التعليق السياسي: رسالة للاسترالي غريغ فوستر.. الصداقة أرقى من الحب

غريغ فوستر
غريغ فوستر

2019-01-27 - 1:33 ص

مرآة البحرين(خاص): لا حاجة للبحث في معاجم اللغة عن معنى كلمة شكراً، ولا حاجة لإجراء فحوص DNA لمعرفة من ينتمي للإنسانية، فالمواقف بكل بساطة تكشف حقيقة البشر.

في محنة اللاعب البحريني المهاجر حكيم العريبي، اكتشفنا الإنسانية أكثر، فقد سخّر الله له واحداً من أرقى الناس وأصدقهم، دموعه المحتقنة في محاجره وهو يقاومها كانت شاهدة على أن الإنسانية والرحمة لم تمت في هذا العالم، ذلك الإنسان كاد يبكي بعد أن التقى بحكيم في سجنه.

شكرا لك سيد غريغ فوستر أيها الإنسان النبيل.

شكراً كلمة يقولها العرب لمن  قدّم الإحسان، الشُّكْرُ يعني الثناء على المحسن لما أعطاه من المعروف. شُكراً لك أيها الاسترالي النبيل، وكل العِرْفَان لَك وَالامْتِنَان على مَا قَدَّمْتَ، شُكراً جزِيلاً عَلَى عطائِك.

من خلالك سيد غريغ نتعرف على حقيقة بلدكم وشعبكم، على مدى كونكم بلداً ديمقراطياً، على معنى وجود إعلام حرّ، على مدى أهمية وجود مؤسسات مجتمع مدني مستقلّة عن السلطة التنفيذية، عن مدى حظنا السعيد لوجود شخص مثلك يذكّر الجميع بما يجمعنا من إنسانية ووحدة مصير فوق هذا الكوكب.

يتابع كثير من البحرينيين نشاطك الدؤوب منذ الصباح حتى المساء، يقرأون تغريداتك، يستمعون للتصريحات والمقابلات التي تجريها، والمناشدات التي تطلقها كل يوم لأجل الإفراج عن حكيم، يشاهدون كل هذا وهم يشعرون بالخجل منك، بالخجل لكونك وهبت نفسك منذ أسابيع، لكي ينال حكيم حريّته ويعود إلى زوجته المفجوعة.

منذ ثمان سنين تقريباً وآلاف مثل حكيم العريبي في البحرين فقدوا كل شيء، حريتهم، عوائلهم، وظائفهم، جنسياتهم، حقوقهم السياسية والاقتصادية، وباتوا في عمق مأساة ليس لها قرار، مع دعم سياسي غربي كامل للنظام الذي دمر كل شيء في حياة هؤلاء.

أتيت أنت الآن وأحييت ربما دون قصد قضيتنا في بلادك، صار الجميع يعرف على الأقل قسوة ما نعانيه، وقساوة ما فعلته دول مثل هولندا التي سلّمت اللاجيء علي الشويخ في أكتوبر 2018، الذي اعتقلته السلطات فور وصوله لمطار البحرين،  لتأتي بعدها معلومات أكيدة نشرناها في صحيفتنا (مرآة البحرين) عن احتجاز  الشويخ  في مقر تعذيب وحشي معروف هو جهاز التحقيقات الجنائية، ثم اختفاءه في غياهب السجون.

نتمنى أن يخرج حكيم العريبي إن شاء الله من محنته منتصراً، ونتنفّس الصعداء، لن يكون لديك شك حينها حول ما تحمله عينا حكيم ومعه عيون وقلوب آلاف البحرينيين، من امتنان وشكر وعرفان نحوك ونحو كل الاستراليين الذي ناصروا قضية حكيم.

سيد غريغ، لم نكن نعرفك قبل أسابيع، لكننا أصبحنا مدينين لك، محبين، معجبين بكل ما تقوم به بحيوية ودأب واستمرارية في العمل، صرنا أصدقاءً لك قبل أن نلتقيك، الصداقة معك سيد غريغ هي صداقة أرقى من الحب.