صحوة مُشير البحرين الفلسطينية.. حقيقة أم تبادل أدوار؟
2023-11-30 - 11:07 م
مرآة البحرين (خاص): القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير خليفة بن أحمد آل خليفة وفي كلمة له في حفل تكريم الوحدات الحائزة على المراكز الأولى في اختبارات الجاهزية القتالية والإدارية لعام 2023، يؤكد أنّ الأمة العربية والإسلامية مستهدفة في أوطانها وشعوبها وفي خيرات أراضيها وفي كل مجال حتى في دينها.
يقول المشير إنّه بعد ما حصل في غزة، أي شيء ممكن أن يحصل، فما حصل للأطفال والنساء في غزة هو مأساة، وهي مرّت دون عقاب.
ظاهريا، يظن المراقب أنه أمام تناقض واضح بين تصريح المشير وبين خطاب رئيس الحكومة ولي العهد، وذهاب كل الدولة لمسار التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي بدون فرامل وبدون عودة.
وربما يسأل سائل: هل يمكن أن نفهم أن هناك نوعا من التضارب والتناقض بين خطاب ولي العهد رئيس الحكومة مع المشير؟ أو هناك عدم انسجام بين المؤسسة السياسية وبين المؤسسة العسكرية. ثم هل يحمل تصريح المشير مؤشرا نحو عقيدة معادية أو ناقدة لاسرائيل؟.
أم هو نوع من لعب الأدوار، خطاب ولي العهد موجّه للغربيين والإسرائيليين، بينما تصريح المشير موجه لداخل الجيش من جهة، ولشارع الموالاة الناقم على إسرائيل من جهة ثانية؟
هل يعقل أن يتمنى المشير محاكمة اسرائيل دوليا على جرائمها بحق أهل غزة، بينما هو في شهر فبراير الماضي فقط استقبل وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس والوفد المرافق له، وتلاه لقاء في مارس الماضي في مقر قيادة الجيش حيث استقبل المشير خليفة بن أحمد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي والوفد المرافق له؟ وبينما تستضيف البحرين مكتبا رسميا للموساد الاسرائيلي حسب تصريح رسمي لوكيل وزارة الخارجية البحريني في مؤتمر ميونخ للأمن، وبينما يتواجد ضابط ارتباط اسرائيلي مقيم في البحرين، مع وجود سفارة اسرائيلية وسفير للكيان المجرم؟
خطاب المشير هو جزء من سياسة الحكم التي وصفتها وكالة رويترز بأنه "تعامل مع الرأي العام" المطالب بإلغاء اتفاقية التطبيع وطرد السفير الصهيوني من البلاد، وفي الوقت نفسه تنقل الوكالة عن ستة مصادر موثوقة لديها أن "البحرين لن تتخلى عن علاقاتها مع إسرائيل".
إن علاقة النظام مع الكيان المحتل هي تذكرة رحلة دون عودة، ولذلك تجد المشير في تصريح أمس يقول بعد أن تحدث عن الجرائم بحق أهل غزة، يستنتج بالقول "يجب أن تكون قويا ومستعدا، ومن لا يكون جزءا من منظومة متكاملة لا يستطيع حتى أن يعيش"،وهنا نسأل: لأي منظومة تنتمي حكومة البحرين وجيشها؟ أليست هي ذات المنظومة التي تصنّف اليوم بأنها منظومة المطبعين الموالية لإسرائيل؟ أليست هي الدول التي تحمي كيان الاحتلال مع الصواريخ اليمنية وغيرها؟ أليست البحرين هي المستضيفة لقاعدة الأسطول الخامس التي قال عنها المتحدث بالجيش الإسرائيلي إنها من أفضل النقاط التي تزود كيان الاحتلال بالمعلومات الاستخباراتية.
ربما يمكن القول إنه لكل ما سبق فإن تصريح المشير لا يذهب بعيدا ولا يتناقض مع رئيسه ولي العهد رئيس الحكومة، إنه مجرد تبادل أدوار، وممارسة للنفاق والمراوغة السياسية بشكل فج ومكشوف لا يمكن أن يمر على شعب البحرين الذي يطالب بإلغاء التطبيع مع كيان الاحتلال وطرد سفيره وإغلاق السفارة الصهيونية إلى الأبد.
- 2024-11-30 “احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي
- 2024-11-29رسول الجشي.. المشكوك في كونه بعثياً
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟