عن أي عجز يتكلم وزير المالية وأسعار النفط عند 116 دولارا؟

وزير المالية سلمان بن خليفة آل خليفة
وزير المالية سلمان بن خليفة آل خليفة

2022-05-31 - 6:09 ص

مرآة البحرين (خاص): عن أي عجز في الموازنة العامة للدولة يتحدث وزير المالية وأسعار النفط تجاوزت السعر الذي قررته الحكومة بأكثر من الضعف؟

ولماذا لا زال  مصرف البحرين المركزي يُصدر سندات حكومية في ظل تضاعف الإيرادات النفطية التي تسجلها البحرين نتيجة الصعود القياسي لأسعار الخام؟

إن التصريحات والإجراءات الرسمية فيما يتعلق بالأوضاع المالية للبلاد لا تتسم بالشفافية، ففي حين يتحدث صندوق النقد الدولي عن تحقيق الدول النفطية وبينها البحرين فوائض مالية، تأتي المواقف الحكومية لتعاكس البيانات.

فقد فاجأ وزير المالية والاقتصاد الوطني سلمان بن خليفة آل خليفة الجميع بالتصريحات التي أدلى بها في منتدى دافوس الاقتصادي عن توقعاته بشأن انخفاض العجز في النصف الأول من العام. 

وقال الوزير إن بلاده تتوقع انخفاضا كبيرا في العجز بالموازنة العامة للنصف الأول من هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار النفط.

فإذا كان الوزير يتحدث عن الحسابات المالية النصفية فإن أسعار النفط منذ مطلع العام كانت تتجاوز السعر المقرر لبرميل النفط في مشروع قانون الموازنة. فقد كان سعر النفط يتراوح حول 70 دولارا للبرميل بينما كان السعر المقرر عند ٥٥ دولارا فقط.

ومع إعلان روسيا عملية عسكرية محدودة في أوكرانيا (فبراير/ شباط) صعدت أسعار النفط صعودا هائلا لتصل إلى 116 دولارا للبرميل. 

وتحتاج البحرين وفقا للبيانات المالية سعر تعادل عند 106 دولارات فقط لتحقيق عجز صفري في الموازنة. ويعني ذلك أن البحرين ستحقق في النصف الأول فوائض مالية وليس انخفاضا في العجز كما يقول الوزير.

وكان صندوق النقد الدولي قد توقع أن ترتفع إيرادات البحرين النفطية بنسبة 39% مع ارتفاع أسعار النفط. وبموجب هذه الأرقام فإن الحكومة ستحقق فوائض لن تقل عن 3 مليارات دينار مع نهاية العام. 

إن الأرقام التصريح الذي قدمه وزير المالية لا يعكس الأوضاع الحقيقية لمالية البلاد ويشير بكل وضوح إلى رغبة حكومية مسبقة في التلاعب بالفوائض المالية وإنفاقها في أوجه سرية أو تحويلها لحسابات كبار العائلة الحاكمة. 

وعلى العكس من تلك البيانات، قام مصرف البحرين المركزي (16 مايو 2022) بإصدار سندات حكومية بقيمة 150 مليون دينار، وهي ديون لمدة 5 سنوات وبفائدة تصل إلى 5.5% سنوية. 

فلماذا تلجأ الحكومة مجددا للاقتراض حتى مع تحقيقها إيرادات مالية إضافية؟ وإلى أين ستذهب هذه الأموال؟

فبينما تتحدث الدول الخليجية النفطية بكل شفافية عن تحقيق فوائض مالية ومن بين تلك الدول عمان (من بين أقل المنتجين للنفط خليجيا)، التي أعلنت أنها حققت فائضا ماليا منذ العام الماضي. 

والغريب أن الملك قد أبلغ التجار أخيرا خلال لقاء رسمي إن البلاد تعافت إقتصاديا، فما هو نوع هذا التعافي إذا كان وزير المالية لا يتكلم سوى عن العجز في زمن طفرة أسعار النفط.