الغارديان: شركة إسرائيلية تراقب هواتف أكثر من 180 صحفيًا وناشطًا في العالم بما في ذلك السعودية والبحرين

أحد مراكز شركة NSO المسؤولة عن بيع برنامج بيغاسوس للتجسس إلى الحكومات
أحد مراكز شركة NSO المسؤولة عن بيع برنامج بيغاسوس للتجسس إلى الحكومات

2021-07-19 - 7:34 م

مرآة البحرين (خاص):

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية مساء أمس الأحد أن مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية للتكنولوجيا"NSO"  استهدفت محررة في صحيفة الفاينانشيال تايمز وأكثر من 180 محررًا ومراسلًا وصحفيًا استقصائيًا في العالم من خلال برامج المراقبة التي توفرها لزبائنها من الحكومات في أرجاء العالم، ومن بينهم السعودية والبحرين.

وقالت الصحيفة إن رلى خلف، التي أصبحت العام الماضي أول محررة في  تاريخ الفاينانشيال تايمز، كانت هدفًا محتملًا للمراقبة من قبل الشركة في العام 2018.

وأظهر تحليل البيانات المسربة أنه تم اختيار خلف كهدف محتمل من قبل الإمارات العربية المتحدة. وقال متحدث باسم الفاينانشيال تايمز إن "حريات الصحافة أساسية، وأي تدخل أو مراقبة غير شرعيين من قبل أي دولة للصحفيين أمر غير مقبول".

وفقًا للغارديان، يمنح تسلل برنامج بيغاسوس إلى هاتف الضحية زبائن شركة إن إس أو إمكانية الوصول إلى كل المعلومات والبيانات المخزنة على الهاتف. ويمكن لاستهداف الصحفيين أن يكشف عن مصادرهم الخاصة كما يسمح للحكومات، التي تلجأ إلى خدمات الشركة، بقراءة رسائلهم والاطلاع على أسماء وأرقام معارفهم، والاستماع إلى اتصالاتهم وتعقب تحركاتهم وحتى تسجيل محادثاتهم من خلال تشغيل الميكروفون في الهاتف.

ويظهر التحليل المفصل للبيانات المسربة أن حكومات كل من البحرين والسعودية وأذربيجان وهنغاريا والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا، بالإضافة إلى الإمارات، اختارت صحفيين كأهداف محتملة للمراقبة.

ومن غير الممكن الحسم ما إذا كان برنامج بيغاسوس قد اخترق هواتف المراسلين الذين وردت أسماؤهم كأهداف محتملة لحكومات بلادهم، من دون تحليل خبراء شرعيين. وقد وجد مختبر منظمة العفو الدولية، والذي بإمكانه تعقب البرنامج بنجاح، آثارًا للبرنامج على هواتف 15 صحفيًا كانوا قد وافقوا على أن يتم فحص هواتفهم بعد أن وجدوا أرقامهم في لائحة البيانات المسربة.

ومن بين الصحفيين الذين تعرضوا للمراقبة عبر برنامج بيغاسوس سيدارت فارادراجان وبارانجوي جوها تاكورتا من الهند، وعمر راضي من المغرب، وخديجة إسماعيلوفا من أذربيجان، وبرادلي هوب، وهو صحفي امريكي يقيم في لندن، وغريغ كارلستروم، وإدوي بلينيل.

وقال كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، وهو مدير لجنة حماية الصحفيين، إن استخدام برنامج تجسس لاستهداف الصحفيين ومصادرهم أصبح مصدر قلق بالغ لمنظمته.

وأضاف دي لا سيرنا أنّ "لتعريض الصحفيين للمراقبة أثر بالغ، فهواتفنا هي الأساس في مراسلاتنا الصحفية، وهذا يكشف معارف الصحفي ومصادره ومواده للعلن" لافتًا إلى أن "هذه المارقبة تستهدف نشاطات الصحفيين وتعترض سبلهم في مواقف يتعرضون فيها للتهديد".

وأعرب مارتينيز عن وجود حاجة ماسة لدى الدول لتنظيم عمل الشركات التي تستورد تقنيات المراقبة، خاصة تلك حيث الصحفيون على الأرجح في خطر، مشيرًا إلى أنّه "ليس هناك ما يكفي من الضمانات بشأن تصدير البرنامج، وقد تم بيعه بشكل مباشر إلى حكومات ذات سجل مريع في ما يتعلق بحرية الصحافة، وهو أمر من الصعب فهمه".

وتدعي "NSO" الإسرائيلية أن البرنامج مخصص للاستخدام ضد "الإرهابيين والمجرمين"، ويتم استخدامه للتجسس على الهواتف ويقال إنه قادر، دون علم مالكي الهاتف، على استخراج المعلومات من الهاتف مثل الصور والرسائل وتسجيل المكالمات وتشغيل الميكروفون عن بعد.

وقد تم الإبلاغ عن أن 180 صحفيًا من عدد من وسائل الإعلام حول العالم  منها الفاينانشيال تايمز والإيكونوميست، بالإضافة إلى رجال الأعمال ورجال الدين والأكاديميين والموظفين من مختلف المنظمات والهيئات في مختلف الحكومات - بما في ذلك الرؤساء ورؤساء الوزراء والرؤساء، كما تشمل القائمة أفراد عائلة حاكم بلد معين قد يكون قد أصدر تعليمات للمخابرات في بلاده لتتبع أنشطتهم.

وكانت شركة إن إس أو زعمت أنها تبيع البرنامج للاستخدامات الحكومية فقط وتعارض انتهاكات حقوق الإنسان، وأنه ليس بإمكانها الوصول إلى البيانات التي يجمعها زبائنها عبر البرنامج.

وقالت الشركة إن "هذه الاتهامات كاذبة" لافتة إلى أنها ستواصل التحقيق بشأن استخدام منتجات الشركة لأغراض غير تلك المقصودة من إنتاجها، "وستتخذ الخطوات اللازمة عند الضرورة".

وكان تطبيق واتساب  قد رفع في العام 2019 دعوى قضائية ضد مجموعة إن إس أو للتكنولوجيا، واتهمها باستخدام خدمة المراسلة المملوكة من فايسبوك للتجسس على صحافيين وناشطين وسواهم، في عدد من الدول بينها البحرين.

كما كان الدكتور والباحث في مركز"سيتيزن لاب" بيل مارك زاك، ذكر في العام 2018 أنّ المختبر يقوم بتحقيق إضافي لتحديد مكان إرسال الرسائل المشبوهة التي تضمّنت برامج تجسس إلكترونيّة طوّرتها الشركة ذاتها، وقال في تقرير أصدره إنها استهدفت منظمة العفو الدولية وناشطًا سعوديا، كاشفًا بأن البرنامج استخدم في البحرين أيضًا.

وكان مركز أبحاث "سيتيزين لاب" في جامعة تورنتو و"منظمة العفو الدولية" قد أفادا سابقًا بأن البرنامج استخدم لقرصنة هواتف مراسلي الجزيرة وصحافي مغربي. ومن بين ما يرد في القائمة أيضًا رقمان يعودان لامرأتين قريبتين للصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018.