التعليق السياسي.. البحرين: لهذا السبب لن تتوقف الرحلات من الدول الموبوءة

الرحلات من الدول الموبوءة لن تتوقف .. لمصلحة الشيوخ والتجّار
الرحلات من الدول الموبوءة لن تتوقف .. لمصلحة الشيوخ والتجّار

2021-05-25 - 10:39 ص

مرآة البحرين (خاص): روبرت ميرسر بليونير أمريكي، صاحب نفوذ عميق في المؤسستين السياسية والاقتصادية الأمريكية، يوصف بأنه "الأب المالي والاستراتيجي لليمين الشعبوي في أميركا وأوروبا"وعلى أبوته كان صعود دونالد ترامب للرئاسة.
ذات مرة لخص فلسفته لأحد أصحابه بقوله إنّه يفضّل صحبة القطط على صحبة البشر، سأله زميله كيف ذلك؟، فقال: القط الذي أملكه له فائدة لأنه يمنحني شعورًا جميلاً، بينما بقية البشر لا يفعلون ذلك بالنسبة لي.
منطق (ميرسر) بالنسبة لنا في البحرين، يمثل الإجابة الجارحة، والصريحة جدًا، للسؤال الذي يدور في خلد المواطنين الطيبين في المنامة، والمحرق، والرفاع، والدراز، ومدينة عيسى وكل بلدة بدأت تحفر قبورها: لماذا لا تريد السلطة إيقاف الرحلات الآتية من الهند وباكستان وبنغلاديش؟
في عقل الرجل الذي يمسك بالسلطة، هناك نوعان من البشر أمامه: مفيد، وغير مفيد.
ومن هو الممسك بالسلطة في البحرين؟، هم العائلة الحاكمة وشركاؤها من العوائل التجارية المعدودة على أصابع اليد الواحدة، وأيضًا عوائل محدودة تساعدهما في الإمساك بمفاصل الدولة أمنيا وعسكريا وسياسيا واقتصادياً.
السؤال بحسب منطق هذه الفئات: من الأكثر فائدة، أنت أيها المواطن، أم الموظف الوافد الذي يمسك بحسابات شركة الشيخ أو التاجر؟، من أكثر منفعة لهم الضابط أو الجندي الذي يتم استيراده وتكون مهمته تأمين قصور أبناء الحاكم، وتأمين البنوك، أم أنت أيها المواطن؟
لم توضع الأمثال عبثًا: حين قيل قديماً: كلب الشيخ، شيخ، فالكلب شيخ إذن، والحصان الذي يملكه الشيخ شيخ أيضاً، والعامل الهندي أو الباكستاني أو البنغالي الذي يؤدي وظيفة للشيخ شيخ أيضا أما أنت أيها المواطن المسكين فلست بشيخ.
أنت ببساطة في عقل الشيخ وشريكه التاجر: غير مفيد. هذه هي الإجابة الصحيحة والجارحة للأسف الشديد.
لو كنّا مفيدين أكثر من وجهة نظرهم لتمت حمايتنا كمواطنين من (المتحوّر الهندي) وقبله من (المتحور البريطاني) وقبلهما من رحلات دبي التي منعتها دول أوروبا في وقت ما.
لن تتوقف الرحلات القادمة من البلدان الموبوءة الخمس (الهند، باكستان، بنغلاديش، سيرلانكا، نيبال)، لأنها تأتي بالأشخاص الأكثر فائدة لهم.
نحن في عقل الحكّام الجشعين، لسنا سوى فئة كثيرة الشكوى، مهما تعطيها فلن ترضى، هكذا نحن في عيونهم وعقولهم.
يمكننا أن نسأل بشكل أكثر جرحًا لمن لم يستوعب بعد: هل أنت أفضل لدى الشيخ، أم الحصان الذي اشتراه بخمسة ملايين ووضعه في اسطبل ربما لا تقل كلفته عن مليون دينار، ووظّف له سائساً متخصصًا براتب مرتفع، واشترى له سرجاً يفوق ما جمعته أنت طوال السنين الخمس الماضية؟
بهكذا إجابة، سوف تستطيع فهم سلسلة القرارات الرسمية الخاطئة، التي قوّضت الكثير من جهود الكوادر الطبية الرائعة التي حمت الناس لقرابة عام ونصف.