أعلنت الأمم المتحدة أن احتجازها كان تعسفيًا، قال يوسف "لم تحاول  إدارة الفورمولا 1 مقابلتي"، مضيفة أنّه "فقدت الثقة مطلقًا في كون الفورمولا 1 ستساعدني في الحصول على العدالة. بالنسبة لنا كبحرينيين، يتجاوز الأمر كونه مجرد سباق سيارات. ويتعلق بقدوم الشركات إلى البحرين وتقديم فرصة للحكومة لإظهار مدى حداثتها وتقدمها، في حين أنها أطلقت النار على المحتجين في الشوارع".

في العام 2015، اعتمدت الفورمولا 1 سياسة حقوق الإنسان للمرة الأولى بشكل رسمي. في المؤتمر الصحفي لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، كان من الواضح أن النشطاء البحرينيين شعروا أنه في حين أن السياسة قد وعدت بنهج جديد، إلا أنها لم تنجحفي ذلك بعد ست سنوات.

وقال الوداعي إنّه ​​"حتى اليوم، ما زلنا نشهد احتجاجات ضد الفورمولا 1 تُقمَع بعنف ويوضع منتقدو السباق في السجن، في حين تتجاهل إدارة الفورمولا 1 كل ما يحصل".

انتقادات هاميلتون

في حين استسلم النشطاء البحرينيون لكون إدارة الفورمولا 1 لن تساعد قضيتهم، نظر البعض بدلًا من ذلك إلى بطل العالم لسبع مرات لويس هاميلتون الذي بدأ بانتقاد وضع  قضايا حقوق الإنسان والعدالة العرقية.

وُلد هاميلتون عام 1985 في بلدة ستيفينج الإنجليزية، وهو السائق الأسود الأول والوحيد الذي يتسابق في الفورمولا 1. كان معجزة في سباق سيارات الكارتينغ، وقُبِل في برنامج سائق ماكلارين للسائقين الشباب في عمر الثانية عشرة، وواصل حتى حظي بالمركز الثاني في الموسم الأول له في الفورمولا 1 في العام 2007، وهو يبلغ من العمر 22 عامًا.

بعد أن أصبح محترفًا بشكل فاعل في مراهقته، كانت طفولة هاميلتون بعيدة عن أن تكون طبيعية. قال مرة لمجلة جي كيو "لقد كنت مستغلًا ومقيّدًا وشعرت أن هذا هو المكان الوحيد الذي سمح لي بالوجود فيه".

كان محاطًا بموظفي العلاقات العامة، ويتلقى التعليمات بشأن ما يجب ارتداؤه وما يجب قوله. كان من المعروف أن رون دينيس، الرجل الذي أدار فريق ماكلارين لعقود، يتحكم بشكل صارم في ما قاله أو لم يقله سائقوه. أصبح دينيس معروفًا جدًا لإيجاد طرق معقدة لقول أي شيء تقريبًا، حتى أنه تمت صياغة مصطلح  "Ronspeak" [أي رون يتحدث] نسبة إليه. لقد كان وضعًا اعتاده سائقوه أحيانًا، بمن في ذلك هاميلتون.

في سبتمبر / أيلول 2012، صدم هاميلتون عالم السباقات بإعلانه بأنه سيغادر فريق مكلارين إلى مرسيدس. وقال: "عندها فقط بدأت باتخاذ قراراتي الخاصة في الحياة".  وجعلته الحرية الأكبر التي منحتها له شركة مرسيدس يحيا حياة الأثرياء.

يقيم هاميلتون في الملاذ الضريبي في موناكو وفي الحفلات حول العالم، وتنتشر صوره  مع ريحانا وريتا أورا ونيكي ميناج. ويعد ألبومًا موسيقيًا. يمتلك مزرعة ضخمة في كولورادو. في المقابل، فاز هاميلتون ببطولة تلو الأخرى لشركة مرسيدس.

في الوقت نفسه، بدأ الفتى الخجول، المهووس بسباقات السيارات، يمر بما وصفه أحد المطلعين على الفورمولا 1 بأنه "مراهقة نموذجية".

وشمل ذلك نوعًا من الصحوة السياسية العامة. أدى مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود، على يد الشرطة الأمريكية في مايو / أيار 2020 ،  "لأن يغلب الغضب على هاميلتون". فقد أعلن عن دعمه لحركة حياة السود مهمة Black Lives Matter،  حيث جثا على ركبته، وكان يرتدي قميصًا عليه شعار الحركة قبل انطلاق السباقات.

في 11 يونيو / حزيران 2020، نشر هاميلتون قائمة كتب على تويتر تضمنت السيرة الذاتية لمالكولم إكس، وأليس ووكرز The Color Purple ، وكتاب There Ain't No Black in the Union Jack ، وهو الكتاب الأول للأكاديمي البريطاني الأسود الشهير باول جيلروي.

وقال غيلروي لموقع ميدل إيست آي إنه "لا أعتقد أن لويس قد قرأ الكتاب - لا أقص أي إهانة. هذا الكتاب خاص بسبب عنوانه، فقد جذب دائمًا اهتمامًا معينًا لا يستحقه حقًا ... يصاب الناس دائمًا بالصدمة إذا أخبرتهم أنه شعار الجبهة الوطنية الذي هتف به الناس في مباريات لعبة الكريكيت وغيرها. لا أمانع إخبار الناس بضرورة محاولة قراءته - حظًا سعيدًا لهم".

ويرى غيلروي أن نشاط هاملتون "أكثر إثارة للاهتمام كمثال على المشاهير - نوع قوة المشاهير في تلك اللحظة، والنوع الخاص من المشاهير الذي يمثله". ويقول غيلروي إنّه "لم أشاهد مقطع الفيديو الذي يظهر مقتل جورج فلويد، لكنني متأكد من أن لويس فعل ذاك، وإن كان هذا تسبب بيقظته، فالأمر أفضل بكثير".

وأكّد غيلروي أنه "لن أتذمر إذا كانت الصدمة المروعة لتلك الجريمة قد أيقظته ونبهته إلى - أجرؤ على قول ذلك - المسؤوليات التي تنبع من نوع المكانة والشهرة التي اكتسبها. إن كان ذلك قد حصل، فهو أمر جيد".

تبع دعم هاملتون لحركة حياة السود مهمة Black Lives Matter  استعداده للاستماع إلى النشطاء البحرينيين. في المؤتمر الصحفي الذي نظمه معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وصف أحمد رمضان، 11 عامًا ، كيف رأى طوال حياته كطفل، والده محمد محكومًا بالإعدام في البحرين، بعد إدانته بقتل شرطي.

ووصفت منظمة العفو الدولية محاكمة محمد بأنها "غير عادلة بشكل كبير"، ويُزعم على نطاق واسع أن الإدانة استندت إلى اعترافات انتُزعت عن طريق التعذيب. ينتمي محمد رمضان إلى الطائفة الشيعية في البحرين التي يقودها السنة، وجاء اعتقاله في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة. كان أحمد يبلغ من العمر أربع سنوات في المرة الأخيرة التي اصطحبه فيها والده من المدرسة.

في العام الماضي، قرأ هاميلتون رسالة من والد أحمد. وقال الشاب البالغ من العمر 11 عامًا: "لقد كنت متحمسًا للغاية. إنه السائق المفضل لديّ على الإطلاق ، وأنا أقود دائمًا مثله في لعبة Real Racing الخاصة بي، لذلك قمت برسم صورة لسيارته من أجله". شاهد والد أحمد الرسم في الأخبار وأخبر ابنه بمدى افتخاره به.

في مؤتمر صحفي مساء الخميس، سُئل هاميلتون عن الرسائل التي تلقاها من البحرينيين الناجين من التعذيب قبل سباق العام الماضي. قال السائق إن الحروف "أثقلت كاهلي كثيرًا"، وأنها كانت "المرة الأولى التي أتلقى فيها رسائل كهذه".

رسم أحمد

يقول هاميلتون إنه التقى بالسفير البريطاني في البحرين وتحدث إلى المسؤولين البحرينيين، مضيفًا أنّه "في الوقت الحالي، كانت الخطوات التي اتخذتها سرية، وأعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك، لذلك لا أريد تعريض أي تقدم للخطر"، مؤكدًا أنه "نعم، هذا هو الموقف الذي نحن فيه الآن،  وأنا ملتزم بالتأكيد بالمساعدة بأي طريقة ممكنة."

وتابع هاميلتون أنّه "فيما يتعلق بما إذا كان الأمر من مسؤولية الفورمولا 1، لا أعرف ما إذا كان يعود إليّ تحديد ذلك ... لكنني لا أعتقد أننا يجب أن نذهب إلى هذه البلدان ونتجاهل ما يحدث في تلك الأماكن، أي الوصول ، وقضاء وقت ممتع ومن ثم المغادرة".

لم ترد سفارة البحرين في لندن على طلب ميدل إيست آي للتعليق.  كما لم ترد ليبرتي ميديا، المالكة للفورمولا 1، على طلب بالتعليق بحلول وقت النشر.

وقالت حكومة البحرين سابقًا إنها "تنتهج سياسة عدم التسامح مطلقًا تجاه سوء المعاملة من أي نوع، وقد وضعت ضمانات معترف بها دوليًا لحقوق الإنسان".

وعند سؤاله عما إذا كان مالكو الفورمولا 1 قلقين بشأن  نشاط لويس هاميلتون المتطور، قال بيرني إيكلستون إنهم "لا يبدون كذلك. لن يكونوا مهتمين إلا إذا كان الأمر صعبًا سياسيًا عليهم وإذا انخفض سعر سهمهم."

وقال بول سكريفن، عضو مجلس اللوردات البريطاني الذي أبدى اهتمامًا خاصًا بالبحرين ، لموقع ميدل إيست آي،  إنه يبدو أن القيادة العليا للفورمولا 1  كانت تُقَدّم الأرباح على أي التزامات أخلاقية.

وهذا يفسر جزئيًا قرار محاولة إشراك هاميلتون. يستعد هو وزملاؤه الناشطون لتسليط الضوء على الشركات الراعية للفورمولا 1 و"جذب المستهلكين مباشرة".

في الوقت الحالي، هناك الكثير من الأمل المُعَلّقة على هاميلتون. قد لا يكون الأمر عبثًا بشكل كلي. يحتاج المراقبون البريطانيون فقط إلى النظر إلى مثال لاعب كرة القدم ماركوس راشفورد لمعرفة ما يمكن أن يحدث عندما يكرس الرياضي نفسه للنشاط السياسي.

ويقول بول جيلروي عن هاميلتون: "لقد فوجئت عندما تناول مسألة ما يجري في البحرين وكنت سعيدًا بذلك"، مضيفًا أنه ""أريد أن أترك الاحتمال مفتوحًا بأنه إذا مورس الضغط الصحيح وإذا أجريت المحادثات الصحيحة، يمكن أن يحدث شيء ما. ليس ضعيفًا كما كان في بداياته؛ وضعه الآن مستقر وبإمكانه تحمل بعض المخاطر".

ويختم غيلروي بالقول: "إذا شارك في تلك المحادثات، من سيكون صاحب الكلمة الفصل؟"

 

النص الأصلي