البلطجة في خدمة وزارة الداخلية داخل سجن جوّ: إحسان الساعاتي نموذجاً

2021-04-30 - 12:20 ص

مرآة البحرين (خاص): فيما تزداد تحركات المعتقلين في سجن "جو" بنشر المعلومات حول حقيقة أوضاعهم وما يعيشونه، يقوم وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة بتشغيل عدد من الجهات لصالحه في هذه المعركة التي يأخذها بشكل شخصي.
يشتغل مع الوزير الآن كامل الجهاز الإعلامي الحكومي من كتاب وصحف، إضافة لمؤسسات "غسل الجرائم"، مثل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وأمانة التظلمات وغيرهما، إلا أنّ الجديد وسط كل ذلك، هو إدخاله تجربة "البلطجة" داخل السجن.
تجربة البلطجة أو استخدام المجرمين داخل السجن، هي وسيلة تستخدمها وزارة الداخلية بين الحين والآخر، وكان آخرها ما جرى مع المعتقل الشيخ زهير عاشور الذي تعرض لمحاولة قتل متعمد على يد سجين جنائي من فئة المجنسين ذي خلفيّة عسكرية كونه جندياً سابقاً في الجيش البحريني.
وفي الفترة الحالية يعاني السجناء في مبنى "23" مشاكل خطيرة مع واحد من هؤلاء، وهو إحسان عبدالمجيد الساعاتي، الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع وزارة الداخلية.
الساعاتي ينحدر من عائلة ضابط سابق معروف بالتعذيب، ولا زال يتمتع بعض أفرادها بنفوذ مع الجهات الرسمية، لكنه كما يقول السجناء "دخل السجن بسبب إجرامه وتوحشه"، فهو محكوم بالسجن لمدة خمس سنين، وذلك بعد قيامه بضرب عائلة داخل إحدى الحدائق، حيث قام بالاعتداء، بالضرب المبرح، على الأم والأب وطفلتهما الصغيرة ما تسبب لهم جميعاً بأضرار جسدية.
ويبدو أن الساعاتي سيحصل على فرصة قريبة للخروج من السجن إذا ما أدّى دوره المرسوم له من قبل ضباط إدارة سجن جوّ.
تؤكد المعلومات، إن الساعاتي يقوم بتهديد السجناء السياسيين في مبنى "23"، فهو يتوعد ويشتم رموز المعارضة كل يوم، يلقي بالكلام البذيء، ويحمّل السجناء والرموز مسؤولية ما آلت إليه البلاد، حيث يستخدم الألفاظ المستفزة جدا مثل: "سأفعل بكم" ويعني بها سوف أعتدي عليكم جنسيًا، و "ببهدلكم"، و"أنا أقدر أتسبّب إليكم". لقد أصبح شخص مفروضًا على السجناء، ولا أحد يعلم ما هي مآلات هذا الاستفزاز الذي يتعرضون له والتهديد اليومي.
بحسب السجناء فإن إحسان الساعاتي، هو الفتى المدلل للضباط، حيث يحصل على امتيازات خاصة له، ويفعل ما يشاء، فهو يحصل على اتصالات مفتوحة، من حيث وقت الاتصال، كما يسمح له القيام باتصالات من داخل مكتب الإدارة، ويتم إخراجه للتشمّس لمدة ساعة يختار هو توقيتها، كما أن لديه لقاءات متكررة خاصة بإدارة السجن.
يرى المعتقلون هناك، إنه أحد العاملين لصالح وزارة الداخلية خارج السجن، لكنه تورط بالاعتداء الصريح على عائلة كاملة بشكل متوحش؛ لذلك تمت معاقبته.
التوتّر بين السجناء والساعاتي وصل لمراحل متقدمة، ويخشى الأهالي من مآلات هذا التوتر. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها سجناء جنائيون بافتعال مشاكل كبيرة، أو تهديد السجناء السياسيين بشكل صريح، وبطريقة تؤكد أن من يقومون بالتهديد هم آمنون تماماً من العقاب.
وتاريخ وزارة الداخلية في استخدام البلطجية والمجرمين ليس جديداً، فقد كانت البلطجة أداتها في مارس/ آذار 2011 لضرب الحركة الاحتجاجية وإنهاء الاعتصام المركزي في دوار اللؤلؤة.
والتقطت كثير من مقاطع الفيديو المصوّرة مشاهد لمدنيين مسلّحين بأسلحة نارية وبالسلاح الأبيض وهم يقتحمون جامعة البحرين للاعتداء على الطلاب الذين كانوا يتظاهرون هناك.
وفي يونيو/ حزيران 2011، وفي حضور ورعاية وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة، أقامت المحافظة الجنوبية حفـل تخريج الدفعة الأولى من مشروع "الحمية"، وهو مشروع ابتكره نجل الوزير عبدالله بن راشد آل خليفة لاستيعاب الميليشيات التي نشأت في شهر مارس/ آذار من ذلك العام، وقال نجل الوزير إنّه استلهم الفكرة أثناء زيارته لمدينة نيويورك الأمريكية.