د. هاشم العلوي شهيد جبهة التحرير الوطني البحرانية "سامحنا"

إيمان شويطر لدى لقائها رئيس الوزراء ولي العهد: تشرفت بلقائه
إيمان شويطر لدى لقائها رئيس الوزراء ولي العهد: تشرفت بلقائه

2022-12-25 - 5:04 ص

مرآة البحرين (خاص): لابد أن إيمان شويطر النائبة الحالية في "كتلة تقدم" وعضو اللجنة المركزية في جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي تملك قلباً كبيراً غير القلب الذي نعرفه عند الناس العاديين. لقد تجاوزت مأساة قتل زوجها في السجن تحت التعذيب الشهيد د. هاشم العلوي إلى حد أنها حين وضعت يدها بيد حفيد أخ قاتله قالت إنها "تشرفت بلقائه".

في الصورة التي تجمعهما معاً هي والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الحكومة ولي العهد والتي قامت بنشرها بنفسها على حسابها تبدو الأدوار معكوسة إلى حد مخيف. أفرجت عن ابتسامة عريضة تكاد تسمع صدى موسيقى "انطلاقة أفراحي" للفنان مجيد مرهون بين أساريرها؛ أما هو فقد قابلها بتكشيرة ممتقعة كما لو أنه وعائلته من جرى اقتراف الجريمة بحقهم في صيف العام 1986.  

وقد كتَبتْ "تشرفت اليوم بالسلام على سمو الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في زيارته الميمونة لمجلس النواب حيث أكد على مسألة التعاون مع السلطة التشريعية لتحقيق مصالح الوطن والمواطن في برنامج عمل الحكومة" على حد ما جاء في تغريدة لها.

لقد قتل زوجها في السجن على يد الجلاد عادل فليفل عقيد الأمن المتقاعد واليد الضاربة  لرئيس الحكومة السابق الذي يتحالف تنظيمها اليساري حاليا مع جمعية سلفية قام بإنشائها "الصف الإسلامي" وسُلّمت وأولادها شهادة وفاة زائفة تقول "إنه انتحر" كما صرحت في مقابلة سابقة مع "بي بي سي" العام 2016. 

قالت في هذه المقابلة إن "فقدان زوجي هاشم العلوي الذي قتل في السجن سيبقى تأثيره معي الى الأبد". ومع ذلك فحين ترشحت إلى المجلس النيابي في انتخابات العام 2022 التي قاطعتها المعارضة كانت أولى الملاحظات التي سجلها المدوّنون على مواقع التواصل الاجتماعي هو أنها كانت تتجنب الإشارة من قريب أو بعيد إلى أنها زوجة شهيد يساريّ قتل في السجن والذي هو في الحقيقة بطل من أبطال بلادنا يستحق الاحتفاء به كأيقونة لا "الاستعار" منه.

لقد روى أحد رفاق زوجها في السجن وهو إبراهيم القصاب أحد الشهود الذين تمكنوا من استراق نظرات على أهوال التعذيب الذي لقيه قبل يوم من استشهاده بسبب أنه كان يُحتجز في زنزانة مجاورة (روى) قصة عن عريف شرطة لم يستطع كتم التأثر ومغالبة دموعه حين راح يدلّك جسم الشهيد لإعادة الوعي له بعد أن أغمي عليه إثر وجبة تعذيب وحشية. إن مثلها كان من المنتظر أن تصبح "سفيرة نوايا حسنة" لكل من قتلوا في السجون بنفس هذه الطريقة القاسية وإحدى داعيات الانتصاف إلى ضحايا التعذيب لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.

لكن العكس هو ما نشاهده في الحقيقة. إن إيمان شويطر اليوم هي ثالث ثلاثة في فريق "كتلة تقدّم" التي وقع عميدها عبدالنبي سلمان مؤخراً على بيان يستنكر الدعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في البحرين الذين يقبعون في السجون للأسباب نفسها التي سجن بسببها زوجها الشهيد.

لقد حدثنا علم النفس التطوّري عن "متلازمة ستوكهولم" التي تصيب الضحية حين تؤثر فيها الصدمة القوية الكاسحة تأثيراً عكسياً تصل عبرها إلى مستوى تتعاطف فيه مع جلادها إلى حدّ إظهار رغبة شديدة في التسامح معه والتعاون وأحياناً حتى: الولاء. أما في البحرين فيصوّر الشيوعيون القدماء "متلازمة ستكهولم" لنا على أنها فن من فنون الممكن والمناورة السياسية التي لا يجب أن نتوقع منها القلب والمشاعر بل المكر وحده ولا شيء غير المكر والتقلّبات.

اصفح عن قاتلك كي تكون سياسياً مرناً. قم بالوظائف التي يتوقعها منك على أكمل وجه وقل إن وراء ذلك تكتيك كي تصبح "كتلة تقدم"!