السعودية تُدير الخليج عبر المجالس التنسيقية بعد فشل منظومة عمل مجلس التعاون الخليجي

محمد بن سلمان لدى مغادرته البحرين
محمد بن سلمان لدى مغادرته البحرين

2021-12-11 - 12:45 م

مرآة البحرين (خاص): ليس سرًا أنّ البحرين والإمارات غير راضيتين عن الاندفاعة السعودية للمصالحة مع قطر، ودخولهما كُرها هذا الصلح خلال (قمة العلا) الخليجية التي عقدت في يناير 2021.
انكفاء البحرين بعد مواصلة الإعلام القطري انتقاد السياسات القائمة في المنامة، ودخول الإمارات في علاقات باردة مع قطر، جعل الوضع داخل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي أكثر هشاشة مما سبق.
لذلك تبدو السعودية مندفعة نحو سياسة التعامل المباشر مع كل دولة خليجية على حدة، وهو منهج ربما يسهّل على الرياض إنجاز ما تريده من هيمنة على جوارها القريب. ربما لذلك كله أتت الجولة الخليجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تعمل السعودية الآن بنظام المجالس التنسيقية، مجلس مع كل بلد خليجي تستطيع من خلاله تحديد ما تطلبه وتحديد ما تقدمه لكل دولة على حدة.
يرى المغرّد السعودي المقيم في الولايات المتحدة سلطان العامر، بأنّ "المجالس التنسيقية السعودية مع كل دولة من دول الخليج اعتراف عملي بأن مجلس التعاون الخليجي لم يعد الإطار المؤسسي الرئيسي الناظم للعلاقات بين دول الخليج. فلو كان هذا المجلس كافيا، لما احتيج للمجالس التنسيقية. بمعنى آخر، إنه إعلان فشل للعلاقات الجماعية، واستبدالها بالعلاقات الثنائية".
بحسب المغرد العامر، فإن أقدم مجلس تنسيقي سعودي كان في 1975 مع اليمن. وبعد 40 سنة تم استنساخ فكرة المجالس مع بقية الدول المحيطة بالمملكة: في نوفمبر 2015 المجلس التنسيقي مع مصر، وفي أبريل 2016 مع الأردن، وفي مايو 2016 مع الإمارات، وفي أغسطس 2017 مع العراق، وفي يوليو 2018 مع الكويت، وفي يوليو 2019 مع البحرين، وفي يوليو 2021 مع عمان، وفي أغسطس 2021 مع قطر.

في زيارته الأخيرة لسلطنة عمان، وقّع ولي العهد السعودي 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم متنوعة، بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار، إضافة لافتتاح طريق مباشر بين البلدين يصل طوله لأكثر من 700 كيلو متر.
واليوم اختتم ولي عهد السعودية جولته الخليجية بزيارة الكويت، ورغم عدم إعلان مواقف سياسية واضحة، إلا أن ما يشغل بال الأمير السعودي حاليا ملفان أساسيان، الأول الملف اليمني الغارق فيه، والثاني مآلات التفاوض الأمريكي- الغربي مع إيران حول ملفها النووي.
في البحرين اكتفى محمد بن سلمان بالحديث عن مبلغ خمسة مليارات دولار استثمار من السعودية في مشاريع تنموية إضافة إلى 65 مبادرة عمل قيد التنفيذ.إن أولوية النظام في البحرين في هذه اللحظة هي المال ثم المال ثم المال وبعدها الدعم السياسي، أولوية واحدة لكنها تتكرر، دفعة كل عدة أشهر، بلا فائدة حقيقية للسعودية، يعرف محمد بن سلمان ذلك، لكنه لا يملك خيارا آخر، فالبحرين لن تنجح فيها أية خطة اقتصادية، وبرنامج التوازن المالي فشل. لكن النفوذ السياسي والخضوع هو ما تحتاجه الرياض الآن وغدًا، وهي تدفع مقابل هذا للنظام الباهت الذي يحكم جوارها، باهت لدرجة أن محمد بن سلمان (غصّ) بالكلمات وهو يحاول أن يصف بلطف الوضع البائس للبحرين الآن!