يسقط حمد

2013-02-12 - 12:13 م


يسقط حمد: هتاف راج استخدامه بكثرة مع انطلاق شرارة 14 فبراير/ شباط، ويمثل انتقالاً على مستوى الشعارات التي ترفعها المعارضة بعد أن كان الهتاف الأكثر رواجاً قبل ذلك، هو «تنحَّ يا خليفة» في إشارة إلى رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة.

ومنذ اندلاع أحداث العام 2011، جرى طرح هذا الشعار، كما ابتكرت له نغمة مصاحبة «تن تن تتن»، وهو بمثابة دعوة صريحة إلى سقوط الملك الذي يحكم منذ العام 1998. فيما يعدّ ذلك، دلالة على اليأس من حصول أية إصلاحات جوهريّة في عهده، وتحميله شخصياً مسئولية الانتهاكات.

وعلى الرغم من أن هذا الشعار يمثل نقطة خلاف على مستوى النخب في جمعيات المعارضة المرخصة، وتلك التي توصف بـ«الراديكالية»، حيث تمتنع الأولى عن تضمينه في أدبيّاتها، إلا أنه شعار يلقى رواجاً ساحقاً عند جمهور كل من الطرفين، سواء بسواء. وغالباً ما يجري رفعه من قبل جمهور الجمعيات المرخّصة، في الفعاليات التي تنظمها، على الرغم من تنبيهها في أكثر مرّة من أنها لا تتبناه. ففي بيان لها عقب مسيرة نظمتها (10 سبتمبر/ أيلول 2011) صرّحت «الوفاق»: «شعارنا إصلاح النظام ونرفض شعار يسقط حمد».

ويمثل طرح هذا الشعار بداية ترسيم مرحلة جديدة يجري فيها طرح مطلب «إسقاط النظام»، ورموزه، بمن فيهم الملك، من جانب بعض فرقاء المعارضة، وهي «حق» و«الوفاء» و«أمل» و«الأحرار» و«الائتلاف» و«خلاص»، بعد أن تمّ سحب هذا الشعار منذ مطلع الألفينات من كافة فرقاء المعارضة، بمن فيها تلك التنظيمات التي تبنته في وقت سابق، في خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

ويجري سجال كثير بين فريقي المعارضة، على خلفيّة طرح هذا الشعار، وتبنّيه. ففيما يتحفظ عليه الأول انطلاقاً من أنه لا يعبّر عن جوهر مطالبه المتمثلة في «الملكية الدستورية»، يرى الفريق الثاني أنه غير معنى بهذا التحفظ، فهو على العكس، يعبّر عن جوهر مطالبه، وهي «إسقاط النظام».

ومنذ رفع شعار «يسقط حمد» قلّ استخدام الشعار الآخر «تنحّ يا خليفة»، رغم تبنّيه من قبل فريقي المعارضة. لكنّ الشعار لمّا يزل رائجاً. ويمكن أن يعدّ ذلك دلالة على الانتقال إلى مرحلة أخرى، صارت تلقى فيها المسئولية على الملك نفسه، رأس النظام، بعد أن كانت تتم المداورة عليه بتحميلها لرئيس الوزراء. ومن أبرز الشعارات التي ترافق طرح الشعار الأخير «عبدالهادي نعيفه؟/ هيهات يا خليفة» في إشارة إلى الحقوقي عبدالهادي الخواجة الذي دعا على رئيس الوزراء بالموت، وكذلك «أياديك الخبيثة/ تنحّ يا خليفة». وهو انتقال لا يمكن فهمه من دون وضع حدث ضخم مثل 14 فبراير/ شباط، في السياق التحليلي، والتأثيرات التي تركها على الصورة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus