أوراق 2022: وفاة سعيد الحمد ومحمد الشروقي أبرز وجهين إعلاميين ارتبط اسمهما بالتحريض الطائفي وخطاب الكراهية

سعيد الحمد
سعيد الحمد

2022-12-31 - 6:55 م

مرآة البحرين (خاص): في العام 2022 فارق الحياة إثنان من إعلاميي السلطة الذين نشطوا في قطاع التحريض والازدراء الطائفي ومهاجمة المعارضة والعمل على شيطنتها وتشويهها.
ففي 21 يونيو 2022 تم الإعلان عن وفاة سعيد الحمد مسؤول صفحة الرأي في صحيفة "الأيام" وأحد إعلاميي السلطة إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به.
وفي 27 أكتوبر من نفس العام سقط المذيع السابق محمد الشروقي مغشيا عليه في أحد مقاهي المحروق وفارق الحياة.
توفي الحمد عن عمر يناهز 74 عامًا، بينما توفي الشروقي عن عمر يناهز 52 عامًا.
ولد سعيد الحمد في المحرق في العام 1948، وعمل في الإذاعة البحرينية مذيعا، وبالإضافة لعمله مذيعا كان منذ التسعينات في القرن الماضي يعمل في صحيفة الأيام مسؤولًا لصفحة الرأي، وله عمود يومي تحت عنوان "أبعاد".
لطالما كان سعيد الحمد مجرد كاتب مقال عادي. وظيفته انتظار مقالات كتّاب صحيفة "الأيام" لتصله عبر الفاكس أو الايميل، يحملها لقسم الصف والإخراج، وينتظرها كرقيب مؤتمن على سقف الحرية، يُمهرها بتوقيعه ثم يعود لمنزله. هكذا هي الحكاية اليومية لمسيرته الصحافية، لا تجد له سبقا صحافيا، ولا حوارا استثنائيا، ولا مقالًا متقناً.
بعد دخول القوات الخليجية البحرين في مارس 2011 وقمعها الوحشي للمطالبين بالحرية والديمقراطية، قام بتقديم برنامج تحريضي مناهض للحركة الشعبية باسم "حوار مفتوح مع سعيد الحمد"، وقد حصل على دعم مباشر من فواز آل خليفة وزير الإعلام السابق، وكذلك من مستشار الملك الإعلامي ومالك صحيفة الأيام نبيل الحمر.
قام عبر برنامجه بعرض اعترافات قسرية صوّرت في أروقة وزارة الداخلية للطالبة آيات القرمزي، وهاجم الدكتور علي العكري، والدكتور غسان ضيف، وكذلك استهدف رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان المحفوظ الذي قُتل ابن عمّ له بعد فترة من مهاجمته في برنامجه، كما حرض على عدد من الكتاب والإعلاميين الذين دعموا الحراك الديمقراطي مثل: الدكتور علي الديري، عادل مرزوق، جواد عبدالوهاب، عباس أبوصفوان، إضافة إلى التحريض على إغلاق صحيفة الوسط المستقلّة مرارا.
في العام 2015 تحطمت آماله عندما انتهت حكاياته الواشية عن زملاء المهنة، وذلك حين دخلت البحرين في خطة تقشف اقتصادي كان من نتائجها إغلاق "قناة الاتحاد" التي كانت تبث برنامجا له من إحدى غرف وزارة الإعلام، وإعادته لمكتبه في مقر صحيفة "الأيام".
خلال العام 2017، رصد منتدى البحرين لحقوق الانسان 229 مادة إعلامية ورسائل تحرض أو تساعد في التحريض على كراهية الطائفة الشيعية في البحرين، للإعلامي سعيد الحمد، وذلك من خلال متابعة ما ينشره من مقالات صحفية في جريدة "الأيام" أو عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أما في العام 2018 فكانت حصة الحمد 35 مادة تحرض على الكراهية.
وانتهت قصة سعيد الحمد يوم الثلاثاء 21 يونيو 2022، بعدما تم الإعلان عن وفاته بعد إصابته بأزمة قلبية حادة.
أما محمد الشروقي المولود في المحرق في العام 1970، فقد عمل في إذاعة البحرين مذيعا لسنوات طويلة، وفي أحداث العام 2011 عمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما عمل مذيعا في قناة "صفا" المعروفة بالطائفية فدأب على التحريض والبذاءة ضد الشيعة والمعارضة ونشطائها، ووصل به الحال إلى التحريض على قطاع شبابي في جمعية تجمع الوحدة الوطنية الموالية أصلاً، واتهامهم بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي ضمن حركة سمّاها هو "حركة 30 ديسمبر".
وفي خضم الخلاف الذي نشب بين وزير الديوان الملكي ورئيس الوزراء السابق خليفة بن سلمان، على إثر محاولة الديوان محاكمة إبراهيم الدوسري أحد مساعدي رئيس الوزراء، تم اعتقال محمد الشروقي وآخرين بتهمة إدارة حساب "نائب تائب" الذي كان يعمل على انتقاد رئيس الوزراء وبعض المحسوبين عليه. وقد تم الإفراج عن الشروقي ومن معه ولم تتم محاكمتهم.
وفتح الشروقي معارك لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، وأصبح أحد أدوات مهاجمة التيارات الإسلامية، وفي العام 2016 تعرض للفكر السلفي فتم رفع قضية عليه من قبل المحامي السعودي عثمان العتيبي أمام محاكم البحرين، كما فتح معركة إعلامية ضد جماعة الإخوان المسلمين في البحرين، وتعرض لهم بشكل دائم، وقد صدر ضده حكم بالسجن لمدة 3 أشهر بعد إدانته بسب النائب السابق الإخواني محمد خالد، لكنه لم يدخل لسجن لدفعه كفالة وقف تنفيذ الحكم، وفي العام 2019 أصدرت محكمة مدنية حكما بتغريمه مبلغ ألفي دينار لإهانته محمد خالد.
كما شارك الشروقي في حملات إعلامية ضد قطر أثناء الأزمة التي اندلعت بينها وبين ثلاث دول خليجية إضافة إلى مصر.