حصاد البحرين 2023: العلاقات لا زالت باردة بين المنامة والدوحة

أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مستقبلاً ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في الدوحة - 5 ديسمبر 2023
أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مستقبلاً ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في الدوحة - 5 ديسمبر 2023

2023-12-30 - 7:25 م

مرآة البحرين (خاص): لم يكن يتوقع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أن مهمة تطبيع العلاقات مع أقرب دولة لبلاده، تربطه بها علاقات تاريخية ونسب، أن تستغرق ما يقرب من ثلاثة أعوام، يتعرض خلالها لإذلال لم يسبق له مثيل، لكن هذا ما حدث.

فبعد توقيع اتفاق العلا في 2021، ظنت البحرين أنها طوت صفحة العلاقات المتوترة مع قطر، لتكتشف أن الدوحة غير مستعجلة بتاتاً في تطبيع العلاقات مع أصغر دول الخليج حجماً، بل على العكس من ذلك، عمدت السلطات القطرية إلى تجاهل البحرين وكأنها غير موجودة.

واستمرت الرغبة من جانب البحرين لا تقابلها رغبة قطرية بفعل الأمر نفسه، وقد تعب وزير الخارجية عبداللطيف الزياني من توجيه النداءات في الإعلام إلى ضرورة الجلوس على طاولة مفاوضات لحلحلة الأمور العالقة بين البلدين.

بعد حوالي عام ونصف وتحديداً في يوليو 2022 استغل ملك البحرين حضوره القمة الخليجية التي جمعت الحكام بالرئيس الأمريكي في جدّة، ليقوم بزيارة مفاجئة إلى مقر إقامة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كان يتمنى أن تؤدي إلى إنهاء القطيعة، علّ وعسى تحصل البحرين على بعض المنافع المادية المتوقعة من تنظيم قطر لكأس العالم أواخر عام 2022.

جلس الملك لدى مضيفه القطري وكان بيده فنجان القهوة العربية، ظاناً أن الأمر انتهى. سارعت بعد ذلك الصحف البحرينية لنشر الصورة والخبر في منتصف الليل، لكن المفاجأة كانت في تجاهل الإعلام القطري الرسمي وغير الرسمي للقاء، وكأنه لم يحصل.

وصلت الرسالة للبحرين، إن قطر غير مستعدّة لإلقاء طوق النجاة للبحرين الآن. وهكذا بعد أسابيع من اللقاء أعلنت قطر أنها توصلت لاتفاق مع دول الخليج على استقبالها 180 رحلة جوية يومياً خلال فترة كأس العالم، كما عملت السعودية على تهيئة المنطقة الشرقية وبناها التحتية لاستقبال الراغبين بحضور بطولة كأس العالم عبر الحدود البرية.

بقيت البحرين معزولة تماماً عن قطر، وانقضى العام 2022 دون إحداث أي خرق حقيقي سوى بعض الاجتماعات التي احتضنها مبنى مجلس التعاون الخليجي في الرياض على مستوى وزراء الخارجية.

وفي العام 2023 واصلت البحرين مساعيها، التي توجت في نهاية العام، بتوجه ملك البحرين لقطر ومصافحته ومعانقته أميرها والجلوس إلى جانبه للمشاركة في القمة الخليجية المنعقدة في الدوحة، لكن حتى الآن ليس واضحاً إن كانت تلك الزيارة أتت بعد تنفيذ البحرين ما هو مطلوب منها، أم أنها تمّت ضمن حدود البروتوكولات القطرية لاستضافة قمة مجلس التعاون الخليجي.