البحرين في مذكرات كوشنير: كيف أُطلِقَت خطة السلام من أجل الازدهار؟

البحرين تستضيف ورشة عمل بعنوان
البحرين تستضيف ورشة عمل بعنوان

جاريد كوشنير - كتاب تغيير التاريخ: مذكرات البيت الأبيض - 2022-09-08 - 4:12 م

ترجمة مرآة البحرين

"في الأسبوع الأول من إطلاقها، كان قد تمّ تنزيل خطة السّلام من أجل الازدهار عبر الإنترنت أكثر من مليون مرة، ما أثار نقاشات ومناظرات في جميع أنحاء المنطقة، وفي العالم بأسره. السلطة الفلسطينية رفضت الخطّة، حتى قبل أن نطلقها، وهو أمر توقعته، وأعلن الرّئيس محمود عباس عن مقاطعة الفلسطينيّين لورشة العمل في البحرين.

في 25 يونيو/حزيران، وصلتُ إلى البحرين للمشاركة في ورشة "السلام من أجل الازدهار" الّتي طال انتظارها. هدفت ورشة العمل إلى زيادة زخم مخطّطنا الاقتصادي من خلال إشراك زعماء العالم وعمالقة الأعمال، الّذين يمتلكون القدرة على الاستثمار في المشاريع المُوصى بها في مخطّطنا.

أردتُ أن أوضح أنّ مخططنا يمكنه التّحول بسرعة إلى حقيقة بمجرد التّوصل إلى اتفاق سلام سياسي. أمضى فريقي أشهرًا يُخَطّط فيها للقمة. وقد نسّقوا التّفاصيل كلّها مع الحكومة البحرينية، كما حوّل ريتشارد أتياس، وهو أسطورة شهيرة في التّسويق، قاعة للرّقص في فندق الفور سيزونز في المنامة إلى مسرح بيضاوي بزاوية 360 درجة.

استقطبت ورشة العمل مجموعة رائعة من المشاركين، الّذين أكّدوا جديّة مخطّطنا، وقابليّته للتّطبيق. شارك فيها المئات من بينهم ولي عهد البحرين الشيخ سلمان، وستيف شوارزمان من مجموعة بلاكستون، ورجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومديرة صندوق النّقد الدّولي كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، وراندال ستيفنسون من شركة آي. تي. آند تي.، وماسايوشي سون من سوف بانك، ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو. بالمجمل، تمّ تمثيل أكثر من 25 دولة بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وقطر والمغرب وروسيا. وقد ترأس وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن  وفد الولايات المتحدة.

وافق البحرينيون على رفع القيود الّتي يفرضونها عادة على تأشيرات الدّخول، وسمحوا لرجال أعمال وبعض الإعلاميين الإسرائيليين بالمشاركة -وهو تطور ملفت، نظرًا لعدم وجود علاقات رسمية بين البحرين وإسرائيل. ومع كلّ تصرّف صغير مماثل، كُنّا نمنح القادة العرب فرصة أخرى لجسّ نبضهم بخصوص التّطبيع.

سعدت وسائل الإعلام بالإشارة إلى مشاركة عدد قليل من رجال الأعمال الفلسطينيّين، لكنّ محمد العبار، الرّئيس التّنفيذي لشركة إعمار، وهي من أكبر شركات التّطوير في المنطقة، عبّر بأسلوب رائع في إحدى المداولات عن رأي الزعماء العرب بالممانعة الفلسطينية: "كلّ شخص منّا فلسطيني في القلب.  فالقضيّة الفلسطينيّة قضيّتنا. بالتّالي، وللأسف، ليسوا حاضرين هنا. وجودهم كان سيُشَكّل أمرًا رائعًا. لكنّي أشعر بأنّني أمثّلهم".  

قد يكون عناد [محمود] عباس أدّى إلى نتائج عكسية في نهاية المطاف. بالنّسبة للمشاركين، بدا أنّ رفضه المشاركة وحظره لمشاركة الفلسطينيّين الآخرين هما قرارين لا جدوى لهما. شكّل المؤتمر الحدث الأبرز في المنطقة على مدى ثلاثة أيام. وحين سأل المراسلون [محمود] عباس عن رأيه به [المؤتمر]، وصف المخطط بأنّه "كذبة كبيرة اخترعها كوشنير وآخرون لخداع العالم". أهانت كلماته الزّعماء المشاركين. والأسوأ من ذلك أنّني تلقّيت لاحقًا تقارير تفيد أنّ السّلطة الفلسطينية سجنت ولاحقت وعذّبت رجال الأعمال الفلسطينيّين القلّة الّذين تحدّوا التّهديدات وشاركوا في المؤتمر. شكّل ذلك عرضًا شديد الإزعاج للانتقام الوحشي لـ [محمود] عباس من شعبه.

بعد عامين، لم يكن بالإمكان تصوّر أنْ يشارك هؤلاء الوزراء العرب مع الإسرائيليّين في مؤتمر هاجمه الفلسطينيّون علنًا. بدأ الحائط المجازي بين العرب والإسرائيليّين يتحلّل شيئًا فشيئًا أمام أعيننا. من خلال هذا المؤتمر، خطت البحرين خطوة شجاعة باتّجاه التّطبيع، وقد تفوّقت الإشادة [بهذه الخطوة] بدرجات على ردود الفعل العنيفة. بدأ زعماء الخليج يُفَكرون كيف يمكن أن تبدو خطوة أكبر -ليس فقط من أجل البحرين، بل من أجل بلادهم". 

  • ص 260-261 من كتاب "Breaking History: A White House Memoir" لجاريد كوشنير، صهر الرّئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب ومستشاره