القمع البحريني يسبب ضغوطاً على الدبلوماسية الأمريكية

2011-05-23 - 10:44 ص

جاكي نورثام - لإذاعة الوطنية الأمريكية إن. بي. آر.

ترجمة: مرآة البحرين

عندما عمت الاضطرابات الشعبية تونس ومصر وليبيا رمى الرئيس أوباما بثقله وراءها داعماً إياها بشكل مفتوح لا مواربة فيه، وعازفاً بأعلى صوته على نغم التلازم الثنائي بين قيمتي الديمقراطية والحرية.

لكن موقفه اختلف عندما وصلت الاحتجاجات إلى البحرين. كان المتظاهرون المنتمون في غالبيتهم للأكثرية الشيعية يطالبون بإصلاحات من الحكم الذي ينتمي للأقلية السنية. و سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى فضيحة فقتل العشرات وجرح المئات وأرسلت الجارة السعودية قرابة الألف من قواتها للمساعدة على قمع التظاهرات.  ومنذ ذلك الحين والبحرين تعيش في جو من الرعب حسب ما أفاد برايان دولي الناشط في منظمة "حقوق الإنسان أولاً" (مقرها في نيويورك و واشنطون) والعائد تواً من رحلة تقصي في البحرين.  وأضاف دولي أن المشاركين في الاحتجاجات هم الآن عرضة  للاعتقال العشوائي و للزج في السجون لمدد تصل أحياناً إلى عدة شهور. ويقول دولي عن طريقة الاعتقالات : “عادة ما تعصب عيني المعتقل طوال الوقت، ويتم الاعتداء عليه بالضرب ويضرب رأسه بالجدار كما تكال له الإهانات. ثم يأتي دور التعذيب، وقد تم تقييد وتعليق الكثيرين من أيديهم وأرجلهم لمدد متطاولة".


ويقول جيمس راسل الأستاذ المساعد لشئون الأمن الوطني في كلية البحرية الأمريكية للدارسات العليا إنه في بداية الانتفاضة كانت الولايات المتحدة تحث الجانبين على الدخول في حوار. ولكن بعد الحملة القمعية والتدخل السعودي فإن واشنطون التزمت الصمت، فالبحرين – كما يقول راسل – تعد حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة وفيها مقر أسطول البحرية الخامس، وطالما غلبت ورقة المصالح الأمنية للولايات المتحدة على حساب الدفاع عن الديمقراطية في البحرين ودول الخليج الأخرى. ويضيف راسل: "كانت لهذه القواعد والتسهيلات الممنوحة للولايات المتحدة في هذه الدول دور حاسم في قدرة الولايات المتحدة على بسط الأمن والاستقرار الإقليمي في الخليج الذي يخرج منه للعالم ما يقارب الخمسة عشر أو الستة عشر مليون برميل من النفط – وربما أكثر من ذلك – يومياً”.


كما أن الولايات المتحدة مجبرة على أخذ وجهة النظر السعودية فيما يتعلق بالبحرين في حسبانها. فالسعوديون يدعون أن إيران الشيعية قد ساعدت على إذكاء الانتفاضة البحرينية، وهم يخشون من امتدادها إلى المنطقة الشرقية من السعودية حيث يتركز قطاع كبير من السكان الشيعة وحيث تقع معظم آبار النفط السعودية.  وبينما تم إخفات الانتقادات العلنية لسياسة الحكم البحريني تجاه الانتفاضة كانت الدبلوماسية الأمريكية تعمل من وراء الكواليس لإقناع الحكومة البحرينية بالعمل على  إيجاد تسوية سياسية مع المعارضة ولكن دون جدوى.


وأخيراً، ومن خلال خطابه الشامل الأخير عن الشرق الأوسط أرسل أوباما رسالة لا لبس فيها إلى الحكومة البحرينية، قائلاً فيها أن الطريق الوحيد للمضي قدماً هو أن تدخل الحكومة والمعارضة في حوار بينهما، منبهاً الحكومة البحرينية قبل ذلك أنه "لا يمكن الدخول في حوار حقيقي بينما يقبع جزء من المعارضة السلمية في السجون".


لكن ستيفن كوك كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية  (The Council for Foreign Relations) يقول إنه ليس واضحاً أبداً قدر التأثير الذي سيحدثه تحذير أوباما الأخير لدى قادة البحرين، و يضيف: “هؤلاء يخوضون الآن معركة بقائهم، وبالتالي فلن تكون الاستجابة لشجب كهذا في أولوية أجندتهم حتى لو جاء هذا الشجب من رئيس الولايات المتحدة نفسه".   


ولكن سليمان شيخ مدير مركز بروكنجز في الدوحة يؤكد أن الولايات المتحدة تملك بعض النفوذ هنا، فالأسطول الخامس يوفر صمام أمام للبحرين ضد الخطر الإقليمي. و يقول شيخ إن على الولايات المتحدة أن تبذل جهداً أكبر حتى لو كان ذلك الجهد يقتصر على الانتقاد العلني للحكومة البحرينية، فالرد المحدود أو الخافت على ما يجري في البحرين ستكون لها نتائج طويلة الأمد.  ويضيف شيخ: “أعتقد أن السماح للحكم البحريني أن يستمر في سياسته التي يتبعها الآن يحمل في طياته خطراً حقيقياً سيتمثل في تصاعد وتيرة التوتر الطائفي في كل أنحاء الخليج بالإضافة إلى خطر المواجهة مع إيران".

لقد صرحت الحكومة البحرينية أنها سترفع حالة الطوارئ ابتداءً من الأول من يونيو، لكنه ليس واضحاً ما إذا كان لهذا القرار أي علاقة تذكر بالدبلوماسية الأمريكية الخافتة في البحرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus