افضحوهم كي لا يبقى بيننا صهيوني

إيتان نائيه سفير إسرائيل في البحرين وتبدو إلى جانبه الممثلة شيماء سبت - 7 أكتوبر 2022
إيتان نائيه سفير إسرائيل في البحرين وتبدو إلى جانبه الممثلة شيماء سبت - 7 أكتوبر 2022

2023-10-27 - 6:41 م

مرآة البحرين (خاص): على مدى السنوات الثلاث الماضية حاولت السلطة بشتى الطرق إيصال التطبيع إلى المستوى الشعبي، عبر الإغراءات أحياناً والضغوط أحياناً أخرى. كان يتفاجأ موظفو وزارات حكومية بتواجد شخصيات إسرائيلية في مبانيهم، فيما كان يتم تحذير آخرين من فقدان مناصبهم في حال عدم التطبيع مع المسؤولين الإسرائيليين.

لكن الحملة الوحشية التي شنتها إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين تسببت بموجة غضب شعبية عارمة جرفت المطبعين، من الفاعلين اجتماعياً، أو الذين يرغبون بلعب دور اجتماعي. هكذا قرأنا بيان (اعتذار) مجلس الدوي في المحرق.

بالطبع فإن المجلس الذي احتضن فعاليات تطبيعية، وجلب كعكة السلام المزعوم وقام بتقطعيها احتفالاً وابتهاجاً، لم يكن ليؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني لا بالأمس ولا اليوم، لكنه وقع الدم والمجازر الذي يجبر هؤلاء على الانحناء أمام العاصفة.

والأمر نفسه حصل مع عائلة الجنيد التي تبرأت من ابنها شاهين، الذي ظهر في فيديو استفزازي يدين فيه المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب. عائلة الجنيد هنا مثل عائلة الدوي، لم تتحرك مشاعرها تجاه فلسطين طوال سنوات التطبيع الماضية وهي ترى بأم العين ابنها ينحاز إلى الصهاينة ويتملقهم في كل مناسبة سانحة، ولم تحرك مشاعرها هرولة عبدالله الجنيد للتطبيع مع الكيان إعلامياً وسياسياً قبل تطبيع الدولة نفسها، لكنها خرجت عن صمتها اليوم لأنه بات مكلفاً على المستوى الاجتماعي وأبعد من ذلك، خصوصاً مع حملات المقاطعة التجارية القوية وغير المسبوقة من قبل المواطنين تجاه كل من يثبت دعمه للكيان بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

توضح شيماء سبت، المطبعة التي كانت تتفاخر بالرقص إلى جانب السفير الإسرائيلي، في منشور لها عبر حسابها على انستغرام (18 أكتوبر 2023) الأزمة التي يعانون منها من هم على شاكلتها حيث تقول "في بداية هجوم حماس على إسرائيل تعاطفنا مع الإسرائيليين المدنيين ورفضنا الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حماس ضد الأبرياء. لكن ما يحدث اليوم للشعب الفلسطيني لم يعد ردّاً من إسرائيل على هجوم حماس، بل تحوّل إلى إبادة جماعية لأهل غزّة".

تلخص سبت معضلة المطبعين في البحرين، هم كانوا مع إسرائيل ابتداءً لكن المجازر وحمامات الدم بحق الأطفال والنساء الذين شكلوا 67٪ من إجمالي الشهداء في غزة وفق أرقام رسمية، كانت أكثر من قدرتهم على الاحتمال، فقرروا الدعاء لغزة وتصنّع التضامن مع الشعب الفلسطيني.

إن من واجبنا اليوم كبحرينيين أن نواصل إعلان تضامننا الواضح والصريح مع الشعب الفلسطيني بنشر وإعادة نشر فظائع الاحتلال وجرائمه، كما من واجبنا أيضاً الاستمرار في فضح المطبعين والمتآمرين كي لا يشعر أي بحريني صهيوني أن بإمكانه العيش بيننا، يزورنا ويشارك في الفعاليات الاجتماعية وكأن شيئاً لم يكن.

إن هؤلاء الذين قرروا الصعود على أشلاء وجماجم الفلسطينيين لا مكان لهم بيننا. إن مسؤوليتنا الأخلاقية تحتّم علينا أن لا ننسى ذلك وأن نستمر في فضحهم كما نفضح جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وإن هذه الخطوة ضرورة ملحّة كي لا تسوّل لأحد نفسه مستقبلاً أن يسير في هذه الطريق المنبوذ شعبياً بحثاً عن حفنة من الأموال أو بعض المغريات المادية مقابل إعطاء الشرعية لخطوة استفزازية قررتها العائلة التي لم تعد تملك أي شرعية شعبية.