شيعة البحرين يأملون أن يثير البابا ملف حقوق الإنسان خلال زيارته

الملك حمد يطلع البابا فرانسيس على تصميم كاتدرائية سيدة العرب في البحرين
الملك حمد يطلع البابا فرانسيس على تصميم كاتدرائية سيدة العرب في البحرين

2022-11-02 - 1:16 م

مرآة البحرين (خاص): دعت المعارضة ذات الأغلبية الشيعية ونشطاء حقوق الإنسان في البحرين البابا فرنسيس لإثارة ملف حقوق الإنسان في زيارته الأولى إلى البلاد.

ولفت ديفيد كيني، وهو باحث في منظمة العفو الدولية، إلى أنّ "هناك مشكلة كبيرة لا أحد يتطرق إليها" مضيفًا أن "المفاتيح الأساسية لهذه الزيارة هي التعايش والحوار، والحكومة البحرينية تقمع الحريات السياسية والدينية، الّتي لا يمكن للتعايش والحوار الاستمرار من دونها".

ويرحب زعماء المعارضة الشيعية بالزيارة، غير أنّهم يأملون ألا يتجاهل البابا قضية عقودٍ من الصراع الطائفي.

وأكّدت جمعية الوفاق البحرينية، وهي جمعية شيعية معارضة تم حلّها بأمر من المحكمة، أنّ "شعب البحرين يعاني من الاضطهاد الطائفي والتمييز والتعصب والقمع الحكومي المُمَنهَج".

وردًا على سؤال عمّا إذا كان سيثير المخاوف بشأن حقوق الإنسان خلال الزيارة، أشار المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إلى دعوات فرانسيس المتكررة للحرية الدينية والحوار بين الأديان.

وقال بروني للصحفيين في الفاتيكان إنّ "موقف الكرسي الرسولي والبابا فيما يتعلق بالحرية الدينية واضح ومعروف"، ورفض الحديث عما إذا كان البابا فرنسيس سيتطرق إلى معاملة الحكومة البحرينية للطائفة الشيعية بأي شكل من الأشكال.

وقال الأسقف بول هيندر، وهو النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية، إن المنافسة مع دول الخليج العربية الأخرى دفعت على الأرجح عائلة آل خليفة المالكة، التي حكمت البحرين منذ أواخر القرن الثامن عشر، إلى دعوة البابا فرنسيس إلى البلاد، ولفت إلى أنّه يتوقع أن يثير البابا أي قضايا "إشكالية" تتعلق بالشيعة في البحرين، ولكن "في الكواليس" وليس بالضرورة في التصريحات العامة، وصرّح هيندر: "إنني أعرف طبيعة هذا الجزء من العالم قليلًا. إنهم لا يحبون النقد الصريح."

وصرّح جواد فيروز، وهو رئيس منظمة سلام البحرين للديمقراطية وحقوق الإنسان، أنّ الحكومة البحرينية تمارس "اضطهادًا دينيًا ملموسًا" وتمييزًا بين البحرينيين. وأشار النائب السابق الذي يقيم في المنفى في أوروبا إلى اعتقال ونفي شخصيات دينية بارزة - بالإضافة إلى اعتقال مئات آخرين.

وقال فيروز إنه "نرى أن الأجواء في البحرين غير مناسبة لاستضافة تجمع بين الأديان"، مضيفًا أن الدولة تتّبع "حملة ممنهجة تتعارض مع هذه المبادئ".

وأشار سايمون مابون، الأستاذ الذي يدرس الشرق الأوسط في جامعة لانكستر في المملكة المتحدة، إلى أنّ السياسات الحكومية لا تزال تدفع شيعة البحرين بشكل غير متناسب إلى القرى الفرعية وتُقَلّل من أهمية تاريخهم، كما أن وسائل الإعلام في البلاد لا تزال مُكممة الأفواه بشدة في حين تمّ إبطال بطاقات الصحافة الخاصة بالصحفيين الناقدين، والّتي كانت تصدرها الحكومة.

ولفت مابون إلى أن "ذلك تم ببراعة ودقة. هذا ماكر".

وقال نوري توركل، رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، إنه يود أن يرى البابا فرنسيس يثير مع الحكومة البحرينية بعض القضايا التي قد تجعلها "غير مريحة"، مثل المخاوف بشأن معاملة الأغلبية الشيعية.

ولفت توركل إلى أن "البلاد بشكل عام متسامحة تمامًا مع سكانها المسيحيين، ويجب ألا تُعَتّم زيارة البابا على هذا التمييز المنهجي ضد المسلمين الشيعة".

تجدر الإشارة إلى أنّ جماعات حقوق الإنسان البحرينية، التي تقيم جميعها تقريبًا في المنفى وسط حملة قمع استمرت لسنوات ضد المعارضين، تنتقد النظام الملكي علنًا.